بسم الله الرحمن
الرحيم
الثوار في سوريا
يفعلون كل شيء بأنفسهم ..عبارة قلناها مرار وتكرارا لمّا شهدناهم يشعلون الثورة بأنفسهم
ثم يؤججونها ثم يقودونها فيبرمجون أهدافها ويوثقون أخبارها ويتصدون للقمع الثقيل
بصدورهم العارية ويحمون ثورتهم ويعرفون دائما ما يريدون ويطلبون ..
واليوم يأتي
المراقبون العرب بعد أن تحضر النظام لهم فمحى ما أسعفه الوقت ليمحي من آثار جرائمه
..فبدّل لون الدروع وأزياء القتلة وبدّل
اسماء الشوارع والبلدات وبدّل أماكن المعتقلين وبدّل وبدّل . .
ولكن الثوار
سبقوه واقتحموا الحواجز الى أن وصلوا الى المراقبين وشكلوا فريق المراقبين خاصتهم
ليراقبوا مع المراقبين وليراقبوا المراقبين ..
راحوا يشرحون
للمراقبين ما حدث ويحدث ودلّوهم على أماكن الدمار والمجازر وأدخلوهم الى البيوت
المنكوبة وزودوهم بالمعلومة الموثوقة والصورة الفاضحة وأسمعوهم وأروهم الشهادات
الحية من أفواه وأجساد أصحابها .
كنا نخشى من
قصورفي كفاءة وعدالة المراقبين وما زلنا , وكنا نتتبع بقلق إشارات عديدة عن موالاة
بعضهم لمواقف سياسية مسبقة و لحكومات منحازة, ولم تقلّ خشيتنا ويخف قلقنا الى أن
رأينا الثوار يراقبون المراقبين..
يصورون معهم
ويصورونهم وهم يصورون ..يلتقطون صورا للمراقبين وهم يشاهدون الدبابات والمصفحات , يلتقطون
صورا للشبيحة المسلحين وهم على بعد أمتار قليلة من المراقبين..يصورون المراقبين
وهم يعاينون الأنقاض والبيوت التي هدمتها المدفعية والصواريخ..يسجلون تصريحات
المراقبين حين الحدث بالصوت والصورة.
وهم بعد كل ذلك يوفرون الحماية للمراقبين
ويحيطون بهم ويحبطون خطط النظام الفاشي لقنصهم في الأماكن الساخنة.
إنهم ثوار ومراقبون وضامنون كما كانوا من قبل ثوارا وسياسيين و ومراسلين..
ولم يُبق الثوار
أمام المراقبين العرب إلا أن يقولوا الحقيقة ويكشفوا ما اطلعوا عليه وشاهدوه ..لقد
اطلعوا على قليل قليل ولكنه على قلته فاضح واضح.
ثوار سوريا جيل
فريد يفعلون كل شيء بأيديهم ويقلبون على النظام الفاشي كل ترتيب ليكون تتبيب
..تتبيب له ولأعوانه في المنطقة والعالم .
د.أسامة
الملوحي/4-1-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق