الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-05

الشعب السوري على مائدة اللئام - بقلم: علي الأمين السويد


يبدو أن الدب الروسي قد وجد ضحيته أخيراً في سورية لجهة استخدامها في محاولة إعادة وجوده على الساحة الدولية بعدما انفردت بها الولايات المتحدة الأمريكية  لقرابة العقدين  دون منازعة من أحد يذكر. و سبب وقوع الاختيار على سورية هو كونها بلد صغير و ضعيف، و محاصر بتهم رعاية الإرهاب غربياً، و مبتلى بالسيطرة الأجنبية الكونية المتمثلة بوجود الأسد في سدة السلطة قهراً و استبداداً.

والأسد هذا موجود فقط  ليغذي  الحركات الإرهابية كحزب الله الايرالبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تنفذ سياسة إيران في هذه المنطقة  من العالم، وهي – إيران التي تستخدم أحابيلها كأوراق ضغط تمرر بها أوراقاً أخرى أقل ما يقال عنها أنها أوراق إيرانية صرفة.  والأهم  من هذا و ذاك أن هذا البلد مبتلى بآل الأسد و هم  طغمة إرهابية تحاول أن تثبت وجودها الحصري بقتل أبناء الشعب صغاراً كانوا أم كباراً.


و من الواضح أن هذه الابتلاءات جعلت من معاناة شعب سورية خارج الاهتمامات الدولية لأكثر من تسعة اشهر مما سمح للإرهابي بشار الأسد أن يبطش بالشعب السوري بطش الكلب المسعور بفريسته.

ابتلاءات سرطانية يضاف إليها تنكر مخجل لمعاناة الشعب السوري من قبل معظم دول العالم  جعل شبيحة النظام الروسي يعيشون  أحلام يقظة مدوية، و هم يعتقدون أنهم قد حققوا نصراً مؤزراً على خصومهم . غير أن هذا النصر الرخيص الذي تم تحصيله  هو نصر ممزوج بدم الشهداء السوريين صنعته روسيا لتستثمره خارجياً مع أقرانها  في قتل الشعوب كأمريكا و إسرائيل.

 ولكن هل تلام روسيا لوحدها على هذا الدفاع الحقير عن الإرهابي بشار الأسد؟ طبعا لا، فأمريكا و روسيا تتبادلان الأدوار في مسرحية إطلاق تصريحات الشجب، والاستنكار، والوعيد، والدعوات للإصلاح، والتنحي الكاذب، والتصريحات الملغومة، بينما تجلس أوروبا تبتسم للجميع ابتسامات رضا عن كل شيء.

غير أن روسيا ارتضت لنفسها أن تلبس قلنسوة الغباء السياسي، و الذي لا يكاد يخرج صاحبها من مكيدة حتى يسقط في أخرى، و هذه المرة جعلها سقوطها تكشف عدائها للشعب أو عدم مبالاتها واستهتارها بقيمة الشعب السوري بشكل فاضح، هذا الشعب الذي أسقط متظاهروه العوالم العربية و الإسلامية و الشرقية و الغربية، بل أسقط العالم كله من حساباته، و اتجه بصدوره العارية يطلب الحرية، و لا يريد إلا وضع بشار الأسد و نظامه على الخازوق شاء من شاء و أبى من أبى.

و غير وقوع روسيا المفيد للشعب السوري و المؤلم  له بآن معاً  فريسة لغبائها، فقد ثبت  أنها لا تنظر إلى سورية كحليف استراتيجي أو اقتصادي  بمعنى الكلمة، أو  كحليف ذا أهمية محورية  حقيقةً لجهة اصطفافها الغاشم خلف جرائم الإرهابي بشار الأسد، وإنما تنظر إليه على أساس أنه ورقة تافهة – و هي نظرة في محلها - يمكن تحصيل بعض المصالح من هنا أو هناك جرّاء اللعب بها  حتى ولو كانت على حساب فيضان دم الشعب السوري، فدماء العرب غير ذات قيمة، ودماء السوريين أقل قيمة من دماء بعض العرب خصوصاً أنها لا تحوي كريات النفط في تكوينها.

غير أن الذين تفاوضهم روسيا و تناورهم لتحصيل بعضاً من مصالحها عبر الورقة السورية لا يعتقدون أن سورية أو شعبها يستحقان تقديم أية تنازلات لروسيا كرمى لحقن الدم السوري، وهي – الدول الغربية لن ترضخ  للدب الروسي عبر هذا الجانب البعيد عن اهتمامات دول حلف الناتو،  وهذا ما يفسر التراخي الغربي، أو العجز العربي، أو إن شئتم أمام حسم الأمور باتجاه ما يصرحون به بكرة وأصيلاً.

لقد أدرك  ووعى الشعب السوري هذه الألاعيب العالمية القذرة، وحسم أمره منذ أمد بعيد، وصار يحدد و يصنف دول العالم كافة حسب معيار واحد لا غير يتمثل بمقولة "من هو الأقل ضرراً للشعب السوري من بين دول العالم ليتخذه الشعب حليفاً."

أما بالنسبة لروسيا، فما هو المطلوب أكثر من أن ترسل السلاح والذخيرة إلى الإرهابي بشار الأسد ليقال أنها تقتل الشعب السوري؟ و ما هو المطلوب أكثر من وقوف روسيا سداً منيعاً في وجه أي تحرك ضد الإرهابي بشار الأسد في مجلس الأمن ليقال أن روسيا تقتل الشعب السوري؟ هل المطلوب أن يرسل بوتين و من خلفه ميدفيدف قواتهما إلى سورية لقمع المتظاهرين السلميين؟ ألا يكفي الشعب السوري بلاءً أن ترسل إيران عناصر الباسيج متنكرين في أثواب الحجاج ليقتلوا الشعب السوري، و أن برسل الإرهابي حسن نصر الله شبيحته لقنص المتظاهرين؟

فليعلم العالم أن الشعب السوري قد قرر تطهير الجمهورية العربية السورية من رجس إرهاب بشار الأسد و نظامه، و قطع أيادي الإرهابيين أحمدي نجاد و حسن نصر الله الفارسي دفعة واحدة، سواء كان ذلك ضد رغبة ربع العالم، أو نصف العالم، أو ثلاثة أرباع العالم، أو العالم بأسره.

علي الأمين السويد – الحوار المتمدن – كلنا شركاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق