مجزرة الكيماوي إرهاب دولي على شعب سوريا البريء! – د. حسان الحموي

بعد المجازر التي ارتكبها السيسي في مصر كان لزاما على بشار الأسد أن يثبت للعالم أنه الأكثر اجراما وأنه لن يقبل أبدا أن ينافسه في هذا الاجرام أيا كان ، ومهما كانت صفته ومؤهلاته الاجرامية ، لذا فقد سارع إلى إصدار أوامر منه مباشرة و بإشراف مباشر من كبار الضباط السوريين العلويين الأشاوس ( كما جاء في الاعلان ) " أنه في يوم الأربعاء 21/8/2013م في حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا لاستهداف الغوطة الشرقية والغربية بالسلاح الكيماوي الأسدي المبارك ؛ وتمت العملية بنجاح وبانتظار موجز تفصيلي من قواتنا الباسلة ؛ سيصدر خلال ساعات يشرح لنا العملية".

و عقّب مصدّر هذا البيان على شبكة التواصل الاجتماعي بعبارة:

أبو حافظ ما عهدناك الا الحامي الاول والحكيم لسوريا الاسد فسر بنا نحو القمة وكلنا معك هذه الجريمة التي ارتكبتها قوات النظام بحق مدنيين في مناطق دمشق و غوطتها هي ابادة جماعية لم تعهدها البشرية من قبل ، لم يخفف من بشاعتها سوى غياب مناظر الدماء المسالة ، فربما أدرك المجرم بشار أن الغرب بات يكره منظر الدماء لذلك عمد الى قتل السوريين بالكيماوي حتى تغدوا مناظر جريمته مستأنسة، و يستطيع العالم استيعاب بشاعتها.

أما أهم ما ميز هذا الاعتداء فهو:

-     كم الشهداء والمصابين فقد لقي نحو ( 1700) مدني حتفهم وهم نائمين حسب توثيق النقاط الطبية المنتشرة في مناطق ريف دمشق؛ إضافة الى (10000) الاف حالة غيبوبة.

-     اغلب الضحايا نساء واطفال وشيوخ .

-     الصواريخ المحملة بالرؤوس الكيماوية كانت تصدر أصوات غريبة و ضربت من ثلاثة مواقع هي جبل قاسيون- البانوراما – ومطار المزة .

-     ( ليس ) غاز السارين وحده هو ما قاموا بقصف الغوطتين به وانما غاز آخر اسمه

((اس سي 3 )) ( sc3 ( وهو من الغازات التي يعرفها الجيش الروسي .

في النهاية وحسب تصريح قائد العمليات الميداني في الجيش الحر فإنه لن تفيدنا لجنة التحقيق ولا المجتمع الغربي "فمنذ شهور ارسلنا توثيقات من فيديوهات وعينات دم ولعاب وشعر ,, وعينات حصلنا عليها مكتوب عليها صنع في روسيا تم تسليمها لهم باليد وهذا موثق لدينا ووثقنا لهم استخدام النظام للكيماوي".

لكن  مجلس الأمن أقصى ما صدر عنه هو بيان صحفي خجول حول مجزرة الكيماوي مما يعكس حجم الاستخفاف من قبل المجتمع الدولي حول معاناة شعب سوريا.

 وللإنصاف فقد اتفق وزيرا خارجية امريكا وروسيا على تأييد التحقيق المستقل بالمجزرة ...

وانعكس هذا الاتفاق على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بعد جلساتها الطارئة، حيث صدر عنها بيان حول ضرورة  "كشف حقيقة" التقارير التي تحدثت عن هجمات بأسلحة كيماوية على بلدات بريف دمشق راح ضحيتها المئات.

أما رئيس البعثة الدولية للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سورية فيقول أنه (لا يُمكن التعديل على مهمّة لجنة التحقيق الدولية بشأن السلاح الكيماوي إلا بعد موافقة الحكومة السوريّة ) !!.

بهذا الكلام يتذرّع المجتمع الدولي المنافق .. و بهذه التبريرات يُخلي نفسه من المسؤولية .

فمَنْ كان يريد الحقيقة فعلاً فهي موجودة .. ومَنْ كان يطلب الأدلة والوثائق فإنّا نُقدّمها بين يديه صباح مساء .. و الشّمس واضحة لا تخفى على أحدْ . أمّا مَنْ يريد التهرّب و التّلاعب فسيصنع ألف سبب و عذر .. و يُنهي المهمّة .

لذلك فنحن لا نستغرب تصريحات الغرب حول استنكار وشجب وقلق وتأمل وأولها كان لوزير الخارجية البريطاني (هيغ ) قبل لقاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس "نأمل في ان يسمح لفريق الامم المتحدة بالوصول فوراً ومن دون عوائق الى المنطقة"، التي تقول المعارضة السورية ان الهجوم الكيماوي حصل فيها، وذلك بهدف "كشف الحقيقة"...

أما رأس الفجرة اوباما فقد "وصف مقتل مئات المدنيين السوريين فيما يبدو إنه هجوم بالغاز بانه "حدث جلل ومثار قلق بالغ" لكنه أكد يوم الجمعة أنه لن يتسرع في توريط الأمريكيين في حرب مكلفة جديدة".

وها هو اليوم يجتمع مع كبار مستشاريه لتدارس الرد على استخدام العصابة لسلاح الكيماوي ضد المدنيين.

العالم بأسره سمع عن اعلان إسرائيل وأمريكا أكثر من مرة، انهما يعلمان تمام العلم عن الاسلحة الكيماوية في سورية، وأنها في أيد أمينة طالما بقيت مع بشار الاسد، حتى عندما يتم نقل بعضها من مكان لآخر، تصرح إسرائيل بذلك.

بريطانيا قدمت ملفا كاملا عن الاسلحة الكيماوية في سورية واستخدام الاسد لها في قتل المدنيين. وبناء على هذا التقرير وغيره من التقارير اضطروا جميعا لإرسال فريق تحقيق لسورية ؛ الغاية منه سد الذرائع فقط، وليس التحقيق الفعلي لأنهم لا يحتاجونه اساسا.

لذلك فإن ما حصل في الغوطة بالأمس كان الدليل الأقوى الذي لا يشكك فيه إلا فاقد للعقل والضمير معا و أن ما يسمى بالمجتمع الدولي هو في الحقيقة التجمع الأكبر دوليا للقتلة ومصاصي الدماء فمجلس الأمن الدولي بوضعه الحالي هو مجلس فراعنة العصر وجبابرته و طغاته.

اليوم لن يستطيع أحد في هذا العالم أن يقنع المظلومين بفرص تحقيق العدالة بعيدا عن القوة ، إن مجزرة الأمس ستغير تفكير العالم كله وسيندفع المظلمون لنيل حقوقهم بالقوة .

وقد كنا نعيب على الجهاديين الذين لا يعرفون إلا لغة القتال لتغيير الواقع لكن من يجرؤ بعد اليوم أن يجادلهم بصوابية تفكيرهم، لقد ألزمنا صمت العالم عن الجرائم أن نغض الطرف عن أي اتهام من قبل هؤلاء للنظام العالمي وللديموقراطية.

لن تطول المدة حتى يكتشف العالم أنه ساق لنفسه ما سيكلفه الكثير ، و بتأييد ودعم شعبي من قبل هؤلاء المسحوقين .

لقد فتح طغاة العالم جروحا وأشعل نارا سوف تدفع من يشعرون بكل هذا الظلم لفعل أضعاف ما حدث في الحادي عشر من أيلول ، إن الناس وهم يتعرضون للضرب بسلاح كيماوي لديهم اعتقاد راسخ أنه بشار ليس المسؤول عن قتلهم بل هو المكلف بقتلهم، و أن الغرب كله شريك في ذلك.

 اليوم موجات الاستنكار و التنديد و القلق لن تفيدنا في شيء ، وأن ما يفيدنا هو توحيد جهودنا في مقارعة الظلم والظالمين من خلال اتباع استراتيجية ردع شاملة لهذه الطغمة الظالمة، والمضي في حرب التحرير و إسقاط النظام المجرم الفاشي ، مهما كانت التبعات ، و مهما استخدمت العصابة الأسدية من ترسانة السلاح الكيماوي و البيولوجي التي تمتلكها ، فنحن ماضون في سبيلنا إما الشهادة أو النصر .

} وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ  وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21[.

الدكتور حسان الحموي