الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-03

الثورة الفاضحة – بقلم: حسان العمر


في سوريا لم يكن هناك من يتوقع أن تندلع الثورة فيها بهذا الحجم بل أن معظم أهل سوريا قبل غيرهم لم يكونوا يتوقعون أن تندلع الثورة أصلا .

لأن النظام في سوريا نظام حاكم بطريقة أمنية مستبدة و هو مسيطر على الأوضاع بشكل يصعب معه أي تحرك

فالحياة السياسية معدومة بالبلاد فلا منظمات للمجتمع المدني و لا نقابات حقيقية و لا أحزاب او تجمعات سياسية حقيقية مما جعل من الصعب معه اندلاع ثورة في بلد فيه مثل هذه السيطرة الأمنية الدكتاتورية التي تسيطر على كل شئ في حياة الناس .


لذلك كانت سوريا فيما يبدو خارج التفكير الأمريكي و العالمي و قد صرح بذلك بعض المسئولين في أمريكا و قد كانت توقعاتهم باندلاع ثورة في سوريا ضئيلة لأن النظام العالمي لم يكن مستعدا للتخلي عن نظام الأسد لأنه النظام الأفضل بالنسبة له و خصوصا فيما يتعلق في حمايته لأمن إسرائيل من جهة الحدود السورية

و لكن الثورة في سوريا اندلعت و اشتعلت و عمت إرجاء البلاد مما إربك حسابات الأنظمة التي لم تكن تخطط لبديل للنظام السوري لأن النظام السوري لا شك انه احد المحاور الرئيسية بالمنطقة التي تعتمد عليها أمريكا في خلق وضع إقليمي خاص أو التوازن الإقليمي للمنطقة فهو يحمي إسرائيل و في نفس الوقت حليف رئيسي لإيران التي لها علاقات خاصة مع واشنطن مع اتفاق مصالحهم معهم بالمنطقة

فما يسمى بالهلال الشيعي المكون من (إيران ، العراق ، سوريا ، لبنان ) له أهميته بالمنطقة في تحقيق نوع من التوازن كما أن إسرائيل تستفيد من وجود أعداء مفترضين لا فعل لهم سوى الكلام فهي تستطيع أن تقنع الرأي العام الغربي بوجود أعداء يريدون تدمير دولة إسرائيل و مما يتيح لها التسلح بشكل كبير كذلك و ان تفعل ما تريد من انتهاكات للقانون الدولي باسم الحرص على أمنها القومي

هذه الثورة تمكنت من فضح العديد من الذين كانوا يتخفون اما باسم ال البيت و باسم الحسين و باسم الإسلام او باسم الحرية و الديمقراطية او من تخفى باسم الممانعة و القومية و المقاومة

لقد ظهرت عورات الكثير من هؤلاء بما لم يعد من الممكن معه ستر عوراتهم

فمن الذين فضحتهم الثورة في سوريا :

اولا : النظام السوري 
فهذا النظام لم يكن الكثير يعرف اجرامه قبل الثورة و استطاع بالكلام المعسول عن المقاومة و الصهيونية و الممانعة ضد امريكا و الإمبريالية  و عبر دعم حزب الله اللبناني بسبب العلاقة المذهبية  مع دعم فصائل المقاومة السنية مثل الجهاد و حماس حتى يغطى على طائفيته و يحصل على التأييد الشعبي سواء على المستوى المحلي او العربي و حتى الإسلامي

و استطاع خصوصا بعد توريث الرئاسة لبشار الذي ظهر بمظهر المثقف و الداعي الى الإصلاحات و التغيير و خصوصا انه تعلم في بريطانيا

و قد صدق الكثير من ابناء سوريا كذب مثل هذا النظام المجرم اول الأمر و اكثر من غاب عنهم اجرام هذا النظام هم الأخوة العرب و قد كنت كثيرا ما اعاني في اقناع بعض الأخوة العرب في كذب و اجرام هذا النظام فقد كانوا دائما ما يروه من ابطال العرب و المقاومة و انه الوحيد الذي يقف في وجه اسرائيل

و لكن بعد انطلاق الثورة التي كانت الفاضحة لهذا النظام الإجرامي  فقد اكتشف الشعب السوري  اي نوع من الأنظمة يحكمهم فهو نظام لا يعرف حرمة لدين الله  فقد اجبر الناس على الكفر و ضرب المساجد و مزق المصاحف و قد ظهر جليا قيمة الإنسان بالنسبة له فقد ارتكب مجازر لم يرتكبها احد من الأنظمة غيره و اغتصب النساء و لم يوفر طفلا او شيخا او امرأة القتل اصبح أسهل من اي شئ بالنسبة للنظام التعذيب الفظيع بالسجون

و أهم شيء ان النظام قد اظهر طائفيته بشكل سافر و ظهر للكثير من الناس و خصوصا الأخوة العرب و المسلمين ان في سوريا حكومة طائفية تتشكل من طائفة  لا تشكل سوى 10 % من الشعب و تحكم الشعب بالقوة و الاستبداد و تفرض اجندتها و الدين الصفوي على الشعب السوري ذا الأغلبية السنية لقد اكتشف العالم ان هناك نظاما يتكون من طائفة نصيرية او علوية تحكم الأغلبية السنية و هذا ما كان يجهله الكثير من الأخوة العرب و قد ظهر بالنسبة للشعب السوري ان اغلب ابناء هذه الطائفة يرفضون التخلي عن نظامهم المجرم و انهم يفضلون النظام الإستبدادي الإجرامي على ان نظاما حرا تستطيع فيه الأغلبية ان تحكم البلاد بالعدل الذي سوف يحظى به جميع طوائف و مكونات البلاد و مع وجود الكثير من شرفاء الطائفة الحريصين على مصلحة طائفتهم و بلادهم و لكن الأكثرية ما زالت تقف و تشارك مع النظام في قمعه الدموي للشعب السوري  سواء كانت من المغرر بهم او لخوفهم من الإنتقام و لكن النتيجة انهم ما زالوا يدعمون النظام في قمعه

و لقد ظهر جليا للجميع ان ما يسمى ممانعة و مقاومة النظام ما هو الا كذبة و خدعة من النظام ليغطي بها عمالته و حمايته لحدود اسرائيل من جهة الجولان السوري الذي باعهم اياه والد الأسد الصغير اليوم هذه الحدود التي لم تخترق حتى و لو بحجارة صغيرة رماها غاضب ما من جرائم اسرائيل تجاه اهلنا في فلسطين

لقد ظهر ان اجرام اسرائيل الذي يدعي النظام مقاومتها  مقارنة بما يفعله نظام بشار ما هو الا مزحا بسيطا مع اخواننا في فلسطين لقد كانت هذه الثورة الفاضحة بالنسبة لهذا النظام و لم يعد يجد ما يستطيع التغطي به بعد ان انكشف كل شيئ بالنسبة لهذا النظام فما كان يغطي به نفسه بالكذب و الخداع لسنوات طوال انكشف خلال اشهر قليلة .

ثانيا : بينت الثورة حقيقة الكثير من العلماء و الدعاة في سوريا
فقد بينت من يقف مع الشعب و من من يقف ضده من هو صادق في علمه و دينه و من هو كاذب فقد تبين كيف ان الحسون باع دينه و باع الشعب كله من اجل منصب و جاه  و البوطي و الذي كان الناس كثيرا ما يستمعون له و يقرأون كتبه و يحضرون دروسه فقد ظهر للناس حقيقته و كيف ذل علمه و باعه من اجل جاه يعطيه النظام له و لم يعبأ بهذه المجازر و الفظائع بحق اهل السنة الذين كان يفترض ان يقف معهم ضد من ظلمهم و ارتكب المجازر بحقهم

ثالثا : بينت للشعب السوري من يقف معه و من يقف ضده في سوريا
فقد عرف الشعب بسبب هذه الثورة من اهل سوريا من باع دينه و ضميره للطغاة و المجرمين فقد ظهر الكثير من من كانوا يتخفون و يستقوون بالنظام  و يعملون معه ضد اخوانهم و ابنائهم واهلهم

فقد تبين الحق من الباطل  و ظهر من يقف مع اهله و من يقف مع الظالمين و قد تبين للشعب في سوريا كذلك من باع دينه و ضميره من اصحاب الأموال و رجال الأعمال و التجار الذين مولوا الشبيحة لقمع الثورة من اجل مصالحهم الخاصة

رابعا : إيران الصفوية 
التي كانت دوما تدعي المقاومة و الممانعة و دفاعها عن المظلومين بالعالم و انها تمثل معسكر اهل البيت المظلومين و الحسين شهيد الثورة على الظلم

ايران التي ايدت كل الثورات العربية لأن هذه الثورات تغذي وجهة نظرهم المعلنة من الثورة ضد عملاء الشيطان الأكبر امريكا و لكن عندما وصلت الثورة الى سوريا ظهر التخبط بوضوح من ايران و اصبحت الثورة على الظلم مؤامرة و اصبح الظالم الطاغية مظلوما

ايران التي ايدت الثورة بالبحرين و تسمي ملك البحرين بالطاغية رغم ان عدد الضحايا بالبحرين لا يصل الى ثلاثين غطت الطرف عن الالاف الضحايا في سوريا لأن شعب سوريا الأن وقف ضد تمددها الطائفي الصفوي بالمنطقة فما هم الأن الا نواصب لا حرمة لدمائهم و اعراضهم .

ايران التي كانت دوما تدعي تأييد المظلومين و تأييد فلسطين و الممانعة سقطت في هذه الثورة و انكشف الغطاء عنها بعد ما ايدت و دعمت بالمال و السلاح و الرجال و الدعم السياسي و كل مجالات الدعم النظام الذي يقتل شعبه و ظهرت طائفيتها المقيتة بوضوح في وجه اهل السنة في سوريا كما ظهرت من قبل في مجازرها ضد اهل السنة بالعراق

لقد تبين بوضوح ان ايران لا تعير اهتماما للإنسان ما دام هذا الإنسان  ليس صفويا و لا يتبع ولاية الفقيه الايرانية

خامسا : حزب الله في لبنان التابع لولاية الفقيه في إيران
كان دائما هذا الحزب ما يدعي انه مع الشعوب المظلومة و انه الحزب الممانع المقاوم و بسبب مسرحياته  بالحرب مع الكيان العبري و خطاباته النارية

كان الناس في الكثير من الدول العربية من المخدوعين بحزب الله و خصوصا في سوريا و قد كنت كثيرا ما اشاهد صور حسن نصر الله ترفع و تعلق في كثير من الدول العربية لقد كان الشعب السوري يحب حسن نصر الله و يشعر انه فعلا مقاوم لإسرائيل لأن شعب سوريا لم يكن طائفيا يوما و لم يحقد على احد لأجل طائفته و  لكن اراد الله ان يكشف للناس من حزب الله و حسن نصر الله فبعد  الثورة السورية ظهرت طائفية حسن نصر الله البشعة و حقده على اهل السنة و هو لم  يخرج على افكار رجال الطائفة التي ينتمي اليها من الحقد على ابناء السنة لاتهامهم بقتل الحسين و كره اهل البيت

حزب الله الذي فعل كما فعلت ايران باعتباره حزبا تابعا لولاية الفقيه الايرانية فقد سارع الى تأييد كل الثورات في محاولة منه للكذب على مشاعر الناس عسى ان يكسب ما يستطيع من قلوب الشعوب العربية و لكنه ما لبث ان سقط مع انطلاقة الثورة السورية و تحولت الثورة الى مؤامرة و اصبح يهدد و يتوعد العالم و المنطقة بالويل و الثبور و ارسل رجاله لذبح الشعب السوري الذي احتضن انصاره يوما في بيوته و احيائه بعد مسرحية معركة الجنوب مع اسرائيل و لكن الحقد الطائفي الذي تربى عليه اعمى قلبه  و ما لبث ان شارك في ذبح شعب سوريا فهم بالنسبة له لا يعدون سوى نواصب يجب قتلهم اذا لم يكونوا ضمن مشروع ايران الصفوي

لقد تم فضح حزب الله بيده لا بيد غيره بأيام قلائل و هدم ما بناه في سنوات طوال

لقد عرف الشعب السوري و الفلسطيني و الشعب العربي كم كان مخدوعا بكذب هذا الرجل و كم هذا الحزب لا يهمه لا اسرائيل و لا فلسطين و لا ممانعة و مقاومة بقدر ما يهمه مشروع الدولة الصفوية التابعة لولاية الفقيه في ايران

فلم يتم حرق علم حزبه سوى في سوريا بعد ان كان اهل سوريا يرفعون صوره في شوارعهم و بيوتهم و قد ظهرت الحقيقة التي كان الحزب دائما ما يحاول تغطيتها .

سادسا: حكومة العراق التي اصبحت تابعة لولاية الفقيه في ايران

فالأحزاب الحاكمة بالعراق التي جاءت بالمحتل الى بلادها بزعم دكتاتورية صدام و حزب البعث بالعراق

و كانت دائما قبل و بعد الإحتلال تتكلم عن جرائم حزب البعث بالعراق و مدى تدمير العراق و انه حزب دكتاتوري مجرم لا مثيل له

فإذا بحزب البعث في سوريا يصبح وجوده ضرورة و بشار يجب ان يبقى و المواطنين في سوريا اصبحوا عصابات اجرامية و سلفية و قاعدة يريدون تدمير سوريا

لقد تم فضح النظام بالعراق و ظهر واضحا تبعيته لولاية الفقيه في ايران و انه نظام طائفي  فبعد ان صدعوا رؤوسنا بالديمقراطية و الحرية بالعراق فإذا هم يبنون مواقفهم على اساس طائفي مرتبط بإيران فالبحرين اصبحت بالنسبة لهم دولة دكتاتورية تحتاج الى ثورة

و عشرات الألاف من الشهداء و المفقودين و المعتقلين في سوريا اصبحوا ارهابيين كل هذا من اجل الوقوف مع المحور الشيعي و الحفاظ على سوريا  في يد الشيعة حتى و لو على جثث الآلاف من اهل سوريا فهم سنة و لا مشكلة في قتلهم بالنسبة للنظام العراقي الصفوي مع تذكيرنا و شكرنا لكل شرفاء اهل العراق من اخواننا الذين وقوفا مع اخوانهم في سوريا .

سابعا : الجامعة العربية و الأنظمة العربية
ظهر عجز الأنظمة العربية و جامعتهم في مساعدة إخوانهم و اهلهم في سوريا و انقاذهم من ما يتعرضوا له من مجازر فظيعة فهم فبعد سكوت طويل على المجازر لشهور طوال خرجوا بقرارات لا تسمن و لا تغني من جوع و رغم ضعف هذه القرارات الشديد لم يستطيعوا ان يفرضوا هذه القرارات على النظام السوري الذي ظل يناور معهم و يعطوه المهلة تلو المهلة و كل مهلة  فيها الألاف من الشهداء و الجرحى و المعتقلين و النظام يناور معهم حتى اجبرهم على الرضوخ لشروطه  و نزل عدد المراقبين من خمسمائة الى مئة و خمسين و المجازر لا زالت موجودة مع وجود المراقبين و الدبابات و القناصة ما زالت منتشرة  بين الأحياء ولم يتم الإفراج عن المعتقلين  بل وصل الأمر الى قتل المواطنين امام اعين المراقبين و من ثم يقول رئيس اللجنة ان الأوضاع مطمئنة و يخرج نبيل العربي ليقول انهم ادخلوا الطعام الى حمص

لا ادري هل هم يعملون كجمعية خيرية او لجنة اغاثة و يقول ان الجيش السوري انسحب من المدن و كأن الدبابات قد تحولت الى باصات لنقل الركاب .

الدول العربية التي لم تفعل شيئ يذكر لإنقاذ الشعب السوري خلال كل اشهر الثورة بل حتى لم تطرد سفراء النظام السوري ها هي الأن تظهر في ضعف شديد امام النظام في سوريا و لم نعد نميز هل هي عاجزة ام انها متواطئة مع النظام كما يتهمها البعض

ثامنا : تركيا
التي تكلم قادتها و حذروا النظام من ارتكاب مجازر في سوريا منذ بداية الثورة و تكلم اردوجان و حذر من تكرار مجازر حماة في سوريا و رفع الشعب في سوريا علم تركيا و حيا نظامها ظنا منهم ان تركيا سوف تفعل ما يقتضيه كلامها للدفاع عن الشعب السوري ثم ها نحن نرى ما حدث في حماة يحدث في كل سوريا و المجازر  الأن في كل سوريا و الفظائع ليس لها مثيل

و على مرأى من كل العالم و لم تتحرك تركيا و لم تفعل شئ بل حتى الكلام مجرد الكلام و التصريحات اختفى و اختنق نهائيا و لم نعد نسمع صوتا لتركيا و تبين انها لا تعير اهتماما سوى لمصالحها فقط و لا قيمة للإنسان السوري و لا قيمة اخلاقية تجبرها على التدخل لإنقاذ الإنسان في سوريا من ما يصيبه من فظائع على يد من لم يسمع بالإنسانية يوما

تاسعا : روسيا و الصين
و بالرغم من سجلات هذه الدول السيئة جدا في حقوق الإنسان و عدم  احترامها لشعوبها  الا انها ظهرت كم هذه الدول من التفاهة بحيث انها لا تعير اهتماما ليس فقط لكل الدماء في سوريا الأن رغم ما يحدث من مجازر لا مثيل لها بل حتى لسمعتها بالعالم بشكل عام و البلاد العربية بشكل خاص الا ان روسيا و الصين قد ارتكبوا جرائم فظيعة بحق اهل الشيشان في روسيا او بحق شعب الأيجور بالصين فهم اخوة بالجريمة و القتل و المجازر و لذلك اظهروا اخوتهم للنظام السوري و اظهروا ما يؤمنون به من قيمة الإنسان بالنسبة لهم

عاشرا : النظام العالمي المتمثل في مجلس الأمن
  هذا النظام العالمي الذي طالما تكلم بالحرية للشعوب و الديمقراطية التي يريد ان تطبق بالعالم نرى الأن مجلس الأمن عاجزا عن اصدار اي قرار حتى مجرد قرار حبر على ورق يدين فيه هذه الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية في سوريا لم يستطيعوا اصدار هذا القرار بينما اذا اصيبت قطة في اسرائيل يخرج مجلس الأمن ليدين ما حدث خلال دقائق من بعد الحادث اما عشرات الألاف من الضحايا في سوريا فلا داعي للتدخل من اجلهم فهي دماء لا قيمة لها عند النظام العالمي بما انها دماء المسلمين و لا ربح مادي من ورائها و اصبح من الواضح ان قرارات هذا المجلس لا تعير اهتماما الا لما هو في مصلحة النظام العالمي و لا قيمة او اخلاقية او انسانية لها حسب ادعاءاته

و كذلك نرى الجنائية الدولية التي سارعت الى اتهام عمر البشير بارتكاب المجازر و اصبح مطلوبا دوليا لجرائم لم نعرفها للأن و سارعت الى اتهام القذافي و اصبح مطلوبا لأقل من ما حدث في سوريا بكثير بينما الى الأن لم تناقش جرائم الأسد مما يظهر مدى المصلحة لهذا النظام العالمي حتى باستخدام القضاء الدولي فقط تبعا لمصلحته الخاصة و علاقة له بحدوث الجرائم على ارض الواقع من عدمها

الحادي عشر : الدول الغربية المتمثلة في دول أوربا و أمريكا
فهذه الدول المشكلة للنظام العالمي و التي دائما ما تتكلم بالحرية و حقوق الإنسان في كل مكان لم يكتفوا بدعم هذا النظام كل هذه السنوات الماضية و سكوتهم على ما حدث من مجازر بالسابق في حماة و غيرها من مدن سوريا فنراهم الآن و هم الذين تدخلوا مع أمريكا لإحتلال بلد كأفغانستان من اجل ثلاثة الالاف ضحية فقط في امريكا مع رفضنا لقتل اي الأبرياء في اي مكان  و الذين نراهم شاركوا في اسقاط نظام القذافي من اجل عدد اقل من ما سقط بسوريا من الشهداء بكثير .

 لقد اثبتت الدول الأوربية و امريكا انها لا تعير قيمة للإنسان و خصوصا اذا لم يكن من ذوي البشرة البيضاء او لم يكن من يعتنق دين اوربا و افكارها فمن اجل الدولار و النفط تزهق الأرواح و تجيش الجيوش اما الإنسان فلا قيمة له مقابل الدولار فما  يحدث في سوريا من فظائع لا قيمة له الا ببعض العقوبات التي يعرفون انها لا قيمة لها و بما ان هذا النظام يحمي اسرائيل فلماذا تخاطر امريكا بزواله و تأتي بالمجهول بالنسبة لإسرائيل فلسان حال امريكا فلنعط الفرصة للنظام عسى ان يقضي على الثورة و في هذا الوقت ندرس ايجاد نظاما جديدا غير معادي لإسرائيل في حال فشل الأسد في القضاء على معارضيه فهم لا يلفت نظرهم شلال الدماء و المجازر الفظيعة الأن في سوريا بل المهم هو البديل الذي يؤدي دور النظام  في سوريا الأن من الحماية لأمن اسرائيل .

لقد كانت هذه الثورة فعلا الثورة الكاشفة لكثير من الأنظمة و الشعوب و الهيئات لقد ظهرت و انكشفت الكثير من الشعارات الكاذبة و الخادعة لكثير من من كان لا يفعل شئ سوى الشعارات لكي يحقق فيها المكاسب و قد كشفت الثورة هؤلاء و كشفت كذبهم

و في نفس الوقت ظهرت الكثير من الشعوب و الهيئات او القنوات الداعمة لأبناء سوريا و ظهر الكثير من العلماء والمفكرين و الدعاة

الذين نصروا و ايدوا الشعب السوري و كانوا معه في ثورته

و نحن نشكر كل من وقف معنا فمن وقف معنا فهو قد قام بما يجب عليه بالنسبة و هذه ليست منة لأحد بل واجب يجب ان يقوم به كل مسلم بل كل انسان و هو عندما يفعل ذلك انما يخدم نفسه بأن يحس بإنسانيته و دينه و ما يوجبه عليه ضميره تجاه المظلومين

اما من وقف مع النظام الظالم فهذا من فقد كل انسانية يمكن ان توجد فيه مع فقده لخلقه و لدينه بالضرورة

و اخيرا نقول الحمد لله رب العالمين ناصر المستضعفين

لن يضرنا من خذلنا اذا كان معنا الله و و الله سوف يكون معنا عندما نكون معه فلا تلتفتوا الى كل هؤلاء الظالمين و من يقف معهم فهم اصغر و اقل من يكونوا شيئا يذكر بجانب نصرة الله لنا و وقوفه معنا فلا تعتمدوا الا على الله و هو الناصر و المعين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق