أحمد منصور: أنت حينما قدمت
استقالتك من عضوية القيادة القطرية في حزب البعث ومن مجلس الوزراء، قلت أنهم قبلوا
استقالتك من مجلس الوزراء، ولكن رفضوها من..
أحمد أبو صالح: مجلس قيادة الثورة
وليس القيادة القطرية نعم.
أحمد منصور: مجلس قيادة الثورة.
آه مجلس الثورة عفوا، ولكنك أقمت دعوى ضد الرئيس أمين الحافظ في مجلس الدولة في
نهاية عام 64 أو بداية 65، أنت لا تذكر التاريخ، وأنا لم أجد في المصادر شيء دقيق
يتعلق بهذا، أيه اللي دفعك لتقديم هذه الدعوى؟
أحمد أبو صالح: يا سيدي، كما ذكرت
أنا تقدمت باستقالتي من مجلس الوزراء ومن مجلس قيادة الثورة بعد سحب الثقة منا في
المؤتمر القطري الاستثنائي، قبلت الاستقالة من مجلس الوزراء ورفضت من مجلس قيادة
الثورة، ورشحت لأن أكون رئيسا لدورات مجلس قيادة الثورة باعتباري أصبحت متفرغا،
إلا أن صلاح جديد رشح الوليد طالب في مواجهتي فأنا بشيء من السخرية قلت: لا، إذا
كان الوليد طالب هو المزاحم لي فأنا أتنازل عن ترشيحي وليفز بذلك بالتزكية وهذا ما
كان.
أحمد منصور: نعم.
أحمد أبو صالح: لذلك يعني عندما
أقمت الدعوى، أقمت الدعوى لأن..
أحمد منصور: ضد رئيس الدولة.
أحمد أبو صالح: ضد رئيس الدولة
أمين الحافظ
أحمد منصور: انتو كان لسه عندكم
قانون ومحاكم وممكن واحد..
أحمد أبو صالح: محاكم موجودة فعلا
محاكم.
أحمد منصور: آه، يعني فضلت مستقلة
ولها وضعها..
أحمد أبو صالح: محاكم وخاصة مدنية
موجودة، أما أخذنا جزء كبير من اختصاصات المحاكم الجزائية وخاصة فيما يتعلق
بالأمور الضخمة الكبرى.
أحمد منصور: أصل من خلال متابعة
يعني تاريخ المرحلة ومن خلال الروايات التي سمعتها منك ومن الآخرين الواحد بيعتقد
أو بيظن إن هيكل الدولة لم يكن موجود، كان موجود مجموعة من الناس بتسيطر على كل
شيء، كل واحد معاه خمس وزارات وخمس قيادات و500 وظيفة وبقية الناس عبارة عن رعاع،
وما فيش قانون ولا حاجة بتحمي الناس من شيء حتى إن.. إنك قلت الوزراء كانوا
بيعتقلوا وأنتوا ما تدروش.
أحمد أبو صالح: آه.
أحمد منصور: فمش متخيل إن.. إن
فيه محكمة وممكن الواحد يروح يرفع قضية ضد رئيس الدولة.
أحمد أبو صالح: حقك، لكن مجلس
الدولة بقي يعني.. عين هيئة عليا للقضاء في سورية، وقد أستطيع القول بأنه أعلى من
محكمة التمييز، فمجلس الدولة هو المختص بالقضايا التي ترفع على الدولة أو على رموز
الدولة بالدرجة الأولى، فهذا من اختصاص مجلس الدولة.
أحمد منصور: أيه.. أيه فحوى
القضية اللي رفعتها؟
أحمد أبو صالح: يا سيدي، لأنه
عندما رفضت استقالتي من مجلس قيادة الثورة استمريت حتى شهر تشرين الثاني يعني
نوفمبر/تشرين الثاني، وأنا أتقاضى..
أحمد منصور: 63.. 64.
أحمد أبو صالح: نعم، وأنا مستمر
بتقاضى مخصصاتي..
أحمد منصور: لكن كنت بتحضر
الاجتماعات؟
أحمد أبو صالح: أحيانا.. أحيانا،
وإذ في يوم من الأيام ذهبت لقبض مخصصاتي كعضو مجلس قيادة ثورة، قيل لي من قبل
المحاسبة في المجلس النيابي إنه مع الأسف الشديد جاءنا بلاغ بأنه قبلت استقالتك من
مجلس قيادة الثورة، اتصلت بأمين الحافظ كيف تقبل استقالتي وأنتم الذين رفضتموها؟
قال لي: يا أبو طموح، تعال يا أخي احضر ما فيه مشكلة وما أني عرفان شو هادولا بها
المعنى العكاريت بيمرروا علي القراروأنا باوقعه، والله ما انتبهت يا أبو طموح وإلى
آخره.. نحنا أخوة ما هي في حاجة تروح تقيم علي دعوى.
أحمد منصور: تعال ما هي عزبة
يعني.. ما فيش..
أحمد أبو صالح: وتبهدلني أمام
المحاكم، وتحكي علي وكذا لأنه.. لأنه استدعاء الدعوى يعني فيه هجوم صارخ عليه وعلى
الناس المحيطين به، لأنه هاي عصابة هاي.. يعني هاي ما هي دولة، هادول أناس ما
بيملكوا حق يعني حكم بلد مثل سورية، فحكيت كلام كتير في الاستدعاء ده، والغرض لم
يكن العودة إلى مجلس قيادة الثورة بقدر ما..
أحمد منصور: أنت محامي بقى و..
أحمد أبو صالح: وكان معي زميل
شاركني استدعاء الدعوى والتحدث هو الأستاذ عارف جزماتي.
أحمد منصور: دافعك كان دافع تحدي
وانتقام أكثر منه دافع..
أحمد أبو صالح: وإثبات على أنه ما
بيجوز الاستمرار بهذا الشكل، يعني الاستخفاف أنا عضو مجلس قيادة ثورة، أنا من
الذين شاركوا في التهيئة لـ8 آذار، أنا أقدم من كثيرين منهم بالحزب، أنا أحمل
شهادات عالية، اجيد لغات، كيف بها البساطة أصرف من مجلس قيادة الثورة دون أن أتقدم
بطلب استقالة، ذلك السبب إنه النصيرية الموجودة بدهم يتخلصوا مني بأي ثمن.
أحمد منصور: إشمعنى أنت؟
أحمد أبو صالح: لأنه قلت لك أنا
كنت.. كانت علاقتي كبيرة وطيدة جدا في عدد كبير من الضباط السنة الذين اكتشفوا
الحقيقة بعد أيام من 8 آذار بأنه هناك نفس طائفي وكانوا في جبهة العقيد محمد شريف
سعود كان يبعث بتقارير لأمين الحافظ بأن هؤلاء ليسوا بعثيين، ليه؟ لأنهم ما كانوا
يدرسوا المنطلقات للحزب، وإنما كانوا يحكوا بالهفت الشريف (كتاب ينسب إلى جعفر
الصادق) وبنهج البلاغة وبالجفر (كتاب ينسب
إلى علي بن أبي طالب) وبأشياء كثيرة يعني منسوبة لعلي بن أبي طالب.
أحمد منصور: أنت كنت بتطلع على
هذه التقارير؟
أحمد أبو صالح: لأ، أنا مؤخرا من
العقيد محمد شريف سعود حكى لي، أنا أمين الحافظ لم يطلعني على هذه التقارير.
أحمد منصور: أمين الحافظ كان
بيحفظ هذه الأشياء ويوقع من..
أحمد أبو صالح: أمين الحافظ كان
يحفظ هذه الأشياء حتى انفجر مرة واحدة وبدأ يتحدث بالطائفية أكثر من أي إنسان آخر.
أحمد منصور: متى هذا؟
أحمد أبو صالح: يعني هاي قبل
الإطاحة به، لأنه عندها نشب خلاف بينه وبصراحة وبين العلويين بين النصيرية محمد
عمران اللي كان يحاول بكل الوسائل يكون طرف مستقل عن الآخرين، وهذا غير صحيح.
أحمد منصور: عبد الناصر كان قلق
من هذا، وتحدث أمين الحافظ معي في شهادته إن إزاي عبد الناصر تحدث مع محمد عمران
أثناء مؤتمر القمة لما جلسوا.. تحدث في هذه القضية تحديا، وكان فيه قلق دائم
ومستمر بين أمين الحافظ وبين محمد عمران.
أحمد أبو صالح: هذا صحيح، وكنا
نحاول بكل الوسائل عندما نسأل عن ذلك أن نقول هذا غير صحيح، ما فيه أي خلاف، في
الحقيقة كان خلاف..
أحمد منصور: زي عملية التدليس الي
بتم دائما على الشعوب وعلى وسائل الإعلام.
أحمد أبو صالح: لا مع.. مع الأسف
الشديد، فأقمت الدعوى أنا..
أحمد منصور: لكن كان.. كان في نفس
الوقت أمين الحافظ كان بيطمئن جدا لحافظ الأسد.
أحمد أبو صالح: لحافظ الأسد؟
أحمد منصور: آه، وظل مطمئن له إلى
الانقلاب الي قام عليه إن كان مطمئن إن حافظ الأسد قائد الطيران سيكون معه ضد
الآخرين.
أحمد أبو صالح: لأ، والسبب كما
ذكرت إنه صلاح جديد هو مسؤول شؤون الضباط قبل أن يكون رئيسا للأركان..
أحمد منصور: ده (باتريك سيل) طبعا
مصدري باتريك سيل في..
أحمد أبو صالح: نعم.
أحمد منصور: مصدري في هذا هو
باتريك سيل.
أحمد أبو صالح: لأ، وأنا باعرف
أشياء نحنا اللي سميناه مسؤول شؤون الضباط وبعدين صار رئيس أركان، فكانت.. كل شؤون
الجيش كلها بإيده تقريبا، كل الأشياء اللي نحنا ما بنعرفها هو بيعرفها، أمين
الحافظ أدرك ذلك على أنه معظم الخيوط للجيش العربي السوري أصبحت في ايد صلاح جديد،
محمد عمران كان بيسميه لواص يعني بيقيم علاقات بكل الجهات للتمويه وللخداع وللغش،
يعني صراحة - بين قوسين - كنا في السجن فحاول إقناعي بشتى الوسائل أن نهرب أنا
ومحمد عمران أنا وإياه، فسألته وأين نذهب؟ قال: إلى القاهرة، قلت له: كيف نذهب إلى
القاهرة وأنت بالأمس القريب يعني اعترفت بأنك داسس محمد نبهان في صفوف الناصريين
اللي انذبحوا بـ18 تموز، كيف ممكن أنت توصل للقاهرة؟ تبين لي مع الأسف شيء إنه كان
ممكن تكون مؤامرة علي إنه أنا وقت اللي بدي أنزل على الحبل وإلى آخره، وإنه هو مهيء
عناصر، بيطلقوا علي النار وباسقط أنا على أساس والله واحد كان في..
أحمد منصور: سآتي لفترة السجن،
قلت لي كنت بتتكلم لغات، أنت بتتقن أي اللغات؟
أحمد أبو صالح: أنا طبعا في الأصل
فرنسي، ودرست في بلجيكا باللغة الفرنسية، وفي ألمانيا الحزب الشيوعي طلب مني أن
أقدم بحث دكتوراه بيتعلق بالحياد الإيجابي وعدم الانحياز، فعلموني اللغة الألمانية
خصصوا لي أستاذة إلي ولزوجتي بروفيسور ياباني تعلمنا اللغة الألمانية، فتعلمت
اللغة الألمانية.
أحمد منصور: صحيح عرض عليك من
خلال هذا أن تكون وزير للخارجية في فترة الثورة هذه أو انقلاب 63؟
أحمد أبو صالح: يا سيدي، الأستاذ
ميشيل عفلق بسبب معرفته بأنه أنا يعني عشت فترة بأوروبا وأجيد عدة لغات فرشحني لأن
أكون وزيرا للخارجية قبل أن يطلع على إنه أنا شخصيا يعني لي موقف حدي من موضوع
يعني منطلقات الحزب وإلى آخره، رشحني لأن اكون وزيرا للخارجية، فإجابتي كانت بأنني
لا أصلح لأن أكون وزيرا للخارجية، لأنه لست منسجما تمام الانسجام مع.. مع سياستنا
فكيف ممكن..
أحمد منصور: سياسة الحزب نفسها..
أحمد أبو صالح: سياسة الحزب طبعا،
فكيف ممكن أنا أروح يعني أكلف الوزراء بالدفاع عن أشياء أني ما أني قانع فيها أو..
أو إلى آخره، فأنا قلت لهم أنا بافضل يعني ما أكون وزير..
أحمد منصور: نعود إلى ما بينك
وبين أمين الحافظ.
أحمد أبو صالح: فأقمت الدعوى أنا
واستمرت الدعوى وفي كل مرة آتي فيها إلى دمشق كان أمين الحافظ يتصل فينا هو أو
زوجته على فندق السفراء ويترجوني إنه أعمل له زيارة حتى قابلته في إحدى المرات،
كان جالسا في الطابق العلوي ويعني عمال يأكل ويشرب وإلى آخره، فعاتبني إنه ليش يا
أبو طموح ما نحنا إخوة وإلى آخره يعني بتفضحني بتبهدلني كذا..
أحمد منصور: أنت كنت يعني عضو
اليمين بتاعه، دائما تجلس على اليمين.
أحمد أبو صالح: أجلس على اليمين
بس أنا ما أني اليمين بتاعه لا.. لا.
أحمد منصور: لأنه كان صلاح جديد.
أحمد أبو صالح: لا يعني أنا
بصراحة وبتواضع باقول لك أنا معتبر نفسي أهم منه على كافة الأصعدة مع الأسف يعني
بيجوز يكون هذا فيه مبالغة بس هيك أنا حتى هذه اللحظة..
أحمد منصور: صلاح جديد كان
الياوران اليمين.
أحمد أبو صالح: كان.. أيه كان
الياوران اليسار.. كان ياوران..
أحمد منصور: اليسار.. مين كان
اليمين؟
أحمد أبو صالح: أنا، إذا مصر على
كلمة ياوران..
أحمد منصور: ما أنت كبير الياوران
اللي شد ايدك..
أحمد أبو صالح: فليكن.. يا سيدي،
فأمين الحافظ روحت لعنده زرته شوفته قاعد حاطط الفروة وقاعد على الأرض ومتكئ على
هيك كرسي، يعني وجلابية لابس، أخذت جانبه أنا شاركته الأكل والشرب وكذا، وإذ
بالمرافق مصطفى العيسى هذا أحد الذين شاركوا في 8 آذار ضابط هو من جهاز حلب من..
ابن إحدى العشائر هناك يعني أبوه معروف الشيخ جميل، إجا قال له: سيدي، الدكتور نور
الين تحت بده إياك، قال له: خليه يتفضل، نزل طلع مرة أخرى قال له سيدي يريد يشوفك
على انفراد، أمين الحافظ قال له شو فيه.. شو على انفراد يأخ أبو طموح قال له: أصلا
لما قلت له أبو طموح فوق أصر إنه يشوفك على انفراد، قلت روح أبو عبده شوف شو عليه
معلش، ونزل أبو عبده ما غاب هي فترة قصيرة ورجع عم يرجف أيه ها الكذا وكلام قاسي
وبذئ عم بيحكي، خير إنشاء الله؟ قال لي: هاي الكذا يا أخي جاي عم بيقول لي إنه
انتبه سيادة الفريق لأنه صلاح جديد وحافظ الأسد وها المجموعة الطائفية عم يتآمروا
عليك، فشايف الابن الكذا ما هو إيده للأبط واللي ايده للأبط هو معاهم، فهو عم
بيحاول يعني إذا ما انتصروا علي بيكون بلغني وإذا انتصروا علي بيكون هو معاهم.
أحمد منصور: كان هو وزير داخلية
نور الدين في ذلك الوقت.
أحمد أبو صالح: نور الدين في ها
الوقت أيه كان وزير الداخلية بالضبط نعم، واستمرينا بالدعوى لحين ما اعتقلنا أنا
وأمين الحافظ ورحنا السجن.
أحمد منصور: طبعا ده لما سقط..
لكن خلصت.. خلصت على أيه القصة أنت بعد الآن ما أقمت الدعوى في نهاية 64 لم يعد لك
علاقة بالحكم لحد ما رحت السجن؟
أحمد أبو صالح: رحت لأ، رحت أنا
وآخرين وكنا فعلا من قبل إقامة الدعوى من وقت ما يعني أنا في الحقيقة ما عدت أشارك
جديا بمجلس قيادة الثورة قبل قبول استقالتي المزعومة، أنا ها إلى يعني مجموعة مو
إلي طبعا علاقتي وطيدة بمجموعة من العسكريين ومجموعة من.. من..
أحمد منصور: بقيت علاقتك..
أحمد أبو صالح: ما أنا حزب البعث
العربي الاشتراكي اليساري حزب مستقل عن حزب.. وهذاك بنقول هادوليك ما إلهم علاقة..
أحمد منصور: يعني حزب..
أحمد أبو صالح: في الحزب لأنه
خالفوا النظام الداخلي وإلى آخره، لذلك الحزب..
أحمد منصور: أقدر أقول دورك
السياسي كان فاضل مستمر في تلك الفترة رغم أنك كنت استقلت من مجلس الوزراء، ومن
القيادة القطرية هم شالوك منها..
أحمد أبو صالح: شالوني نعم.
أحمد منصور: بعدين حتى هم أقالوك
من مجلس قيادة الثورة.
أحمد أبو صالح: مجلس قيادة
الثورة.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق