الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-12-31

أين الدهاء يا إبراهيمي ؟! – بقلم: د. طارق باكير


ليس هناك من تفسير مقبول معقول لمبادرة الإبراهيمي ، سوى أنه يريد أن ينال من عزيمة الثورة والثوار ، والشعب السوري المصابر المجاهد ، ويجعله ييأس ويستسلم ؛ شأن الروس والإيرانيين ، ومن لف لفهم من أعداء الحرية والإنسانية ، عندما يحذر من تضاعف أعداد الشهداء والضحايا والمشردين على يد العصابات الأسدية الغادرة المارقة الباغية إلى الضعف ..

ونقول للإبراهيمي : بل المتوقع - يا حكيم المجتمع الدولي - أن يرتفع العدد إلى أضعاف .. إن استمرت المعركة مع العصابات المجرمة عاما ثالثا ، أو أشهرا أخرى – لا قدر الله –


ثم هل نسيت أنك وسيط يا إبراهيمي ، والوسيط عادة ، يدعو كل طرف إلى التنازل قليلا ، كي يلتقي الطرفان عند حل وسط ، فإن لم يستطع ، فإنه يسحب يده ، ويحترم نفسه ، ويعلن عجزه .. وإن أراد أن يبرئ ذمته ، ويرضي ضميره ، ويكون منصفا ، فإنه يشير إلى الطرف المتغطرس المتجبر الذي يرفض التنازل هو وعصابته ، والاستجابة لمطلب الشعب ، بالتنازل الذي لا حل بدونه ، عند الشعب ، وعند حكماء العالم وعقلائه ..    

والسؤال : هل لك أن تتفضل ، وتذكر : ما لذي ستتنازل عنه العصابة الباغية المجرمة ، التي أوغلت في دماء شعب سورية ما وسعها الإيغال ، مادامت مصرة على بقاء هذه العصابة ، وبقاء رأس العصابة ، وبقاء الأمن والجيش بيدهم الآثمة المجرمة ، سيفا مصلتا على رقاب الشعب، ثم تجري تغييرا على مزاجها الشاذ عن العقل والضمير ؟

إن هذا العرض الذي تمخضت عنه مساعيك الدبلوماسية ، ودهاؤك المعهود – يا إبراهيمي - لو كان قبل أن تسقط قطرة دم واحدة من طفل ، وقبل أن ينتهك عرض شريفة واحدة .. لكان مرفوضا ومستهجنا ، فكف سمح لك دهاؤك ودبلوماسيتك ، أن تعرضه خيارا واحدا ، دونه الجحيم ، بعد أن أوغلت العصابات الأسدية ما وسعها الإيغال في دماء شعب سورية وأعراضه ومقدراته .. والثوار - اليوم - يسيطرون على ثلثي سورية ، ويسيطرون على معظم أحياء دمشق ، والقذائف تنهال على مقر الطاغية وجحره المتصدع ، الذي سيهوي قريبا بعون الله؟

 احتفظ بدهائك ودبلوماسيتك يا إبراهيمي ، لتسخرهما في حل قضية أخرى ، من قضايا الأمم المتحدة المتواطئة مع المجرم القاتل ، المستهينة بدماء شعب سورية وأعراضه وضحاياه ، الظالمة لهذا الشعب السوري الأبي الحر الكريم .. فما عاد في سورية - اليوم – مكان للدبلوماسية والدهاء ، وأنصاف أو أرباع الحلول ، فقد عرف شعب سورية طريقه ، وحدد خياره ، واتخذ قراره !  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق