الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-12-29

لا تهملوا الحرب النفسية والمعنوية (تابع) - د. طارق باكير


المشهد الذي تعرضه قناة الجزيرة بشكل متكرر، وفيه صورة رجل سوري، متوسط العمر، يبكي ويصرخ ويستغيث بأهل النخوة والمروءة ويشكو ويقول : اتعبنا ياناس، والله اتعبنا .. من شدة ما لحق به من أذى العصابات الأسدية، ومن الدمار والإجرام - كان الله في عونه وعون شعب سورية - أقول : هذا المشهد، يتمنى حكام العصابات الأسدية أن يعرض في اليوم خمسين مرة، ومستعدون لتمويل عرضه، لأنه - كما أرى - يحقق غرضا...


 وهدفا يريده حكم العصابات الأسدية، وهو أن يوصلوا الشعب السوري عن طريق التقتيل والتدمير والتشريد والتجويع .. إلى درجة التعب، وعدم القدرة على التحمل .. وبالتالي الرضوخ والاستسلام ..
وهذا ليس اتهاما لقناة الجزيرة، لأن هذه القناة المتعاطفة مع مأساة الشعب السوري إلى أبعد الحدود - مشكورة - تبقى قناة لها سياستها ومهنيتها التي تحرص عليها، حتى لو أضرت هذه المهنية بالقضية التي تتبناها، وتدافع عنها ..
ومثل هذا المشهد، مشهد الطفل، الذي يتحسر ببراءة وحرقة وألم ظاهر ويقول : ... راحت علينا، نحن الصغار كلنا، راحت علينا المدرسة .. لأن الجانب المسكوت عنه في هذه الصور والمشاهد، والذي يكمله المشاهد تلقائيا من عنده، هو أن هذا حصل بسبب الثورة، وهو ما يريد الإجرام الأسدي الوصول إليه، في تحميل الثورة مسؤولية ذلك، وليس الحكم الباغي القاتل الفاسد الممتهن للوطن والكرامة والعقل والإنسانية .. وهذا مثال على الحرب النفسية والمعنوية الضارة التي تسهم بها وسائل الإعلام ( الصديقة )، دعك من وسائل الإعلام التي تنطق باسم الثورة، وتحمل لواءها .. فإن فيها من المشاهد والمواقف ما ينوف عن ذلك  ويزيد، وهذا ما أشرنا إليه في نداء لقيادة المعارضة والجيش السوري الحر، بتفعيل الحرب النفسية والمعنوية على أسس وقواعد سليمة، مدروسة جيدا، في هذا الظرف بالذات .. وليت أحدا يستجيب !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق