ليس
هناك من تفسير مقبول معقول لمبادرة الإبراهيمي ، سوى أنه يريد أن ينال من عزيمة الثورة
والثوار ، والشعب السوري المصابر المجاهد ، ويجعله ييأس ويستسلم ؛ شأن الروس والإيرانيين
، ومن لف لفهم من أعداء الحرية والإنسانية ، عندما يحذر من تضاعف أعداد الشهداء والضحايا
والمشردين على يد العصابات الأسدية الغادرة المارقة الباغية إلى الضعف ..
ونقول
للإبراهيمي : بل المتوقع - يا حكيم المجتمع الدولي - أن يرتفع العدد إلى أضعاف .. إن
استمرت المعركة مع العصابات المجرمة عاما ثالثا ، أو أشهرا أخرى – لا قدر الله –
ثم
هل نسيت أنك وسيط يا إبراهيمي ، والوسيط عادة ، يدعو كل طرف إلى التنازل قليلا ، كي
يلتقي الطرفان عند حل وسط ، فإن لم يستطع ، فإنه يسحب يده ، ويحترم نفسه ، ويعلن
عجزه .. وإن أراد أن يبرئ ذمته ، ويرضي ضميره ، ويكون منصفا ، فإنه يشير إلى الطرف
المتغطرس المتجبر الذي يرفض التنازل هو وعصابته ، والاستجابة لمطلب الشعب ،
بالتنازل الذي لا حل بدونه ، عند الشعب ، وعند حكماء العالم وعقلائه ..
والسؤال
: هل لك أن تتفضل ، وتذكر : ما لذي ستتنازل عنه العصابة الباغية المجرمة ، التي أوغلت
في دماء شعب سورية ما وسعها الإيغال ، مادامت مصرة على بقاء هذه العصابة ، وبقاء رأس
العصابة ، وبقاء الأمن والجيش بيدهم الآثمة المجرمة ، سيفا مصلتا على رقاب الشعب،
ثم تجري تغييرا على مزاجها الشاذ عن العقل والضمير ؟
إن
هذا العرض الذي تمخضت عنه مساعيك الدبلوماسية ، ودهاؤك المعهود – يا إبراهيمي - لو
كان قبل أن تسقط قطرة دم واحدة من طفل ، وقبل أن ينتهك عرض شريفة واحدة .. لكان مرفوضا
ومستهجنا ، فكف سمح لك دهاؤك ودبلوماسيتك ، أن تعرضه خيارا واحدا ، دونه الجحيم ، بعد
أن أوغلت العصابات الأسدية ما وسعها الإيغال في دماء شعب سورية وأعراضه ومقدراته
.. والثوار - اليوم - يسيطرون على ثلثي سورية ، ويسيطرون على معظم أحياء دمشق ، والقذائف
تنهال على مقر الطاغية وجحره المتصدع ، الذي سيهوي قريبا بعون الله؟
احتفظ بدهائك ودبلوماسيتك يا إبراهيمي ، لتسخرهما
في حل قضية أخرى ، من قضايا الأمم المتحدة المتواطئة مع المجرم القاتل ، المستهينة
بدماء شعب سورية وأعراضه وضحاياه ، الظالمة لهذا الشعب السوري الأبي الحر الكريم
.. فما عاد في سورية - اليوم – مكان للدبلوماسية والدهاء ، وأنصاف أو أرباع الحلول
، فقد عرف شعب سورية طريقه ، وحدد خياره ، واتخذ قراره !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق