بسم الله الرحمن الرحيم
ينزفون ولا ينسون تهنئة المسيحيين
الثوار السوريون وهم بنزفون ويُقتلون يوجهون
للمسيحيين تهنئة حارة بأعياد الميلاد.
كل عام وأنتم بخير وأيامكم أعياد وأعيادكم
سعيدة....عبارات متنوعة استلمتها أنا من الثوار في حمص عاصمة الثورة السورية لأبلغها
لكل المسيحيين في سورية والعالم.
لقد وجهوا التهنئة وهم يذبحون... لم ينسوا
أفراح المسيحيين بأعياد الميلاد ...ضغطوا على شريانهم النازف ورفعوا تحية التهنئة,وأصروا
أن تنشر التهنئة وتعمم .
لقد طلب الثوار ان انقل التهنئة للمسيحيين
وأعممها بنشر واسع من دون ذكر ما يعكر الفرحة والبهجة...ولكنني أجد نفسي مرغما على
تذكير المسيحيين أن الثوار قد حُرموا من فرحة أعيادهم ومن بهجة مناسباتهم ولم يأبه
لهم إخوانهم المسيحيون ,مر عليهم عيد الفطر فكان عيد الدم الغزير وأتى عيد الأضحى فكانت
أضاحيه فقط من الثائرين الأحرار الكرام .
الثوار يهنئون المسيحيين بالأرواح والدماء
لا بالزيارات والكلمات ليس فقط لأنهم لا يستطيعون وهم ينزفون أن يهنئوا بالزيارات والكلمات
ولكن لأن تهنئتهم كسائر أعمالهم فيها ما يرفعهم ويميزهم.
ولكن كيف هي هذه التهنئة وكيف تكون بالأرواح
والدماء؟
إنها تهنئة المضحين بأرواحهم ودمائهم من أجل
حرية شعبهم.. كل شعبهم بكل أديانه وطوائفه ... وتتزامن زيادة فادحة في تضحيات الثوار
مع أعياد المسيحيين في هذا الشهر...وكأنها إشارة وإضاءة للمسيحيين ليسألوا أنفسهم ويتساءلوا:
لماذا يضحي هؤلاء بأرواحهم ودمائهم ويصرّون
ويستمرون ؟ أليست الحرية مبتغاهم ؟ أليست الحرية ضالة سوريا منذ عقود وعقود ؟ هل يليق
بأي سوري أن يتأخر عن نصرة طلّاب الحرية هؤلاء؟
أفلا ينظر المسيحيون الى الذين يُصلبون ويُقتّلون
كيف يفدون بأرواحهم كل الشعب السوري ليحيا وينال حريته ويستعيد كرامته ..؟
لقد آن للمسيحيين ولكل السوريين أن يدركوا
ويعلموا أنهم أمام فداء عظيم من صدّيقين صادقين ثوار يقدمون أرواحهم ودماءهم من أجل
أن يتحرر شعبهم ويحيا.
وآن الأوان أن يترك المسيحيون أوهام الخوف
التي زرعها النظام الفاشي وأن يتّبعوا الثورة والثوار الذين يكررون لهم التهنئة ويقدمون
مع التهنئة الحب والأمل العظيم بالحرية الغالية..... وكل عام وانتم بخير .
د.أسامة الملوحي/30-12-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق