لا أظن أن الشعب الروسي,
لا يتابع ما يجري على الساحة السورية, من ارتكاب جرائم, وانتهاك لحقوق الإنسان في سورية,
بل أعتقد اعتقاداً جازماُ, أن ما يحدث في سورية, يعلم به الشعب الروسي علماً كاملاً,
ذلك لأن شعب روسيا, شعب مثقف, يعيش في قلب الحدث, ولا يفوته ما يكون من حدث على مستوى
العالم, خصوصاً مع توافر وسائل الإعلام التي تنقل الخبر لحظة بلحظة, فنحن في عصر العولمة,
وروسيا ليست بعيدة عن حراك الحياة في هذا الشأن أو ذاك.
إن حكومة روسيا, تشرب
دم السوريين, مقابل مصالح مادية, لا تساوي شيئاً أمام أنّات الثكالى, وآهات المحرومين,
وويلات الناس, فيا عجباً!!!!
كيف يتحول الإنسان
إلى وحش, مقابل شيء لا يستحق الذكر بالقياس النسبي, بين الشيء وضده.
واضح أن صناع السياسة
في روسيا, لا يحسبون أي حساب لتاريخ ولا لجغرافية, وكل همهم, أن يحصلوا على عرض من
الدنيا قليل, ولو كان معجوناً بدم الشعب السوري, أو ملوثاً بعرضه.
وإن صناعاً كهؤلاء
لا يجوز أن يبقى الشعب الروسي متفرجاً عليهم, وهم يحرقون مستقبل روسيا السياسي والاقتصادي
والاجتماعي, بهذه الحماقة التي يرتكبونها, وهذه الجريمة التي يمارسونها.
يا شعب روسيا, إن
حكومتكم تقف مع الجلاد ضد الضحية؛ تقف إلى جانب بشار القاتل, ضد شعب مقتول, تقف مع
الظلم, وتناصر الظالم, على الشعب السوري المظلوم, الذي ذاق الويل والثبور على يد نظام
سورية الذي ارتكب أفظع الجرائم, بحق شعبه.
في عالم حقوق الإنسان,
ورفع لافتات العناية بالمنكوبين, والوقوف إلى جانب المضطهدين, نرى حكومة روسيا, تفعل العكس, وتقف في الإتجاه المعاكس.
إن إساءة حكومة روسيا
للشعب السوري ليس لها مثيل؛ في عالم اليوم, وهذا بدوره ينعكس على روسيا بلداً وشعباً,
في قابل الأيام, وهو أمر يحتاج منكم إلى تدارك- يا أيها الشعب الروسي- قبل فوات الأوان,
وساعتها لا ينفع الندم.
الشعب السوري يحرق
العلم الروسي, مما يشعر من جور الموقف الروسي عليه, والضغط يولد الإنفجار, وفيه تعبير
واضح, عن حقيقة ما أشرت له آنفاً من معنى وحقيقة, ولا يصح أن نقف على المسألة ببرود,
لنقرر أن خرقة حرقت, فهل هذا يقدم شيئاً, أو يؤخره؟؟؟!!!!!
الأمر أكبر من هذا,
وفهمه ينبغي أن يكون بعمق ودقة, حتى نقرر من بعد ذلك حجم الخطر الذي نتحدث عنه, ومن
ثمّ نضع النقاط على الحروف, لعلنا بهذا نصل إلى نقطة البدء, التي توصلنا إلى حالة الرضا
المعقول, وهو ما نبحث عنه, وإن أعظم جناية على الحقيقة أن نمر على المسألة مرور الكرام,
من خلال تهوين الأمر, أو النظر إليه بلغة الازدراء.
في شعب روسيا رجال
عقلاء, يمكنهم أن يقولوا لصناع السياسة: أن قفوا عند حدكم, وكفى عبثاً, وكفى لعباً
بمصائر الشعب الروسي, وفي الشعب الروسي, مثقفون لا يصح أن يسكتوا عن جريمة حكام روسيا,
في حق الشعب الروسي, فيكتبوا ويبينوا ويوضحوا ويشرحوا, في الشعب الروسي ساسة كبار يقدرون
خطر ما تفعله حكومتهم, ويستوعبون ما تنتجه هذه السياسة, وما يكون لها من أثر, فلا بد
أن يرفعوا صوتهم عالياً, أمام سوء سياسة هذه الحكومة.
آلاف القتلى من شعب
سورية الأعزل, وحكومة روسيا تمنع من إصدار قرار في الأمم المتحدة, يدين نظام سورية؟؟؟؟!!!!!
فأين منظمات المجتمع المدني في روسيا؟؟
النظام السوري, قتل
الأطفال, وانتهك الأعراض, ومثل بالجثث, وحرق البيوت, وقلع الأشجار, وأحرق الأبقار,
ولم تسلم منه حتى الحمير( لأنها معارضة) وحكومة روسيا تدافع عن هذا النظام وتحميه!!!!
فأين شعب روسيا؟ وأين منظمات حقوق الإنسان في روسيا؟ التي تثبت مصداقيتها, فتفضح موقف
الحكومة الروسية.
نريد ( روسيا اليوم)
التي تحمل المبادئ الإنسانية النبيلة, فتنصر الحق, وتقف إلى جانب الضحية, وتندد بالجلاد,
وتشنع على من يذبح شعبه, أمّا أن تناصر المجرم, وتؤيده وتدعمه, وتخالف العالم كله نصرة
لهذا النظام المجرم, فهذه جريمة لا تغتفر, ومصيبة لا تنسى.
أيها الشعب الروسي
الأبي, إن التاريخ لا يرحم, ويسجل كل صغيرة وكبيرة, إن خيراً فخير, وإن شراً فشر, وأرى
قلم التاريخ يسطر مواقف سوء, وصفحات سود, في تاريخ روسيا, ولا يبرأ شعب روسيا منه إلاّ
إذا سطروا بذات الوقت, صفحات بيضاء, بنقد الموقف الرسمي الروسي, وخرجوا بمظاهرات عارمة
تندد بسياسة الحكومة الروسية.
يا شعب روسيا, أروا
شعب سورية, من أنفسكم مواقف ترفع هذا الكابوس الذي صنعته حكومتكم, لتعادلوا المسألة,
وتثبتوا أنكم غير هؤلاء الأشرار الذين يمارسون الجريمة باسمكم.
إن شرخاً غير عادي,
أحدثته سياسة حكومتكم, في جدار السياسة, ورسمت صورة بائسة حزينة, على نفس الجدار, بسبب
هذا الموقف المزري, الذي تصرح به في مجلس الأمن, لذا ستشهد الأيام القادمة, عداوة فيها
مواجهة صريحة, بين روسيا والعالم الإسلامي, فهل من متعظ؟؟
فيا شعب روسيا, هل
منكم من يغير الصورة, ويسد هذا الشرخ, فيأخذ على أيدي هذه الحكومة الفاسدة, ويعمل على
إسقاطها, وتخرج حكومة جديدة تعمل على رسم سياسة متوازنة, تصنع مجداً مضيئاً لهذا الشعب
الذي جنت عليه أجندة ساسة لا يعرفون سوى اللحظة القائمة, بالبحث عن جزء من حصة, ولو
كانت فطيرة معجونة, بدم حمزة الخطيب, أو أي طفل سوري أو امرأة عزلاء, فهل من مجيب.
والله العتب على الحكام العرب فبل الشعوب الاجنبية لانهم هم من يستطيع ان يضغط على الدول الاخراى كروسيا او الصين ... ولكن مع الاسف هم شركاء بشار الطاغية في قتلنا ... حسبنا الله ونعم الوكيل
ردحذفأهلا بك بعد طول انقطاع، فقراؤك بانتظارك
ردحذف