صفحة من صفحات المأساة، تسطر بلون
الدم، ورائحة الموت، وخنق الكيماوي، وأصباغ أحدث الخلطات القاتلة في عالم التحديث
والتطوير،، والتقدم، لتضيف إلى مجلدات الكارثة صفحة،، وإلى سجل الكارثة فصلاً،
وإلى الثورة السورية ملفاً من الملفات الخطيرة، وإلى موسوعة ما تقشعر منه الأبدان
قسماً، ولكنه غني بالأحداث والوقائع، شكلاً ومضموناً، ندرة وتصويراً.
إن الذي يجري، في ريف دمشق هذه
الأيام، وقبلها من الأيام، يؤكد وبشكل صريح وواضح على جملة من القضايا والمسائل،
خصوصاً بعد هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء، ونخص بالذكر منهم الأطفال والنساء
والشيوخ، وما يحصل لهم، ومن هذه الأشياء التي تؤكد:
-
تخاذل
المجتمع الدولي، وتعاطيه مع الحدث السوري، بروح تآمرية مزرية مؤسفة، تسجل تأكيداً
إلى تأكيد، على أن الذي يحصل من تفرج، وسير بنسق مدروس من أول الثورة إلى اليوم،
ليس ضعفاً – وهذا أمر مضحك- ولا عجزاً- وهذه نكتة العصر- وليس حيرة، ولا انقساماً
في المجتمع الدولي، كما يزعمون ويدعون- فهذه ذريعة ما عادت تنطلي على أحد- ولكن
الأمر بات واضحاً وصريحاً، بأن المشهد الكارثي، لأهل سورية بكل ما حمل، يريح
كثيراً من أدعياء الحرية وحقوق الإنسان، أن يروه واقعاً في سورية، ولكن بصورة
عكسية، تلف المشهد، بالأكفان للقاء الله شهداء أطهار، وبنفس الوقت تكون هذه
اللفافة كفناً، ندرج فيه منظمات العالم، التي بات من العار عليها والشنار،، أن تبرز
في أي مشهد من مشاهد البؤس بعد اليوم، إلا مطبلة أو مزمرة، طبعاً نستثني من له
بواكي، لأن الذي يحدث في سورية، لو حدث جزء منه في أي بلد من البلدان إياها، لقامت
الدنيا ولم تقعد، ولجيشت جيوش العالم من أجل نصرته، فأي عار تتلطخ به لافتات
المجتمع الدولي، في زمن الثورة السورية، وغيرها من ثورات الربيع العربي، حقاً
أصبحنا على مفترق طرق، تأبى فطرة الحياة أن تمضي الأمور على هذا السياق، وبهذه
الوتيرة، وهو مبشر بقادم، يشترك فيه أحرار العالم، لتشكيل لوائحه بلغة جديدة،،
قوامها العدل والمساواة، والتعاطي المنصف، مع قضايا حقوق الإنسان، كإنسان، ولا
أدري، كيف يكون ذلك، لكن الظلم ظلمات،، ولا يمكن أن يدوم، من هنا على أحرار العالم
والغيارى، من كل جنس ولون وعرق ودين، أن يكونوا عوامل علاج وإنقاذ، فيساهموا في
إعادة العنب إلى سلته، وما يحدث بمصر شكل من هذه الأشكال، أما ما يحدث في سورية،
فهو فاضحة الفضائح....فالعجل العجل....قبل أن تغرق السفينة على أيدي سفهاء الأرض،
ومنهم نظام إيران وأذنابه، في كل مكان.
-
على
أمة العرب والمسلمين، أن يغيروا من بوصلة تحركهم، الذي يكتفي بالعواطف، والاختباء
وراء، شاشات التلفزة، لتلقى الأخبار، والتفاعل معها بطريقة العصر المشاعري، الذي
يقف على الأطلال، ويجتر المأساة، ويتعامل معها بطريقة شعراء الجاهلية، أو أدباء
المهجر، ومن باب أولى أن لا نتعامل مع حوادث التاريخ بلغة أهل الخرافة
والبدعة...................الأمة اليوم- كما العالم كله- أمام مفترق طرق، فلا بد
من مشاريع عمل، لنؤدي الذي علينا من واجب، ولا نكتفي بما نقدم من فتات، أو ما نقوم
به من رفع عتب وتسجيل موقف من خلال مظاهرة، أو وقفة احتجاجية، وكأننا نحتج على ظلم
زوج لزوجه...........الأمر كبير وخطير، ويحتاج منا إلى جهد وعمل، وتحويل مسار
الدعم، في القضية السورية- مثالاً- إلى مسألة حسم، ننهي من خلالها مسألة التوازن
المهلك، الذي يكاد أن ينهي البلد من طرفه إلى طرفه.
-
مع
الشكر الجزيل لكل من قدم لشعب سورية ( ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله) من حكومات
وأفراد ومنظمات ومؤسسات، الذين قدموا الكثير، ولكنه قليل بالقياس للمطلوب، ولأن
المقدمين جزء من كل، وفي هذه الحالة نريد تفاعل كل الغيورين، لنحقق المراد، ولا
نامت أعين المتخاذلين والمتآمرين والمتفرجين، أما من يساند الظالم المجرم، فعليهم
لعائن الله............( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق