الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-08-31

حرب عالمية ثالثة تدور رحاها على أرض سورية – د. موفق مصطفى السباعي


تم نشر هذه المقالة على الشبكة قبل 16 شهر ..
وبمناسبة الضجيج الكبير حول الضربة الأمريكية لسورية ..
وجدت أنه من المناسب إعادة نشرها ..لأنها تناسب الحالة الحاضرة !!!!
بعد عام كامل من عمر الثورة السورية المباركة ... وبعد معاناة شديدة من الشعب السوري الأصيل على أيدي جلاوزة ووحوش وكلاب النظام الأسدي ... وبعد إصراره على القتل وسفك الدماء وأخيرا تدمير وحرق البيوت بساكنيها ... وبعد هذا وذاك ، تتضح الأمور التالية التي يجب على الناس جميعا أن يعلموها :

1-   لقد أعلنها منذ اليوم الأول للثورة الخبيث الجزار  ، لكع بن لكع ، بشار، أن ثمة مؤامرة عالمية كونية على سورية ، وقد ضحكنا كثيرا على هذه الدعابة السمجة ، واعتبرناها من سخافاته وهلوساته التي اعتدنا عليها منذ أيام والده الهالك ، إلا أنه بعد مضي عام كامل ، وجدنا أنه قد صدق هذه المرة وهو الكذوب الأفاك ، ولكن ليس ضده ، وإنما ضد الشعب السوري ،لأنه وقفت كل قوى الأرض تدعمه ، وتسانده وتدافع عنه ، وتؤيده منذ البداية وحتى الآن ، سواء بشكل مباشر مثل : ايران والحلف الشيعي الصفوي بكل مكوناته العربية والأعجمية ، وروسيا والصين والدول الشيوعية وغير الشيوعية مثل جنوب أفريقيا والهند والبرازيل ، والقوى القومية واليسارية وبعض الجماعات والأحزاب الإسلامية ، أو بشكل غير مباشر جميع الدول الأخرى العربية وسواها.

2-   مع تنامي اصرار وتصميم الثوار السوريين على المضي في هذه الثورة إلى النهاية مهما كلفت من تضحيات ، ومع اتساع انتشار شرارتها إلى معظم مناطق سورية ، وازدياد أعدادهم ، وحصول انشقاقات واسعة وكبيرة في صفوف الجيش وتكاثرها يوميا بشكل مطرد ومتسارع ، مما أفضى هذا إلى ما يلي :

3-   زيادة اندفاع والتحام القوى الأولى المؤيدة له للدفاع عنه بشكل مستميت ، وتقديم كل العون والمساعدات المالية والإعلامية واللوجستية له .

4-   تجرؤ النظام الأسدي على زيادة سفك الدماء ، وزيادة عدد القتلى يوميا ، وقصف البيوت وتدميرها على ساكنيها .
5-   تعالي أصوات المعسكر المؤيد له بشكل غير مباشر،  للتنديد فقط والإستنكار والشجب بجرائم الأسد التي زادت في كميتها ونوعيتها أكثر وأكثر ، مع التهديد أحيانا وإعطاء الإنذارات تلو الإنذارات ، وعقد المؤتمرات التي ظاهرها الرحمة بالشعب السوري ، وباطنها العذاب.

6-   تناقض في التصريحات الغربية التي تكون تارة عالية الشدة ضد النظام الأسدي ، وتارة أخرى خافتة أو غائبة كليا ، وتارة تكون مع الثورة وضرورة مساعدتها وتقديم المساعدة لها ، ثم تارة أخرى وبالأمس بالذات 29-2-12 يقول أحد المسؤولين الأمريكيين لم يحن الوقت بعد لتسليح الجيش السوري الحر.
7-   وأخيرا مطالبة اسرائيل لأمريكا بتخيف الضغط على بشار خوفا من زواله ووقوع البلد تحت سيطرة أعدائها ، وهذا ما يثبت بشهادة العدو المزعوم لبشار، أنه هو الصديق الودود الحنون الخائف عليه ، فهل يستيقظ المخدوعون ببشار والظانون به أنه زعيم المقاومة والممانعة ؟؟؟

8-   تأكيدات كل تصريحات الزعماء الغربيين أنهم لن يتدخلوا عسكرياً ولا إنسانياً ، بل لن يفعلوا أي شئ لإنقاذ الشعب السوري من براثن الوحش الأسدي الكاسر .


9-   إذن هناك حرب عالمية ثالثة تدور رحاها على أرض سورية وعلى الشعب الأعزل الآمن بالذات ، وهذا أخطر وأسوأ وأشنع من الحربين السابقتين لأن هذه الحرب ، يمارسها أطراف عدة بشكل مباشر وغير مباشر ، ضد طرف واحد هو الشعب السوري ، وبشكل خاص المسلمين السنة للقضاء عليهم كاملا .

10- لقد وضحت طبيعة المعركة على أرض سورية إنها بين الحلف الشيعي الصفوي المجوسي والحلف الصهيوصليبي ضد الشعب السوري ، وليس ضد النظام الأسدي – كما زعم بشار أن نظامه هو المستهدف .

11- المقاصد الرئيسية لهذه الحرب الكونية على الشعب السوري هي :

12- أولا : القضاء على طموحه وأحلامه وآماله بالحرية والعزة والكرامة .

13- ثانيا : إضعاف قوته المعنوية والمادية ، وإصابته بالإحباط واليأس والقنوط ، ومن ثم إرغامه على القبول بأي حل تفرضه الدول العالمية المهيمنة على صناعة القرار .

14- ثالثا : تدمير سورية أرضا وشعبا ودولة لتكون فيما بعد الأسد دولة هزيلة ضعيفة ، ينشغل الشعب والحكومة القادمة سنوات عديدة ومديدة في الإصلاح والترميم والبناء ، مما يتيح لدويلة اسرائيل البقاء في سلام وأمان طوال فترة البناء .

15- هذا جزء بسيط من أهداف الحرب العالمية الثالثة على شعب سورية ، فهل يصحو الغافلون ويستيقظ النائمون ، ويعلموا صدق الله العزيز الحكيم حين يقول:
وَلَا يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ ٱسْتَطَـٰعُوا   البقرة 217 .
ويعلق الشهيد الكبير سيد قطب – رحمه الله – فيقول :
وهذا التقرير الصادق من العليم الخبير يكشف عن الإصرار الخبيث على الشر ; وعلى فتنة المسلمين عن دينهم ; بوصفها الهدف الثابت المستقر لأعدائهم . وهو الهدف الذي لا يتغير لأعداء الجماعة المسلمة في كل أرض وفي كل جيل . . إن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين ; ولأعداء الجماعة المسلمة في كل حين ..
إن الإسلام بذاته يؤذيهم ويغيظهم ويخيفهم . .
إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج , ومن منهج قويم , ومن نظام سليم . .
إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد . .
ومن ثم لا يطيقه المبطلون البغاة المفسدون .ومن ثم يرصدون لأهله ليفتنوهم عنه , ويردوهم كفارا..
 الجمعة 23  شوال 1434
30 آب 2013

د/ موفق السباعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق