ما يثير السخرية في النفس
البشرية لأي مراهق سياسي أو حتى أُمّي , عندما تخرج تلك الشخصيات الثورية والتي
الكثير منها كانت مغيبة في زمن الحكم الديكتاتوري في مصر ,أو مرهقة أو أنها تدعي
المعارضة , ومنها من كان من أركان النظام السابق , يخرج ويناقش ويدعي الخوف على
الوطن وعلى المواطن , وأن مصر قادمة على كارثة بشرية وإنسانية وبيئية حتى , من
وجود رئيس تم انتخابه من قبل شعبه , ولم يدّع أحداً أن نجاج مرسي في الانتخابات قد
جاء بالتزوير.
انتخبوه منذ أشهر قليلة
وينادون اليوم باسقاطه , واعترضوا ويعترضون على كل شيء , وعندما تسألهم عن مشروعكم
المقابل يقولون نحن نريد اسقاط كل شيء , فقط لأن مرسي من الاخوان المسلمين .
وما مشروع جبهة الانقاذ ؟
لاشيء فقط ضد الاخوان
والاخوان اختارهم الغالبية
في النظام الديمقراطي والذي كنتم تنادون لاعتماده في البلاد
الجواب لكن نجح الاخوان ,
ونحن ضد الاخوان , وكل عمل يأتي عن طريق الاخوان فهو باطل
فلو كان الفعل ناتج عن
شيطان خارج من الجحيم , لأذعنوا له وطأطأوا , وهم وظهورهم محنية مستعدة لتحمل كل
من يريد أن يعلوها , لكن أن يكون اسلامياً فهو ممنوع ؟؟!!!
وهم في حيص وبيص ,
لايعرفون ولا يعون إلا شيئاً واحداً نحن ضد عقيدة المصريين في غالبيتهم , ونحن ضد
أي عمل ديمقراطي يأتينا مصحوباً بنكهة اسلامية , وغير هذه النكهة فهو عندهم مقدس
ولو كان نظام بشار الأسد او موسليني أو حتى ولاية الفقيه .
مع أنني لست متحمساً
للدكتور مرسي , ولكن انتخابه جاء برغبة شعبه ونجح بأصوات مؤيديه , فهنا لابد من
الرضوخ لرأي الأغلبية , والتعاون معها لايصال البلاد لمرحلة متقدمة من التطور
والازدهار , والمنافسة مع الأغلبية والاستعداد للمرحلة القادمة في اعتماد مشروع
ينافس المشروع الذي يعترضون عليه , فإن
ملكوا الأحقية في المنافسة كان لهم تحقيقه على أرض الواقع, فالنجاح متراكماً مع
النجاح ,والفشل سوف يؤدي لنفس التراكم في النتيجة الفاشلة حتماً .
وحال الجبهة المزعومة
(جبهة الانقاذ المصرية ) , كحال مجموعة من القنافذ , في ليلة من ليالي الشتاء البارد
, اشتد عليها الصقيع ولم تعد تطيق شدته , فكان الرأي فيما بينها أن تجتمع بجانب
بعضها , لتدفيء بعضها بعضاً , ولكن عندما تجمعت بدأت أشواكها تصيب أجساد الأخرى ,
فلم تستطع تحمل الوخز فابتعدت مرة أخرى , ولسعها البرد واشتد عليها , فقال حكيم
منها :
اقتربوا من بضعكم ولا
تبتعدوا ودعوا مجالاً بحيث تشعرون بالدفيء , وتنجون من الوخز .
فالشعب المصري بعد الثورة
يعيش في فصل شتوي بارد يلفه الصقيع والبرد الشديد من كل جانب , فالسلطة والمعارضة
يستطيعون تحويل الصقيع لربيع دائم , في أن لايجعلا البرد يقتلهما , عندما يجتمعون لتدفئة
بعضهم بعضاً في مسافة تجعل الود بينهما والعلاقة متبادلة تمد الخير للجميع , ولا
أن يبتعدا بعداً لاتجد فيه بعدها للود مكاناً بينهما , فيقتل البرد الجميع .
ومحور الممانعة المزعوم
بقيادة النظام السوري والتابع لولاية الفقيه في قم وطهران , والمصيبة تكمن كلها في
قبول ولاية الفقيه , وفي المقا بل يرفض أي مشروع أو فكر اسلامي لايتبع ولاية
الفقيه , ومحور الممانعة المزعوم هذا , والذي يدعي أنه ضد اسرائيل , هو من أقرب
المقربين لها , وعدوه اللدود كل من هو ضد ولاية المشروع الفارسي والمتضمن عودة
الحلم الفارسي في الانتقام من الذين قضوا على امبراطوريتهم , وفي نفس الوقت عودة
الامبراطورية الفارسية تحت راية ولاية الفقيه المزعوم .
فهذه الدول تقول أنها
ممانعة , وتقف معها الأحزاب العلمانية والقومية , مع أن إيران تحتل أراض عربية
وجزر عربية وتهدد الأمة العربية بكل أطيافها , وهي تساندها , والذي يتلاقي هدفها
مع الهدف الصهيوني .
فحسن الشاة في لبنان افتعل
مع الصهاينة حرباً ليكون هو حامي الحدود لهم ومن ثم السيطرة على لبنان , ونظام
الأسد اخترع الصمود والتصدي والممانعة , وهو من كل هذه الأسماء براء إلا على
الأحرار من شعبنا , فهو الممانع المقاوم , والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين
واللبنانيين والسوريين وما زالت ترتكب لهي أكبر شاهد على ممانعة هذا النظام المجرم
.
وأتوجه إلى شعبي السوري
البطل الصابر المجاهد الأبي , أن النصر قادم بإذن الله , وعليك أن تتبع الرأي
الحكيم , فلا تجعل من نفسك الوحيد , فإن الرياح القادمة قوية والصقيع مميت فيها ,
فكونوا على مسافة معقولة من الجميع , فلا قطيعة إلى الحد الذي تحتاج فيه لمودة
الآخرين , ولا اقتراب حتى لاتشعر بوخز الآخرين , فاجعل للود دائما حبلاً موصولاً
ولا تبتعد عن هذا الود وتقطع كل خيوطه .
فعندما يكون سلوكك معتمداً
على تلك الحكمة فلن يخاف من مشروعك إلا أعدائك وأعداء الانسانية كلها , والجواسيس
ومنهم من يلف عمامة ويقول أنا تابع لولاية الفقيه .
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق