الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-12-06

سلسلة رجال ونساء يستحقون التقدير "3" خالد العقلة كما وصفوه بمنديلا سورية، 27 سنة في الاعتقال – بقلم: مؤمن محمد نديم كويفاتية


هذا الرجل يروي لنا قصة المذابح التي شهدها من داخل سجن تدمر الرهيب ، تحدث عنها الكثيرون ومنهم وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس بمذكراته متباهياً بما كان يصنعه أسياده، ومتطابقاً لروايات العقلة
العقلة أختطف الى المُعتقل عام 1978 دون مُحاكمة وهو عروس ، فحملت منه زوجه وكانت في بكرها الأول بشهرها الثالث
وخرج من ظُلمة السجون وابنه صار في السابعة والعشرين ، لم يرى فيها أحداً من أهله إلا مرّة واحدة بعد عشرين عام من اعتقاله عندما دفعوا المبالغ الطائلةلم يكونوا يتوقعوه أبداً أنه في الوجود، وكان ذلك ضرباُ من الجنون فأخباره مقطوعة عن الخلائق قاطبة إلا عن قُساة القلوب 


السفلة حي وميت وشاهد عيان على أبشع جرائم عصابات آل الأسد بعد خمس سنوات من اعتقاله ، أُحضر والمئات في يوم واحد وحوكموا بالإعدام والتأبيد والأشغال الشاقة بموجب محاضر حفلات التعذيب ليبصموا عليها وتلاها استقدام المئات أسبوعيا لهكذا محاكمات جائرة وغبية معظم التهم تنصب عليهم هو الانتساب للأصول الإسلامية وأسبوعياً كانت تُنفذ الإعدامات بالمئات من تاريخ مجزرة تدمر 1980 إلى 1992 تماماً كما ذكر طلاس في مذكراته عن محاكمات ميدانية أسبوعية تُنفذ بأمر قائده الفأر المستأسد على من سموهم بالعملاء والرجعية مابين ال 200 وال 400 كما ذكر والعدد الناتج يفوق الثلاثون ألف ، بينما ذكر العقلة بما يزيده ألفاً من داخل السجن روى كيف كانت إشارة البدء لمذبحة تدمر الأولى الرهيبة قنبلة شارة البدء ورصاص من كل الأنواع لم يتوقف و1500 شهيد بالدليل والبرهان كان حصيلة الساعات الثلاث الصباحية
وبرك من الدماء البريئة الذكية لكل من كان في السجن الا البعض المُستثنى لأسباب لازالت مجهولة ونجا واحدٌ ممن أُطلق عليهم الرصاص وعشر جرحى فانتظر الأُجراء إلى الصباح ريثما يأتي الجواب وجاء الأمر بالإجهادلم يكن العقلة مانديلا سورية الأول ولن يكون الأخير
بل ومن هو مانديلا الى جانب أحرار سورية من العقلاوات المختفين في زنازين الطغاة منذ عقود وهم بعشرات الآلاف ذابت قلوب كثيرة لفقد هؤلاء الأخيار من أمهات وآباء وزوجات وأبناء وأحبّاء وعندما يسألون ذويهم عن أكبادهم يأتيهم الجواب بكل استهتار وبالزجر والنكران
ومن بعدهم أسر رُمّلت ويُتمت وقُهرت وضُيق على ذويهم كل منفذ للعيش وأشعروهم بأنهم المنبوذين ، وأنّ سلطانهم هو الحق المبين فجاءت ثورة الشعب الأبية لتدك حصون الرزيّة
ولتقول بأن دماء ومعاناة من ضحوا لن تضيع هدراً ليكون هؤلاء الشامخين مصابيح نور لنا
فلهم منّا كل الحب والتقدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق