الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-08-03

العواقب الوخيمة بالتقاعس عن نصرة الشرعية ووجه التشابه في التكليف بين مرسي وعثمان بن عفان – بقلم: مؤمن محمد نديم كويفاتية

 الشرعية هي اختيار الأمّة لرأس الدولة ورضاها عنه سواء كان خليفة أو رئيس أو ملك أو امير، ولا يجوز إزالته إلا بشروط متوافق عليها لأننا في بلاد اسلامية، ومنها الكفر والردّة عن الإسلام وترك الحكم بما أنزل الله أو لعجز عقلي أو جسدي كالشلل والصمم ونحوه ، وأمّا في البلاد الغير إسلامية فقد وضعوا لأنفسهم منهجية أخرى إن خرج الحاكم عنها يُعزل ، ولاتستطيع قوّة في الأرض عزله مادام قد جاء برضاء أمّته ، ومن يخرج على إرادة الأمّة إلا البغاة أو قطّاع الطرق، وتنتهي ولاية الحاكم بموته ، أو خلع نفسه دون إكراه ، او لجرح في عدالته بفسقه باستباحة المحرمات ، أو لنقص في بدنه ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، إنّ الله مُلبسك قميصاً فلا تخلعه " والمقصود أن عثمان جاء باختيار الحكماء كأول مجلس للشورى في الإسلام من كبار الصحابة الثقاة ، ممن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، ومبايعة الأمّة عن رضا وقبول ، فلا يحق له أن يخلع الثقة التي وضعها الناس فيه، 


لخارجين عليه ملكوا قوّة السلاح والإرهاب ولو أدّى ذلك الى فقدان حياته، وهذا ماحصل ، وإلا فقد خان الأمّة ، وهذا القول الذي ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلم، فيه إقرار في ذاك الوقت منه للطريقة التي ارتضاها الناس باختيار الخليفة ، كي لايتطاول أحد ويتفلسف ، وبالتالي مع كل التضيق عليه ومنعه من الطعام والشراب لفترة أربعين يوم من هؤلاء المتغلبين بقوّة السلاح وبما عُرف بفتنة عبدالله بن سبأ اليهودي المتأسلم نفاقاً لضرب الإسلام، الذين فاجئوا الخليفة بحصارهم للمدينة ، والى أن يُرسل الرسل للنجدة وتجهيزها لكون المدينة ليس عليها حامية عسكرية فقُضي الأمر وقتلوه دون أن يتنازل عن ثقة الناس به وما عهده له النبي صلى الله عليه وسلم ليكون هذا العمل سنّة يُقتدى بها

فالاسلام ارتضى ما ارتضاه النّاس في اختيار الحاكم إذ لم يجعل لذلك آلية محددة وبما لايخالف شرع الله وهذا هو الشرط ، وليس بآلية المغتصب عن طريق القوّة والدبابة أو السيف ، ففي مصر بعد عهود الظلم والاستبداد ، منذ عهد الدكتاتور المستبد الطاغية جمال عبد الناصر الى مبارك الذي كنسته ثورة 25 يناير ، جاء دور الشعب الذي أقرّ الديمقراطية للوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع ، وهذا ما توافق عليه الجميع حتى جاء الدكتور محمد مرسي رئيسا عبر هذه الآلية ، وبإشراف القضاة ، ومندوبين عن كافة الأحزاب والمرشحين ، وباعتراف الدول وليس بطريقة النصب والاحتيال ، ولغة القوّة والإرهاب وأعمال البلطجة ولغة الاستئصال ، واللف والتزوير ، وعملية الدبلجة السينمائية ، وفتح أسواق المزادات الرقمية الوهمية كما حصل في 30 يونيو بانقلاب المتغلبين من السلطات الأمنية العسكرية الغاشمة، والتي من مهامها حماية الحدود والمواطن وليس قتله أو التدخل في الحياة المدنية والميل لصالح طرف على طرف بإتباع سياسة فرق تسد ، ليكون الاستحواذ لهم في النهاية ، وما تبعه في 3يوليو من المذابح وتكميم الأفواه وعودة الفلول والمذابح ، وهو مافعله المتغلبين العصاة أيام الخليفة عثمان بن عفان لخلعه ، وما أعقبه من منع الكلام ، وتكميم الأفواه والطعن في ولاة الأمصار الذين عينهم عثمان ، وسوق النّاس للاقتناع بما يفعلوه بلغة الاكراه ، أنّ سيدنا عثمان أخذ الأمر بغير حق ، وخلق الحجج الواهية ، وهو ما فعله الانقلابيون في مصر وبنفس الحجج الفارغة والرعناء ، مستذكرين تجربة عبد الناصر البائدة في الاستيلاء على السلطة ، متناسين وعي الجماهير وتطور حركة الشعوب ، لتكون العواقب وخيمة على الشعوب في حال تهاونت عن نصرة الشرعية ، والتي كلفّت الرعيل الأول عشرات الآلاف من الضحايا كعقاب من الله لتقاعسها عن نصرة أميرها الشرعي ، وهذا مالم نرتضيه لمصرنا الحبيبة ، وهذا ماقلته في السابق عندما تخاذلت مصر الرسمية عن نصرة الشعب السوري فتوعدها السوريين بالعقاب الرباني ، وهي الآن الآن تتجرع مرارته ، ولانريد لها العقاب مرتين على الأثر ، فهل من صحوة حقيقية تنقذ الوطن المصري ، وتمنع البغاة من السيطرة والتحكم بالبلاد والعباد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com  ، كاتب وباحث - سياسي وإعلامي سوري 
هاتف في اليمن  00967715040030   أو 00967777776420
الآن في مصر : 00201017979375    أو  00201124687800
تركيا : 00905383520642




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق