المجتمع الدولي المجرم حينما يصبح
استهتاره دافعاً لمجزرة كبرى يرتكبها النظام!!
لم يعد الكلام يكفي ولم تعد الصور
تتكلم ولم يعد القلم يسيل إلا بوجع القلوب ودمها .. لم تعد نبضات القلب تحمل إلا فيضاً
على العالم بكل أنواع العتب والملامة وإلى مجتمع نسي واجبه وتناساه أمام شهواته واستهتاره
.. إن لم يعد الحرف يصل فلتصل الصورة وليصل معها ألمها .. هذه هي صورنا اليوم انظروا
إليها وإن كنت أيها القارئ قادراً على عد الضحايا في هذه الصفحة فقط فافعل.
مقدمة المقال أبلغ من آلاف الحروف
..
فهنا ريف دمشق ..
وهنا أطفاله فهل تستطيع إحصاءهم فقط
في الصورة؟!
رسالة
من طبيب في دوما:
اخي الحبيب
اراني اليوم وانا اتلفت يمنة ويسرة
فلا تلمح عيني الا اطفالا دون الخامسة زهرات ندية كلها تختلج امامي تزبد من افواهها
وينقطع نفسها رويدا رويدا وانا اقف عاجزا اراهم كلهم ابنائي تنهمر دموعي وابحث يائسا
عن وريد لاعطيهم جرعة دواء لكن عبثا ابحث عن امبو لاحاول اعطاء جرعة هواء لكن عبثا
لم يبق شيئ وما هي الا دقائق حتى بدؤوا يرحلون غادرونا كلهم والله لم احصهم عشرات من
فلذات الاكباد
ذهبوا الى رب رحيم
ذهبوا الى مكان امن لم يجدوه في دنياهم
ذهبوا ونظراتهم وعيونهم البريئة التي
ما ابصرت الا قصفا ورعبا تعتب وببراءة علينا وعلى المسلمين وعلى المتخاذلين
لماذا
ما ذنبنا
ما فعلتم لانقاذنا
دعاء شكرا لكم ما الذي قدمتوه مع الدعاء
وصلنا دعاؤكم ونحن عند رب كريم
لكن لم يصلنا عذركم
اعدو لله جوابا يا مسلمين
اعدو لله جوابا يا اصحاب المال
اعدو لله جوابا يا علماءنا
نحن نموت كل يوم بل كل دقيقة
اعلمو اننا لا نستجدي عطفكم
نحن لم ولا ولن نطلب من عباد امثالكم
نحنا تكلمنا لنضعها حجة عليكم
نحاججكم بها يوم القيامة ايها الصامتون
نحن اطفال الشام والله لنا وقفة معكم
ايها الصامتون فوق الصراط
ذهب اطفالنا وغادرونا وطوي فصل من
فصول ثورتنا لا لنعلن النصر فنحن منصورون لكن لنعلن بداية فصل اخر الله وحده اعلم بحلقاته
ومآسيه
بانتظار الفصل الاخر
حضرو شاشاتكم وكونو على استعداد حتى
لا يفوتكم احد فصول مجازرنا
حتى لحظات كتابة هذا المقال القصف مستمر والتحدي
للحياة لا يزال رهن القاطنين هنا، فمنذ ساعات الفجر الأولى بدأت الغارات والهجمات ولازالت
حتى الآن .. ازدادت مع أوائل سطوع ضوء الصباح لتحلق طائرات وتنتقم الراجمات بهجمات
متتالية والقصف شديد، الطرقات شبه فارغة في معظم الأماكن .. الحركة قليلة جداً وفي
أدنى مستوياتها .. المسلحون من ميليشيات الأسد منتشرون في الشوارع التي يحصل القصف
منها وعلى الحواجز وبينها، سيارات أمن اعتقلت الشباب قبل ذلك، هي أنباء اليوم مع ليلته
.. القصف لم يهدأ أو يتوقف طوال اليوم وحتى ساعات كتابة هذه السطور ونشرها ..
لم يعد النظام يقوم بالقتل فحسب بل
بدأ بمشاريع الإبادة الوقحة أمام دول العالم، والإبادة هنا تشمل الكثير من المعاني
الموصوفة بالفناء .. لا يأمن أحد على حياته لأن احتمالات كثيرة سيئة تنتظره بدءً من
المعنوية المتمثلة بالإحساس بالعجز أو فقدان الإحساس لكثرة الألم .. ولا انتهاءً بالقتل
في مختلف الأساليب مع الاحتقار للدم والروح البشرية بأبشع الصور ..
أصوات سيارات الإسعاف من المألوفات
كما هو صوت الراجمات والطائرات القاصفة وأصوات القضف من الدبابات والمدافع ومختلف الأسلحة
الأخرى الثقيلة والغريبة وأعنف حالات القصف تمر بها الغوطة اليوم. أصبحت السيارات القلابة
التي تحمل الجثث المتراكمة المتعفنة فوق بعضها البعض والمغطاة ببقايا المواد الكبيرة
حتى تظهر وكأنها سيارات قمامة مشاهدة تفضحها رائحتها القاتلة التي تفوح وتعلق بكل ما
تمر به لشدة التعفن والصديد ولخروجها في منتصف الليل مسرعة كمن يعلم أنه يقترف الجريمة
لكنه غير آبه .. قد أزالوا كل بقايا الحياء وارتدوا لباس الوقاحة بالقتل العلني حيث
يقطعون الطريق على الحواجز ويوقفون المواصلات عندها ثم يطلقون الصواريخ أمام أعين الناس
إلى المناطق المستهدفة بلا إخفاء أو تخفي فيعلنون بأنهم "جيش الأسد" يقصفون.
لا يمكن عقلاً ولا واقعاً أن يكون
المجتمع الدولي مخدوع بل مخادع ولجنة التحقيق في دمشق من المؤكد أنها تعرف من خلال
منظماتها في دمشق "الموثوقة بالنسبة لها" فهم جميعاً على علم بما يحدث وبلا
أدنى شك وبالتفاصيل أيضاً.
فماذا فعل المجتمع الدولي أو بم لوح
للنظام مكافئاً إياه حتى أخذ جرعة وقاحة كهذه الجرعة التي تنشقها في سكرته هذا اليوم
؟ حتى جن جنونه ؟ هذا التحدي الوقح يقوم به النظام تجاه المجتمع الدولي بعد أن قام
به تجاه الشعب.
هنا الغوطة المسممة : حرستا، سقبا،
كفربطنا، دوما، جمورية، عربين، جسرين، زملكا، عين ترما، جوبر، معضميـــــة الشــــام،
ارتقاء عائلات بأكملها والحصيلة حتى الآن عدة مئات قد تصل أكثر والشهداء بين طفل وامرأة
ورجل. تدمير أحياء كاملة فوق رؤوس قاطنيها بغارات جوية عليهم، قناصة وجنون إبادة وتقتيل
وعنف، أطفال تاهوا عن أهلهم وضاعوا ولا يعرفون ماذا حل بهم. بعد الجوع مات الأطفال
خنقاً.
الأطفال تخنق بالغازات السامة .. فبأي
ذنب يقتلون؟؟؟!!!!! وبأي ذنب تسلب من طفل رضيع باسم الحياة؟ ليكون عصفوراً من عصافير الغوطة قضى بالكيماوي.
وقوافل متتالية من الأطفال أصيبوا بالغازات السامة لم تتجاوز أعمارهم عدد أصابع اليد
الواحدة كأعلى تقدير في حر هذا اليوم. ترى كيف تدفن العصافير؟ أم كيف لإخوة وأبناء
حي واحد مختلفو الأعمار أن ينتقلوا دفعة واحدة إلى جنة السماوات. أرتال وأرتال صغيرة ورغم ذلك فالقماش الأبيض لم يعد يكفي
كل واحد منهم بلفة كاملة!
تعابيرهم المودعة كم هي مؤلمة .. ودعوا
هذا العالم وارتسمت آخر رسمة على وجوههم البريئة لتبقى دون رسمة أخرى لأنها رسمة الوداع
الجامدة كجمود هذه الصور الأخيرة لهم.
هكذا هي حال أطفال الغوطة الشرقية
المقابر لم تعد فرادى إنما جماعية،
أليس في العالم أحد يسمع أو يرى؟؟!!! فهذا قبر من مقابر مجزرة اليوم.
زملكا - مقبرة
الشهداء دفن شهداء المجزرة في مقابر جماعية
والآن تعزيزات عسكرية في ساحة العباسيين
تمهيداً للاقتحام فماذا أنتم فاعلون بحق شعب أنهكته حرب وجوع وتقتيل بكافة أنواع القتل
ووليتها إيران وروسيا اللذين يضخان ميليشياتهم وأسلحتهم ضد الشعب السوري، والواقفون
خلفها دول العالم صمتاً راضياً أو تأييداً.
بقلم: شام صافي 21-8-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق