المرء الصالح، الذي يشعر بأن
واجبه، لا يصح أن يقتصر على الشجب والنديد والإدانة والاستنكار، بل لا بد أن يقدم
برنامجاً عملياً، من خلاله يساهم، في حل مشكلة، أو تطوير مشروع، أو نصرة مظلوم، أو
تكوين عمل نافع، لذا نريد العاملين، لا الفلاسفة، فنحن قوم عمليون، وإن كان النظر
له حظه من الإعتبار، في كل مسألة من المسائل، أو قضية من القضايا، فعمل بلا نظر،
فيه تخبط، وعدم وضوح الرؤية، وهو إلى العماوة أقرب، ونظر- مهما ارتقى فكراً- بلا
عمل يظل حبيس، أدراج النفائس، والقطع الرائقة، في الاستمتاع، بشقشقة الجمل، وتوليد
ما يشبه المنمقات التراثية، من هنا كانت المدينة الفاضلة، بمعناها الاصطلاحي، لم
تتجاوز هذا الذي نذكره، أما المدينة الفاضلة بمعناها الفاضل، هي التي كانت مثالاً
يحتذى به، وعلى كل مستويات النظر والعمل، ودولة المدينة المنورة من أرقى وأرفع
وأروع، هذه النماذج، حيث كان البناء، بمعناه الشامل، إيثاراً وحباً ومساندة
ومناصرة، وصناة مجد، وشموخاً حضارياً، يرتفع جبيناً، في تاريخ المدينة الفاضلة
الربانية. (ويؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة) ( إنما المؤمنون إخوة).
والحدث السوري، وقضية شعبه، مع
نظام العصابة المتسلطة على رقاب أبنائه، حيث تتطور طرائق مواجهة شعبنا في كل يوم، ويكون
اليوم التالي أشد وأقسى من الذي سبقه، على مبدأ الأرض المحروقة، والتطهير العرقي،
أو التصفية المناطقية، بالحقد الطائفي الذي يحمله النظام، ومن معه من الطائفيين،
من أمثال نظام الظلم والظلام، نظام إيران، وما يسمى حزب الله، ويمارسون أبشع أنواع
الجرائم الوحشية، إن بالفؤوس والبلطات، وإن بالمجازر الجماعية، وإن ببراميل
الكوارث التي تلقى على الآمنين من أبناء شعبنا، وإن بالكيماوي والمواد السامة.
وللعلم فإن شعبنا ليس طائفياً،
وثورته ثورة شعب، شارك فيها، كل أبناء الشعب السوري، بكل مكوناته، والطائفي العفن
هو نظام العصابة، ومن معه من الحاقدين، على الحاضر والماضي والمستقبل، لهذه الأمة.
************************
ومع هذا التخاذل الدولي، والصمت
العالمي المبطن بآلة إعلام خداعة، وإن ببيانات مهمتها التنفيس، والتهام الحدث، لا
بد من فعل شيء.و( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)...من هنا قام شباب (همة)، جزاهم
الله خيراً، بمبادرة سيكون فيها خير كثير بإذن الله تعالى، وذلك بالتعاون مع (
جمعية عطاء للإغاثة والتنمية) هذه الجمعية الناشئة الرائدة بإذن الله، قاموا
بالإعلان عن حملة ( بالكيماوي يقتلون أطفالنا)، وهي حملة تعمل على تزويد المشافي
الميدانية، بالأمصال المضادة للكيماوي، وتوزيع الأقنعة اللازمة، وكل ما من شأنه أن
يقي أبناء شعبنا، من هذا السلاح الفتاك، وحتى نحمي الأطفال والنساء والشيوخ
والكبار والصغار، كان ضرورياً، أن يكون هناك مشروع كهذا المشروع.
السهم عبارة عن مائة ريال سعودي، ومن زاد فقد
فاز بالأجر والثواب، وحقق معنى إنسانيته، وأدى بعض الذي عليه، وحقاً إن ( مساهمتك
تنقذ نفساً).
أخي المسلم نذكرك بالواجب الشرعي،
في نصرة المظلوم ( ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته).
شقيقي العربي، نعود بك إلى معاني
القربى والدم، حيث إغاثة الملهوف، ونجدة المستضعف، وعون المحتاج، وحلف الفضول، قال
شاعرهم:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم____
في النائبات على ما قال برهانا
يا أحرار العالم، نبينا- صلى الله
عليه وآله وصحبه وسلم- قال: أليست نفساً، وهؤلاء أبناء الشعب السوري، أليسوا
أنفساً ؟؟؟ أليسوا في عداد البشر، ألا تشملهم قواعد حقوق الإنسان وقوانينه؟؟
البدار...البدار....المدد
المدد....العجل العجل....فما فعله النظام قبل أيام في الغوطة، يستعد لمثله في
الغد، إن بنفس المكان، أو بغيره من الأمكنة، فسورية كلها صارت ساحة استهداف، من
قبل عصابات شذاذ السادية الممزوجة بجيف التاريخ.
لازم على كل من فيه ذرة من وجدان،
أن يقف إلى صف هؤلاء المظلومين، وأن ينصرهم، وأن يقدم لهم ما يحتاجون، حتى يتم
الخلاص من هذا النظام العصابة، وينعم أبناء الشعب السوري، بميلاد سورية الغد، حيث
العدل والحرية وحقوق الإنسان.
( وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون).
والظلم ظلمات. ( وسيعلم الذين
ظلموا أي منقلب ينقلبون).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق