الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-06

تفجيرات الميدان واللعب على المكشوف - الدكتور حسان الحموي


من خلال إلقاء نظرة سريعة على الفيديوهات المسربة من حادثة التفجير التي جرت في دمشق وبالقرب من مخفر الميدان فقد وردنا ان المخابرات السورية قامت بتفخيخ سيارة من نوع كيا ريو، ووضعتها في طريق المصلين عند خروجهم من المساجد وتجمعهم تحت الجسر، والمعروف أن هناك مسجدين من أكبر مساجد الميدان هما جامع الحسن وجامع زين العابدين، وفي كل أسبوع تخرج المظاهرات من هذين المسجدين، وكما هو معتاد فغباء رجال الأمن وخاص خبراء المتفجرات الذين شاهدنا عينة منهم في تفجير دوما، في بداية الثورة عندما كانت قناة الدونيا تحاول تصوير عملية تفكيك عبوة ناسفة، ووقتها انفجرت في وجه الغبي وزملاءه .


إلا أن خطأً ما حصل في العبوة الناسفة الموضوعة في السيارة فانفجرت قبل وقتها وكان الشبيحة بالقرب من مكان الحادث يتهيؤون لمغادرة المكان والاختباء عن أعين المصلين وتفجيرها عندما يتجمهر المتظاهرون تحت الجسر، وفي الوقت نفسه ليثبتوا للجنة المراقبين ان من قام بهذا العمل هم العصابات المسلحة، من جهة، ولتشتيت انتباه لجنة المراقبين عن قتل المتظاهرين في باق المناطق في دمشق، إضافة الى الضغط على الشارع الدمشقي لتأجيل خياره في الزحف نحو الساحات الكبيرة.

 ولكن مشيئة الله كانت أقوى وأسرع من كيدهم فهذه الجمعة سماها المتظاهرون "ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، فأين يذهب دعاء الثكالا والمكلومين في الأسحار، لقد رد  الله كيد الفجار في نحورهم.

ولكن إجرام بشار وعصابته لم يعظ المجرمين والفجار القتلة، فاستمروا في تمثيليتهم القذرة، و سارعوا إلى تصوير أكياس الخبز واللبن والخضار  التي وضعوها بجانب الدماء، بعد أن سارع الأغبياء إلى توزيعها عند بقع الدماء .

أيضا استلقاء الشرطة على الأرض وتصويرهم على أنهم ضحايا، ومن ثم القيام وإنهاء التصوير .

الأمر الغاية في الأهمية، هو ما يظهر على الإعلام السوري من مطالبات بإعلان الحرب على المعارضين، واتهام القاعدة، وأطراف غربية وعربية تقف معها .

أيضا ما يهمنا في هذه الحادثة أن نثبت للذين ما زالوا مقتنعين أن هناك عصابات مسلحة، ممن لا ينظرون أبعد من أنوفهم، أن هذه العصابة لا يهمها سواء كانت الضحايا من المواطنين الأبرياء الثوار ؛ أم من الشبيحة ورجال العصابة الأسدية، إنما يهمها كيف تدير عملية شراء الوقت وخداع العالم، ولكن بالغباء المعتاد، الأمر الذي يقلب الطاولة، على رؤوسهم مرة أخرى، ويضيف إلى ألاف البراهين السابقة على حجم الإجرام الذي يمارسه هذا الطاغية .

إن المتاجرة بالدماء لا تعطي الأنظمة المصداقية والشرعية، وإنما تعطيها بعض الوقت فقط، لأن سيف العدالة الإلهية فوق رؤوس الجميع، مهما كانت صفاتهم ومسمياتهم.
الدكتور حسان الحموي   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق