الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-08-28

رسالة قصيرة ..ومستعجلة جداً ..إلى الإئتلاف السوري ..بخصوص الجريمة الكيميائية - د. موفق السباعي

بالرغم من أن شعبنا السوري البطل ..العملاق ..الذي أصبحت أقدامه فوق رؤوس طغاة ..وبغاة العالم ..ورأسه يناطح السحاب ..
قد أيس من هكذا عالم ..ومن هكذا هياكل بشرية ..فقدت كل مقومات البشرية ..
بل أصبحت دون مستوى المخلوقات العجماء ..
حيث أنه في عالم هذه المخلوقات غير الناطقة ..توجد على الأقل ..غريزة الغيرة ..والثأر .. والإنتقام لفصيلتها ..إذا ما تعرضت للإعتداء..


بينما هي أصبحت معدومة ..أو شبه معدومة عند عالم الهياكل البشرية الناطقة ..
فلو أن كلباً ..في الحي تعرض لهجوم باغٍ من فصيل آخر ..لسارع قطيع الكلاب كله ..ليدافع عنه ..ويثأر من المعتدي ..ويذيقه الويل والثبور من العض والنهش والقضم !!!
أما في عالم الهياكل البشرية ..فمعظمه – يا حسرتاه – جلس يتفرج ..بل يتمتع بمشاهد ..لم يسبق له أن شاهدها من قبل ..
إنه يراها فرصة ثمينة للمشاهدة ..فقد لا تتكرر مرة أخرى ..
إنها أنهار الدم ..بلونه الأحمر القاني ..تجري على الأرض ..فكيف يفوت التمتع والتلذذ بهذه الغرائب والعجائب !!! وكذلك أشلاء عضوية – يقال أنها بشرية – مبعثرة هنا وهناك !!!!
بالرغم من أن شعبنا الصابر ..الصامد ..قد قطع أمله من تجاوب ..وتعاطف هكذا عالم !!!!..
كل همه : متعة الفرج والفم ..والبطن !!!
وعلق أمله بالله العلي العظيم ..ونادى تكراراً ..ومراراً :
ما لنا غيرك يا الله ...
بالرغم من كل هذا ..
إلا أنكم ..بحكم موقعكم كممثلين للشعب السوري ..سواء كان البعض يعترف بكم .. والبعض الآخر لا يعترف .. إلا أنه :
يقتضي منكم أن تزلزلوا الأرض تحت أقدام طغاة العالم كله ..كباره وصغاره ..ثأراً لهذه الجريمة الكيميائية النكراء ..وأن تهيجوا أنهار وبحار الغضب العالمية والإقليمية ضد هذا المجرم الجبان بشار . .
ينبغي أن لا تدعوا هذه الجريمة الشنيعة ..تذهب سدى أدراج الرياح ..وتُخبأ في أدراج النسيان ..كما ذهب غيرها ..
 بل ينبغي أن تثيرها غضبة مضرية ..عربية ..شمرية ..قبلية ..بدوية ..حضارية ..لعلها توقظ النائمين ..وتنهض بالقاعدين المتكاسلين ..والحيارى التائهين الضائعين ..وتصعق من بقي فيه ..ولو ذرة من قطمير من ضمير ..أو قلب ..أو حياة ..أو دين ..
لا يريد الشعب منكم أن :
تقفوا أمام الدول الكبرى أو الصغرى كالشحاذين أو المتسولين !!!
ولا تخاطبوهم خطاب المناشدين ..أو الملتمسين ..أو المستعطِفين !!!
أنتم أسمى ..وأعلى ..وأكبر من أن تقفوا هذا الموقف المهين ..الذليل !!!
أنتم على الحق المبين ..أنتم تدافعون عن شعبكم الحر ..المقهور ..المُستضعف ..المظلوم !!!
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين رب العباد حجاب ..كما أخبر سيد الأنام ...
بل يريد الشعب منكم أن :
 تخاطبوا هذا العالم الظالم ..المتواطئ مع المجرمين ..القتلة ..السفلة ..بصوت عالٍ ..مدوٍ ..مزمجر .. كالرعد المجلجل ..
يقلب العالم كله رأساً على عقب ..وبكل قوةٍ ..وعزمٍ ..ويقينٍ بأنكم أنتم الأعلون ..وأنتم أصحاب حق ..وأصحاب قضية عادلة ..
تخاطبوهم بكل حزم ..وقوة ..وعزة ..وإباء ..وتقولوا لهم :
إما أن تكونوا بشراً ..يتعاطف ويتعاون مع البشر ..أو لا تكونوا !!!
إما أن تكونوا آدميين يحسون ..ويشعرون بآلام ..وجراح الآدميين الآخرين ..أو لا تكونوا !!!
إننا لا نستجديكم ..لتمنوا ..وتتفضلوا علينا بفضلات أموالكم ..بضعة ملايين أو مليارات من الدولارات ..التي لم تعد تُغني ..ولا تسمن من جوع !!!!
إنه واجبكم الشرعي ..والقانوني حسب ميثاق هيئة ما يسمى الأمم المتحدة ..والإنساني ..والبشري ..والآدمي ..بل حتى والحيواني ..
أن تزيلوا جميعاً هذا المجرم ..القاتل ..السفاح بشار من على سطح الأرض ..فهو مطهرة لكم وللكرة الأرضية جميعاً ..ومحافظة على السلم المحلي والإقليمي والدولي جميعاً .. إن أردتم أن تعيشوا في بلادكم آمنين !!!!!
وإلا..
فإن شرر الحرب ..ستطالكم جميعاً ..وتذوقوا منها المر والعلقم ..وتعرككم عرك الرحى بثفالها ..وتصيبكم بأهوالها وفواجعها !!!!
كما قال الشاعر العربي الجاهلي ..زهير بن أبي سلمى :
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم                   وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة                       وتضرَ إذ ضريتموها فتضرم
فتعرككُمْ عَرْكَ الرَّحى بثفالها                         وتلقح كِشافاً ثم تُنْتجْ فَتُتئِم
وكلما طالت الحرب في أرض الشام ..
كلما أنتجت جيلاً جديداً ..صعب المراس ..شديد القوة .. مستهيناً بالموت والحياة ..مضحياً بالغالي والنفيس ..ومصمماً على النصر ولو بعد حين ..
ويتلوه جيل آخر ..وآخر ..وينتشر في البلاد المجاورة كالغمام ..وحينئذ !!!!..
ياويل بني إسرائيل ..إذا بقي منهم مخلوق واحد حي .. يرزق على أرض الشام !!!
وحينئذ ستندمون ..ولات ساعة مندم !!!!
الأحد 18 شوال 1434
25 آب 2013
د/ موفق السباعي
    




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق