د.أحمد محمد كنعان هو صاحب تجربة حياة حافلة
بالإبداع والعطاء ، فهو طبيب وأديب وفنان، فهو صاحب مجموعة كبيرة من الكتب
الفكرية والعلمية المنوعة ، إلى جانب أنه فنان تشكيلي له مجموعة واسعة من اللوحات
التي تؤرخ لجمال الشام .. وياسمين الشام .. وورد الشام .. ويحمل الدكتور كنعان فوق
كاهله هموم متعددة تتباين بين الإبداع والثقافة ومشكلات العالم الإسلامي وأزمة
المواطن العربي في ظل محددات عالمية جديدة ، وهو يعمل منذ عشرات السنين في حقل
الطب رئيساً لقسم مكافحة الأمراض المعدية في شرقي المملكة العربية السعودية ،
ويمارس الطب بروح الهواية ليخرج من كهوف الرتابة ، وقد كان لنا معه هذا الحوار الثري
..
* د.كنعان .. حدثنا عن العلاقة بين الطب
والأدب ، وعلاقتك بالإبداع الفكري؟
- العلاقة
بين الطب والأدب والفكر عموماً علاقة معروفة ومشهورة عالمياً وتاريخياً ، فالأطباء
إجمالاً نخبة من المثقفين ثقافة عالية ، وهم بحكم المهنة على صلة عميقة بالنفس
البشرية وما يعتريها من أحاسيس وعواطف ومشاعر ، وهذا ما يثير فكر الطبيب ويولد
عنده روح الأدب والبحث والتأمل ، وقد عرف تاريخ الأدب الكثير من الأطباء الذين
نبغوا في الأدب أكثر من نبوغهم بالطب ، أما علاقتي الشخصية بالأدب والإبداع فقد
بدأت منذ نعومة أظفاري عندما كنت أصحو في الصباح الباكر على صوت والدي رحمه الله
وهو يرتل القرآن ، وهذا ما جعل روحي تتعلق بالبلاغة الإلهية المعجزة ، وجعلني أعشق
الحروف والكلمات ، ومنحني خيالاً خصباً يجوب بي أقطار السماوات والأرض متأملاً
قدرة الخالق ، وروعة الخلق ، وجمال الكون !
* ترى ما هي أسباب قلة نشر البحوث العلمية العربية في الدوريات
والمجلات العلمية العالمية ؟
- أولاً لابد من التذكير بأنه ليست لدينا نحن
العرب إحصائيات عن معدلات نشر البحوث العربية في الدوريات العالمية ، وهذه واحدة
من جوانب القصور لدينا، فنحن للأسف الشديد لا نحفل كثيراً بالإحصائيات، ثم إن نسبة
البحوث العلمية تتناسب طرداً مع نسبة مراكز البحث العلمي والميزانيات المخصصة لها
، وكلنا نعرف أن ما ينفق عندنا على الجيوش وأجهزة الأمن مثلاً يزيد أضعافاً مضاعفة
عما ينفق على البحث العلمي فكيف تتوقع من أمة هذا حالها أن تبحث وتفكر وتنتج علماً
؟!
* ما رأيك بقصص الخيال العلمي ، وما هو
تفسيرك لقلتها في الوطن العربي ؟
- قصص
الخيال العلمي تمثل حقلاً خصباً من حقول الأدب ، وهي اليوم تجد سوقاً رائجة لها
بسبب الإنجازات العلمية الكثيرة التي نصحو كل يوم على الجديد منها ، وقد بلغ بعض
كتاب الخيال العلمي درجة عالية جداً من القدرة على استشراف المستقبل ، فتنبؤوا
باكتشافات واختراعات عديدة قبل أن يكتشفها العلم بسنوات طويلة ، وهنا لابد من
الإشارة إلى أن القصص القرآني كان سباقاً في ارتياد هذا الحقل ، فقد حرض الخيال
البشري ونبَّه العقل إلى الكثير من الآفاق الجديدة التي لم تكن تخطر على البال ،
ومن ذلك مثلاً حديثه عن الريح التي سخرها لسليمان عليه السلام فكانت تنقل البشر في
دقائق معدودات مسافات شاسعة يحتاج المسافر شهوراً حتى يقطعها ، والإسراء إلى
السماء الذي تم في دقائق معدودات ، وإحضار عرش بلقيس في لمح البصر عبر آلاف
الكيلومترات ، ناهيك عن إبراء الأعمى والأبرص وغيرها من الأمراض التي كان الناس
يعتقدون أنها غير قابلة للشفاء ، وغير ذلك من القصص القرآني الذي يحفز الخيال والعقل
على البحث ، ومن العجيب أن الأمة التي حرضها قرآنها على إعمال الخيال والفكر
والعقل قد أصبحت اليوم في آخر القافلة ، فهي لم تكتف بإهمال قصص الخيال العلمي ، بل
هي لم تعد تحفل بالعلم نفسه !
* ما هي الدوافع التي دفعتك للكتابة في
مجال الفكر الإسلامي ، وتأليف كتاب مثل : العقلية الإسلامية بين إشكاليات الماضي
وتحديات المستقبل ؟
- التفكر
والتأمل والبحث عوالم تشدني إليها بقوة ، فأنا أحس في نفسي توقاً بلا حدود للسعي
وراء المجهول وارتياد العوالم الجديدة ، ويعود هذا الميل عندي إلى طفولتي الأولى
كما ذكرت لك عندما كنت أصحو في الصباح الباكر على نفحات القرآن الكريم ، وعندما
كبرت وبدأت أحس بالأزمات الطاحنة التي تعيشها أمتنا الإسلامية وجدت نفسي مثل
الكثيرين من أبناء جيلي منغمساً في التفكير بمخرج من هذه الأزمات ، وهذا ما جعلني
أتجه للكتابة الإسلامية ، لأنني أعتقد أن هذه الأمة التي أعزها الله بالإسلام أول
مرة لن تجد العزة بغيره أبداً ، وقد تكونت لدي القناعة من خلال التجربة والمعايشة
أن الأمة الإسلامية قد بعدت خلال تاريخها الطويل عن المصدر الأول للإسلام ، أي
الوحي ( كتاباً وسنة ) وأحلت مكانه التراث الذي أنتجه الفقهاء والمفسرون والمؤرخون
، مع أن هذا التراث يبقى إنتاجاً بشرياً قد يصيب وقد يخطيء ، أما الوحي فلا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقد ناقشت في كتابي المشار إليه هذه الإشكالية ،
ودعوت لإعادة النظر في التراث الإسلامي من أجل تجديد الاجتهاد فيه ، وتفعيل
العلاقة ما بين الوحي والواقع على ضوء التغيرات التي حصلت في عصرنا الراهن
والتحديات التي تنتظرنا على بوابة المستقبل .
* هل جاء إقبالك على مجال الرواية بحكم
أنها فرضت نفسها على الساحة وأصبحت كما يقولون ديوان العرب الحديث ؟
- لا شك بأن
الرواية تعيش اليوم عصرها الذهبي ، ويرجع هذا إلى التوسع الهائل بقنوات البث
التلفزيوني والإنتاج السينمائي الذي تشكل الرواية مادته الأساسية ، وربما كنت مثل
غيري من الكتاب مندفعين بهذه الموجة لكتابة الرواية ، إلا أنني من خلال تجربتي
الخاصة أحس بأن الموضوع هو الذي يحدد للكاتب أسلوب الكتابة سواء كانت رواية أو
شعراً أو قصة .
* حدثنا عن روايتيك : المطر ، والكلبشة ،
اللتين أعلنت أنك سوف تنشرهما قريباً؟
- رواية "المطر" تحكي قصة نكسة
حزيران 1976 التي ابتلي فيها العرب بأكبر نكسة في تاريخهم الحديث أمام المغتصب
الصهيوني ، وتحاول الرواية أن تبث في نفوس الجيل الصاعد الأمل في التغيير من خلال
قصة طفل وطفلة يترعرعان معاً على البراءة والحب والصدق والعطاء ، وعندما يكبران
ويبدآن رحلة العطاء يكتشفان الفساد المستشري في المجتمع ، فتبدأ تلك القيم الجميلة
تتكسر أمامهما شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى لحظة الكارثة مع حلول النكسة ، فتجد
البطلة أحلامها تذهب أدراج الرياح ، ويجد البطل نفسه فجأة متهماً بالخيانة على
الرغم من أنه شارك في الحرب وخرج منها معطوباً ، ويجد صديقه الذي استشهد في
المعركة مطلوباً أيضاً بتهمة الخيانة ، فأمام هذا الوضع المقلوب يصمم البطلان على
مواجهة الواقع ورفض الهزيمة ! أما رواية "الكلبشة" فتحكي قصة التمزق
الفكري الذي تعيشه أمتنا في المرحلة الراهنة ، من خلال قصة ثلاثة شبان يمثلون ثلاث
شرائح فكرية ، يجدون أنفسهم فجأة مطلوبين أمام محكمة أمن الدولة ، وتجمع بينهم
الكلبشة التي يربطون بها تمهيداً لنقلهم إلى السجن ، وفي الطريق تنقلب بهم السيارة
فيهربون ، وخلال رحلة الهروب هذه تظهر التناقضات الفكرية الحادة بينهم ، فالرواية
محاولة لتعرية هذه التناقضات وبيان أن معظم معاركنا الفكرية تدور خارج ساحتها
الحقيقية !
* هل يولد الألم الإبداع لدى الأديب ؟
- أجل ،
غالباً ، فالمعاناة والألم وحالة التأزم هي التي تحرض الأديب على الكتابة، والأديب
بطبعه حساس أكثر من غيره ، فهو يتألم لأمور يراها الناس العاديون تافهة ، أما
الأديب فيراها كارثة ، لأنه يدرك بحسه المرهف أن أعظم الكوارث البشرية قد بدأت
بأخطاء تافهة لم ينتبه الناس إليها في الوقت المناسب ! ومن الطريف هنا أن أذكر بأن
لي كتاباً علمياً اسمه ( الألم ) تناولت فيه مفهوم الألم من وجهة النظر الطبية
والنفسية والاجتماعية ، واعتبرت فيه الألم نعمة كبيرة لأنه يمثل في حياتنا جرس الإنذار
الذي ينبهنا لوقوع الخطر !
* ما تقييمك لجهود "رابطة الأدب
الإسلامي العالمية" بما أنك عضو فيها ؟
- الأدب الإسلامي أدب موجود منذ فجر الإسلام ،
وليس هو مجرد "صرعة" من صرعات الصحوة الإسلامية المعاصرة كما يحلو لبعض
الحاقدين على الإسلام أن يصوروه ، وقد كان هذا النوع من الأدب موضع عناية وحفاوة
من النبي صلى الله عليه وسلم ، كما رأيناه في شعر حسان رضي الله تعالى عنه وغيره
من أدباء الإسلام الأوائل ، والأدب الإسلامي في نظري هو الأدب الذي يستمد قيمه من
الإسلام ، ويعمل على الترويج لهذه القيم التي ترفع من شأن الإنسان وتعينه على
عمارة لأرض كما أراد له خالقه عزَّ وجلَّ ، فكل إنتاج أدبي تتوافر فيه هذه السمات
هو أدب إسلامي ، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية تعمل جاهدة على نشر هذا المفهوم
للأدب والتركيز عليه من خلال أنشطتها ومنشوراتها المختلفة .
* يجيب الكثير من المبدعين أن أعمالهم الإبداعية كأبنائهم لا يستطيعون
تفضيل واحد منها على الآخر ، فما قولك ؟
-
عملية الإبداع عملية شاقة تستهلك الكثير من وقت المبدع وجهده وأعصابه ، ولهذا تحتل
أعماله الإبداعية مكانة خاصة في نفسه مثل أولاده وربما أكثر ، أما إذا أردت ترتيب
أعمالي التي أنجزتها فإنني أضع بحوثي الإسلامية في المقدمة ، لاعتقادي بأن أمتنا العربية
الإسلامية في الوقت الراهن أشد حاجة لمثل هذه الأعمال التي تستهدف النهوض بها من
حالة التخلف ، ثم يأتي بعد ذلك إنتاجي العلمي والأدبي.
* ما هو جديد د.كنعان في عالم الكلمة ؟
- آخر ما
انتهيت منه قصيدة حنين إلى مدينتي الغالية دمشق ، أقول فيها :
|
||
هل لي إلى عينيـكِ مــن
أمــلٍ
|
|
أمْ مـاتَ عهدُ الحُبِّ واندثرا ؟
|
يـا بَسْـمَةَ الألحـــانِ في وَتَري
|
|
عـودي لثغري اللَّحن
والوَتـَـرا
|
واستسلمي للحُـبِّ وانْهَمِـري
دمشقُ .. ضاقَ العُمرُ، فاختصري
|
|
إنِّـي أحِـبُّ الحُـبَّ
مُنْهَمــرا
قَـدَري .. أعيشُ الحُـبَّ
مختَصَـرا
|
أما
آخر كتاب صدر لي فهو كتاب ( نظرات في علم أصول الفقه ) صدر عن مركز البحوث بوزارة
الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ، وهو كتاب حاولت فيه تقديم عدد من الأطروحات
التي تستهدف تجديد هذا العلم بحيث يصبح أكثر استجابة لمتغيرات العصر ، عملاً بالقاعدة
الأصولية التي تقول ( لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأحوال والأزمان ) ، أما آخر
كتاب أعمل عليه الآن فهو (موسوعة التاريخ الميسرة ) التي وصلت حتى الآن إلى ثلاثة
آلاف صفحة تقريباً ، وقد حاولت فيها تقديم صورة بانوراما عامة وشاملة لتاريخ
الوجود منذ الانفطار الأول وحتى النفخة الأخيرة التي يطوى فيها تاريخ هذه الدنيا
لتبدأ اللحظة الأهم في تاريخ الوجود في الدار الآخرة .
* أنت عضو في بعض النوادي والجمعيات الأدبية
، ألا تعتقد معي أن إسهامات هذه الجهات الأدبية محدودة في مجال النهوض بإبداعات
الشباب ، كما أن ما ينشرونه من إنتاج أدبي يندر فيها الجديد والأصيل ؟
- اسمح لي
أولاً أن أبين لك هذه الحقيقة ، وهي أن الحضارة بناء متكامل ، فلا يمكن لأية أمة
أن تكون متحضرة في الأدب بينما هي متخلفة في التعليم ، ولا يغير من هذه الحقيقة
ظهور بعض المبدعين في الأمم المتخلفة بين الحين والآخر ، فهؤلاء يظلون ندرة نادرة
لا تؤثر كثيراً في الحالة العامة للأمة ، وهذه النوادي والجمعيات الأدبية تحاول جاهدة
أن تقدم شيئاً من الإبداع ، وهي تعمل على تحريض ملكة الإبداع عند الجيل الجديد من
الكتاب ، إلا أن مشكلة التخلف في الأدب وفي غيره تبقى مشكلة أمة وليست مشكلة نادي
أو جمعية أو أديب أو مفكر ، ونحن نأمل أن تستطيع أمتنا تجاوز أزماتها الراهنة في
شتى الميادين بما فيها ميدان الأدب ، وأن تقوم مرة أخرى بواجبها في الشهادة على
العالمين كما أراد لها ربها حين قال تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكون
شهداء على الناس ) والشهادة المطلوبة منا اليوم ليست مجرد فرجة على الآخرين وإنما
هي القيادة والريادة في شتى المجالات ، وهذا هو المطلوب منا اليوم بإلحاح لاسيما
ونحن نشهد هذا التردي الحضاري في العالم المتمثل بالاستخفاف بحقوق الإنسان في كل
مكان !
* ما هي أهم أزمات المثقف العربي اليوم ؟
وماذا عن اغتراب وغربة المبدع العربي ؟
- المثقف العربي هو فرد من أبناء هذه الأمة التي
تمتد من الماء إلى الماء ، والتي تعيش اليوم جملة لا تكاد تحصى من الأزمات الفكرية
والسياسية والاجتماعية الحادة، إلا أن الأزمة الأهم في نظري هي غياب الحرية التي
بالرغم من النضال الكبير الذي خاضته أمتنا ماتزال مساحة الحرية أضيق بكثير من أن
تدع للمثقف العربي فرصة حقيقية للتعبير عن همومه وآماله وأحلامه .. وتنقلنا هذه
الحقيقة المرة فوراً إلى الشق الآخر من سؤالك عن اغتراب المثقف وغربته ، فإن
المثقف العربي الذي ناضل طويلاً من أجل الحرية ، وحاول جاهداً أن يتنفس في وطنه
الهواء النقي فلم يفلح ، لم يجد بداً آخر الأمر من الهجرة والاغتراب ومغادرة الوطن
وهو يتجرع الحسرات ، ويكفي أن نلقي اليوم نظرة نحو الغرب لنجد ـ للأسف الشديد ـ أن
نخبة من خيرة أدبائنا ومثقفينا تعيش هناك باحثة عن الحرية التي افتقدتها في وطنها
، والتي لا حياة للإبداع دونها !
* ما هي أهم إنجازاتك الطبية والأدبية والفكرية ؟
- لقد
نشرت على مدى السنوات التي مضت على مزاولتي للطب عدة بحوث طبية ، لاسيما في حقل مكافحة
الأمراض المعدية الذي تخصصت فيه ، كما نشرت عدداً من الكتب والموسوعات العلمية ،
وفي الأدب نشرت الكثير من القصص القصيرة والقصائد والمقالات الأدبية والعلمية
والفكرية .
* تعيش الأمة العربية اليوم هذا ( الربيع
العربي ) الذي يحاول فيه الشعب العربي استرداد حريته وكرامته من أيدي الحكام المستبدين
الذي أوصلوا الأمة العربية إلى حالة مزرية من التخلف ، وقد حقق هذا الربيع بعض
أحلامنا ، لكن مازالت هناك عقبات كبيرة في الطريق ، كيف ترى أنت المشهد اليوم ؟
- المشهد يبشر بخير كثير في مقبل الأيام على ما فيه
من آلام وتضحيات ومآسي كبيرة ، فالأمة العربية تمر اليوم بمرحلة مخاض عسير سوف
يجعلها تولد من جديد لتستعيد أمجادها الغابرة ، أما نما تعانيه الأمة في هذا المخاض
من آلام ومآسي فهو أمر طبيعي ومتوقع ، فالأمة التي سكتت على الاستبداد والظلم
لسنوات طويلة لابد أن تدفع الثمن وتسدد فاتورة هذا السكوت ، وكما يقولون فإن (
الأمل يولد من رحم الألم ) وقد أشرت آنفاً إلى أن لي كتاباً بعنوان ( الألم )
تحدثت فيه طويلاً وبالتفصيل عن أهمية الألم ودوره الإيجابي في حياة الإنسان ، فهو
الذي ينبهنا إلى مكامن الخطر ويدفعنا دفعاً للخلاص ، وهذا هو ما يحدث حالياً في
العديد من بلداننا العربية التي تمر اليوم بلحظات هذا المخاض المبارك .. المؤلم ..
الذي سوف يسفر بمشيئة الله تعالى عن ولادة جديدة للأمة العربية تعيدها إلى الصدارة
من جديد كما كانت في يوم من الأيام .. وما ذلك على الله بعزيز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق