بسم الله الرحمن الرحيم
إن رد الفعل البارد من المجتمع الدولي والدول الرئيسية الفاعلة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية
تجاه المجازر المتكررة التي يرتكبها النظام السوري المتوحش ضد أهلنا وشعبنا رسخ القناعة
لدى الشعب السوري كله أن دماءهم لا تعني للغرب أو للشرق شيئا وقد استباحتها عصابات
الأسد وسفحوا منها أكثر من مئة ألف شهيد على مدى عامين ونصف دون أن يرف جفن لمجتمع
دولي أو منظمة عالمية أو قوى نافذة.
استيقظ شعبنا السوري -في دمشق وريفها-
على مجزرة مروعة ضربت رقما قياسيا لسببين؛ أولهما: أنها كانت بسلاح كيمياوي قذفته حمم
الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة من جبل قاسيون، وثانيهما أنها بحضور فريق التحقيق
الأممي بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية والذي صرح بأنه معني بالتحقيق في استخدام السلاح
الكيمياوي دون السؤال عمن استخدمه، في تواطئ واضح وصريح مع النظام الذي قَبِل دخول
اللجنة على هذا الأساس، لتكون نتيجة التحقيق جاهزة لتحميل الثوار والمجاهدين مسؤولية
استخدامه، كما فعلت من قبل منظمات حقوقية ولجان أممية حملت الثوار مسؤولية القتل شراكة
مع عصابات الأسد المجرمة!
إن هذا العالم الأصم الأبكم الذي يدعي
دفاعه عن حقوق الإنسان ونصرة المظلومين لم يعد يعنيه مما يجري في سورية والمنطقة سوى
مصالحه، إلا أننا نود أن نذكر من بقي فيه من الأحرار والشرفاء أن عددا كبيرا من الشهداء
الذين قتلتهم عصابات الأسد بدم بارد هم من الأطفال والذين بلغوا حتى الآن في إحصائية
أولية أكثر من 1500 شهيدا أغلبهم من الأطفال الذين لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم
الغضة.
إن الخطوط الحمر التي تشدق بها الغرب
طوال عامين ونصف لم تكن أكثر من لعبة للتسلية التي تمارسها أمريكا وروسيا وإيران ومليشيا
حزب الله اللبناني مع عصابات الأسد لسفك المزيد من الدم السوري، وتدمير المزيد من البنية
التحتية للوطن السوري خدمة لأعداء شعبنا وأمتنا.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين إذ
نقدم خالص العزاء لأهلنا الصامدين الصابرين مستمطرين الرحمات لشهدائنا ومستنزلين اللعنات
على القتلة وأعوانهم في الشرق والغرب فإننا نحمل المسؤولية الكاملة عن مجزرة ريف دمشق
اليوم للمجرم بشار الأسد وعصاباته وأعوانه وحلفائه وللجنة التحقيق الأممية الموجودة
على أرض سورية ومن ورائها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومن ورائهم جميعا روسيا
وأمريكا والاتحاد الأوروبي وإيران.
واننا على ثقة بأن شعبنا سينتصر بإذن
الله ويحرر بلدنا من الطغاة المجرمين متوكلاً على الله أولاً ثم على صمود أحراره الميامين.
(وإن جندنا لهم الغالبون) .
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
23- 8 – 2013 الموافق 16 شوال
1434هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق