الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-12-26

الضوء الأخضر الابراهيمي – بقلم: د. حسان الحموي



بعض المراقبين استغربوا استباق زيارة الابراهيمي للأسد بجرعة عنف غير مسبوقة منذ بداية الثورة حيث تم تنفيذ ثلاث مجازر الأولى والأعظم كانت في حلفايا لمدنيين ينتظرون رغيف الحياة، وكان ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين ، والثانية في السفيرة في حلب وكانت نتيجتها العشرات ، أما الثالثة فكانت في ريف دمشق ، وكل تلك المجازر اصبحت معتادة عند الرأي العام السوري والعالمي؛ لكن الجديد هو في استخدام العصابة الأسدية لغازات الأعصاب السامة في منطقتي الخالدية والبياضة في حمص والتي كانت عربون تفاوض مع الابراهيمي ؛ بغية ايصال رسالة مفادها أنه مازال لدينا فائض قوة لم نستخدمه بعد؛ و مازال زمام المبادرة بيدنا ، على الرغم من خسارتنا لبعض المواقع العسكرية ، "لكننا على الأرض الأقوى".


أيضا الهدف من استخدام غاز الفوسفور وغاز الأعصاب السام في منطقة محدودة هو التمهيد للمرحلة القادمة من العمل العسكري الميداني في التعامل مع المناطق المدنية المتمردة والتي خرجت أو ستخرج مستقبلا من وصاية العصابة الأسدية .

إضافة إلى كونها بالون اختبار للرأي العام العالمي ؛ وقياس ردة الفعل على مثل هذه التصرفات المستهجنة لدى المجتمعات المتحضرة .

الأمر الآخر هو رفع معنويات الموالين للعصابة الأسدية والتي أصبحت عقبة أمام ثبات الشبيحة والأفواج والكتائب المنهارة عند سماعها أول طلقة رصاص تنطلق تجاهها.

وبالتالي فإن القلق الذي ساقة الضوء الأخضر الابراهيمي كان موجها للعصابة بأن الغرب سوف يتعامى عن أي سلاح يشكل نقطة تحول في سبيل الضغط على المعارضة للقبول بأحد المقترحات التي حملها في جعبته سواء في حكومة الانقاذ المختلطة ؛ أو الأسماء التي طُلب من الأسد ترشيحها من طرفه للتفاوض مع الائتلاف الوطني في جنيف 2، أو من حيث بقاء الأسد مع صلاحيات منقوصة لنهاية فترة ولايته الحالية في 2014 دون ترشيح ، لكن المؤكد أن الابراهيمي سمع من الأسد الكثير من مقولات الممانعة وعبارات الصمود في وجه الهجمة الشرسة التي يواجهها، والهموم الكثيرة التي يعاني منها الأسد في مواجهة العصابات المسلحة.
أن حرص الحكومة السورية على انجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله كانت من خلال استغلال الضوء الأخضر الابراهيمي لاستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب المحاصر في حمص منذ سبعة اشهر .

والذي نفاه وزير خارجية الأسد سيرغي لافروف عندما قال أنه " لا يعتقد أن سوريا ستستخدم اسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك ، فسيشكل ذلك انتحارا سياسيا للحكومة ، وأنه يتحقق من الشائعات أو المعلومات من خلال التوجه إلى الحكومة ، وفي كل مرة يتلقى تأكيدا حازما أنهم لن يفعلوا ذلك أيا تكن الظروف".

ان الطريق التي سلكها الضوء الأخضر الابراهيمي للوصول الى جحر الأسد عبر مطار بيروت لهو أكبر دليل على القلق الذي يساوره تجاه بقاء حليفه في سدة الحكم.

وكما قال رئيس الائتلاف الوطني السوري " إن السكوت عن المجازر التي ترتكب بحق شعبنا هو ابتزاز وضغط على الشعب وثورته وقيادته"، وأضاف مجزرة حلفايا ليست مجرد مجزرة بل رسالة يشترك فيها كل داعمي النظام وخلاصتها إما أن تموتوا وإما أن تقبلوا عبودية ما سنفرضه عليكم ... وأقول بكل قوة إننا نختار الحرية مهما طال الطريق".

إن الضوء الأخضر الابراهيمي ربما لن يقف عند استخدام السلاح الكيماوي من قبل العصابة الأسدية ؛ بل ربما يستعين الأسد ببعض السلاح النووي من الدول الداعمة له ، لأنه لم يبقى لدى العصابة الأسدية سلاح جديد تجربه في سبيلها للقضاء على هذه الثورة المجيدة .
وللحديث بقية....

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق