الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-12-28

مهزلة جبهة الانقاذ المصرية ومحور الممانعة السورية - د. عبد الغني حمدو



ما يثير السخرية في النفس البشرية لأي مراهق سياسي أو حتى أُمّي , عندما تخرج تلك الشخصيات الثورية والتي الكثير منها كانت مغيبة في زمن الحكم الديكتاتوري في مصر ,أو مرهقة أو أنها تدعي المعارضة , ومنها من كان من أركان النظام السابق , يخرج ويناقش ويدعي الخوف على الوطن وعلى المواطن , وأن مصر قادمة على كارثة بشرية وإنسانية وبيئية حتى , من وجود رئيس تم انتخابه من قبل شعبه , ولم يدّع أحداً أن نجاج مرسي في الانتخابات قد جاء بالتزوير.
 

انتخبوه منذ أشهر قليلة وينادون اليوم باسقاطه , واعترضوا ويعترضون على كل شيء , وعندما تسألهم عن مشروعكم المقابل يقولون نحن نريد اسقاط كل شيء , فقط لأن مرسي من الاخوان المسلمين .

وما مشروع جبهة الانقاذ ؟
لاشيء فقط ضد الاخوان 
والاخوان اختارهم الغالبية في النظام الديمقراطي والذي كنتم تنادون لاعتماده في البلاد
الجواب لكن نجح الاخوان , ونحن ضد الاخوان , وكل عمل يأتي عن طريق الاخوان فهو باطل
فلو كان الفعل ناتج عن شيطان خارج من الجحيم , لأذعنوا له وطأطأوا , وهم وظهورهم محنية مستعدة لتحمل كل من يريد أن يعلوها , لكن أن يكون اسلامياً فهو ممنوع ؟؟!!!

وهم في حيص وبيص , لايعرفون ولا يعون إلا شيئاً واحداً نحن ضد عقيدة المصريين في غالبيتهم , ونحن ضد أي عمل ديمقراطي يأتينا مصحوباً بنكهة اسلامية , وغير هذه النكهة فهو عندهم مقدس ولو كان نظام بشار الأسد او موسليني أو حتى ولاية الفقيه .

مع أنني لست متحمساً للدكتور مرسي , ولكن انتخابه جاء برغبة شعبه ونجح بأصوات مؤيديه , فهنا لابد من الرضوخ لرأي الأغلبية , والتعاون معها لايصال البلاد لمرحلة متقدمة من التطور والازدهار , والمنافسة مع الأغلبية والاستعداد للمرحلة القادمة في اعتماد مشروع ينافس المشروع الذي يعترضون عليه  , فإن ملكوا الأحقية في المنافسة كان لهم تحقيقه على أرض الواقع, فالنجاح متراكماً مع النجاح ,والفشل سوف يؤدي لنفس التراكم في النتيجة الفاشلة حتماً .

وحال الجبهة المزعومة (جبهة الانقاذ المصرية ) , كحال مجموعة من القنافذ , في ليلة من ليالي الشتاء البارد , اشتد عليها الصقيع ولم تعد تطيق شدته , فكان الرأي فيما بينها أن تجتمع بجانب بعضها , لتدفيء بعضها بعضاً , ولكن عندما تجمعت بدأت أشواكها تصيب أجساد الأخرى , فلم تستطع تحمل الوخز فابتعدت مرة أخرى , ولسعها البرد واشتد عليها , فقال حكيم منها :
اقتربوا من بضعكم ولا تبتعدوا ودعوا مجالاً بحيث تشعرون بالدفيء , وتنجون من الوخز .

فالشعب المصري بعد الثورة يعيش في فصل شتوي بارد يلفه الصقيع والبرد الشديد من كل جانب , فالسلطة والمعارضة يستطيعون تحويل الصقيع لربيع دائم , في أن لايجعلا البرد يقتلهما , عندما يجتمعون لتدفئة بعضهم بعضاً في مسافة تجعل الود بينهما والعلاقة متبادلة تمد الخير للجميع , ولا أن يبتعدا بعداً لاتجد فيه بعدها للود مكاناً بينهما , فيقتل البرد الجميع .

ومحور الممانعة المزعوم بقيادة النظام السوري والتابع لولاية الفقيه في قم وطهران , والمصيبة تكمن كلها في قبول ولاية الفقيه , وفي المقا بل يرفض أي مشروع أو فكر اسلامي لايتبع ولاية الفقيه , ومحور الممانعة المزعوم هذا , والذي يدعي أنه ضد اسرائيل , هو من أقرب المقربين لها , وعدوه اللدود كل من هو ضد ولاية المشروع الفارسي والمتضمن عودة الحلم الفارسي في الانتقام من الذين قضوا على امبراطوريتهم , وفي نفس الوقت عودة الامبراطورية الفارسية تحت راية ولاية الفقيه المزعوم .

فهذه الدول تقول أنها ممانعة , وتقف معها الأحزاب العلمانية والقومية , مع أن إيران تحتل أراض عربية وجزر عربية وتهدد الأمة العربية بكل أطيافها , وهي تساندها , والذي يتلاقي هدفها مع الهدف الصهيوني .

فحسن الشاة في لبنان افتعل مع الصهاينة حرباً ليكون هو حامي الحدود لهم ومن ثم السيطرة على لبنان , ونظام الأسد اخترع الصمود والتصدي والممانعة , وهو من كل هذه الأسماء براء إلا على الأحرار من شعبنا , فهو الممانع المقاوم , والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وما زالت ترتكب لهي أكبر شاهد على ممانعة هذا النظام المجرم .

وأتوجه إلى شعبي السوري البطل الصابر المجاهد الأبي , أن النصر قادم بإذن الله , وعليك أن تتبع الرأي الحكيم , فلا تجعل من نفسك الوحيد , فإن الرياح القادمة قوية والصقيع مميت فيها , فكونوا على مسافة معقولة من الجميع , فلا قطيعة إلى الحد الذي تحتاج فيه لمودة الآخرين , ولا اقتراب حتى لاتشعر بوخز الآخرين , فاجعل للود دائما حبلاً موصولاً ولا تبتعد عن هذا الود وتقطع كل خيوطه .

فعندما يكون سلوكك معتمداً على تلك الحكمة فلن يخاف من مشروعك إلا أعدائك وأعداء الانسانية كلها , والجواسيس ومنهم من يلف عمامة ويقول أنا تابع لولاية الفقيه .
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق