أعزائي القراء
عندما حاولت الجامعة العربية التدخل في الشأن
السوري لإيجاد حل مؤقت وخجول يعتمد فقط على التقليل من الاحتكاك بين النظام السوري
المجرم من جهة والشعب السوري من جهة أخرى، وافق
الشعب السوري على خطوة الأشقاء العرب على مضض وهو يعلم علم اليقين أن هكذا نظام
وصل إلى الحكم بالخديعة والكذب مع توافق دولي وإسرائيلي عليه لا يمكن أن يفي بأي وعد
يقطعه على نفسه, وما وعد الأسد للسيد مون الأمين
العام للأمم المتحدة منذ ثلاثة أشهر تقريباً بسحب دباباته ومدفعيته من شوارع المدن
والقرى إلاّ مثالاً يُمثّل القاعدة في سلوك هذا النظام منذ أن تسلط على رقاب الشعب.
النتائج الأولية لتقارير المراقبين العرب أكدت
صحة استنتاجات الشعب السوري ليس لجهة عدم الثقة ببعض المراقبين بل لجهة
إفراغ مهمتهم من مضمونها بحيث أضحت المهمة هي متابعه جزئيه لبروتوكول والذي
هو أيضا جزءاً من مقررات شامله فتحولت المهمة إلى متابعة جزء الجزء فقط مع مرافقه أمنيه
دقيقه تحاول إبعادهم عن تجمعات الشبيحة والأسلحة الثقيلة بل وإلى إفزاع الشهود وإخافتهم
أيضاً
والذي يجعل شكوك الشعب تتزايد حول تصرف سيادة
الأمين العام لجامعة الدول العربيه هو ما ورد في تصريحه الصحفي مؤخراً حيث حاول إمساك
العصا من منتصفها فأعطى النظام نقطه لصالحه لأن الدبابات على حسب إدعائه سُحبت من الشوارع..وأعطى
الشعب السوري نقطه لصالحه لأنه تم رصد قناصه على أسطحة المباني فهذه بتلك .. وكفى الله المؤمنين القتال... والمضحك أن سيادته
في مقابلته الصحفيه استعمل لغة دبلوماسيه ناعمة مع النظام مُستعملاً كلمة راجياً منه
ان يبعد هؤلاء القناصة من على أسطحة المنازل ..إنه يرجو ولا يطلب إنه يرجو ولا يأمر
..إن سيادته يرجو النظام أن يخفي شبيحته حتى تمر قافلة المراقبين بسلام ووئام.
أعزائي
القراء
إن مهمة المراقبة الدقيقة لنظام متمرس بالإجرام
من قبل مائتي مراقب نفترض فيهم جميعاً حسن النية ليغطوا ١٨٥٠٠٠ كم٢ هي مساحة سوريا في كل كلم متر مربع منها
ثورة ملتهبة،ثم يتم اختزال مهمتهم إلى التقيد بجزء من بروتوكول متواضع يحيط بهم سورٌ
من ضباط جيش النظام ثم سورٌ آخر من مخابرات جيش النظام ثم سورٌ ثالث من شبيحته ..فإن
أية مهمة ضمن هذه الظروف هي مهمة مستحيله.
أعزائي القراء
هنا من حقنا أن نطرح سؤالاً فنياً على سيادة
الأمين العام لجامعة الدول العربية هو التالي: إذا كانت ظروف عمل المراقبين هي بهذه
الصعوبة كما أسلفت فلماذا لم يأمر سيادته بوضع
طائرتي هوليكوبتر من أي طراز متواضع تحت تصرف مراقبيه وهو طلب مشروع له, تمسح المدن
والقرى وكل ما يحيط بها من سهول وجبال ليتأكد سيادته بنفسه كم قناص يعتلي أسطحة المنازل
وكم دبابة تختبئ وراء تلال حماة وحمص ودرعا وإدلب والدير وضواحي دمشق وحلب ..وكم شبيح يرتاح في ظل شجرة منتظراً تعليمات رئيسه ليعاود
مهمة القتل في شوارع مدننا وقرانا..ولا بأس ان تحلق طائرتهم المتواضعة فوق مقابر المدن
والقرى ليحصوا لنا كم جنازة شهيد توارى الثرى تحت تهديد عصبة الشبيه.
نعم يا سيادة الأمين ..نحن نلومكم ولا نلوم
مراقبيكم..فأنتم من أختزل وظيفة المراقبين وحولها إلى رحلة سفاري..بل رحلة السفاري
فيها من الاحتياطات ما تفوق احتياطاتكم..نعم يا سيادة الأمين انتم من وازنتم بين حناجر
الشعب الجريحة ودبابات النظام القبيحة فأمسكتم العصا من منتصفها...وأنتم من ألقى بخطابه
أمام الصحفيين ترجون بلغة ناعمة النظام ولا تأمرون... تتمنون على النظام ولا تطلبون
بلغة الحزم والحسم بسحب قناصته فوراً من فوق أسطح المنازل.
سيدي الأمين العام وبكل أدب الشعب
السوري نشكركم..ونطلب منكم الاعتراف بعجزكم في التغلب على مكائد النظام وإحالة الملف
لمن يستطيع حماية هذا الشعب العظيم من مخطط الإبادة الجماعية
مع تحيات الشعب السوري
المهندس هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحدة
عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب
وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق