الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-04

حرب الإبادة بحق الشعب السوري دخلت طور الإبادة الشاملة ومجزرة مجلس الأمن


ثلاثمائة شهيد وخمسمائة جريح الى لحظة كتابة هذه السطور سقطوا خلال ساعات هذا اليوم، إثر قصف عشوائي على مدينة إبن الوليد، والمتزامن مع تصويت مجلس الأمن على القرار المُدين لنظام عصابات آل الأسد، أربعمائة إنسان من بني آدم، ومجازر مُستمرة بحق الإنسانية جمعاء وبحق الأديان وبحق الضمير العالمي، واستهتار كبير بكل القيم والمبادئ والدساتير، أشلاء إنسانية، أرجل وأيدي وأقدام ورؤوس تطايرت وأحشاء تُتناثر، ودماء تتطاير تصبغ الأرض والجدران باللون الأحمر، لبشر آمنون أبرياء، أطفال ونساء وشيوخ وشباب بعمر الزهور، يجري كل هذا في هذه اللحظات


ولازال القتل مُستمراً، وقد سبقتها الأيام الماضية برصيد يومي الى المئة شهيد، لانستطيع أن نُسميها إلا حرب إبادة،، ومجلس الأمن يترنج يتآمر يترامى بكرة الشعب عسى أن ينجح النظام في وأد الثورة، ولو مسح وأزال الشعب بأكمله، والعرب والمسلمون نائمون غارقون في ملذاتهم، وشعبنا السوري يُقتل على مذابح منصات آل الأسد، فماذا انتم فاعلون يا ايها العالم الصامت الأخرس، ويحكم من الله وصيحات المآذن في المدن تستغيث ربها، وتطلب العون من إخوة الدين والعقيدة واللغة والقوميات المشتركة والعرق والجنس،ولاتجد من مُغيث
لم تعد تخفي عصابات آل الأسد جرائمها وبشاعتها ودمويتها، فهي تتحدث اليوم جهاراً نهاراً عن إبادة الشعب دون أن تُبالي لأحد، بدعوى أن الشعب خولها زوراً وبهتاناً بالحسم الأمني، وكأنها لم تحاول على مدار إحدى عشر شهراً وهي تفشل، بل الاحتجاجات والثورة يزداد أوارها، ولكن تلك العصابات اليوم قد قررت في حرب الإبادة منحاً آخر، وهو طور الأرض المحروقة، بمن عليها من الإنسان والنبات والحيوان، وحتى محي ملامح المدن والأبنية عن بكرة أبيها، ويأتي هذا القرار الخطير الذي حذرنا منه مُسبقاً، لكون النظام يعيش آخر أيامه وفي حالة هستيرية، وهو يُقدم على عمل بربري همجي ليس له مثيل، وهو يقوم به في هذه الأيام بدعم روسي إيراني وأدواتهم القاتلة، وأكبر من أن يتوقعه إنسان، ليذكرنا بجريمته الكبرى بمذبحة حماة، التي تجاهلها العالم حينها، والتي دمّر فيها المدينة عن بكرة أبيها وفوق ساكنيها، سقط خلالها مايزيد عن الأربعين ألف شهيد، وأضعاف أضعافهم من الجرحى والمهجرين، ماعدا التنكيل والتمثيل بكل مارأوه حياً، وهدم المساجد والصوامع والبيوت فوق سكاكينيها، بما سُميت بمذبحة العصر، واليوم تُقدم هذه العصابات نفسها على مذابح شبيهة ليست في حماة وحدها، بل في كل المدن السورية، ليكون التحرك الدولي بطيئاً ومميتاً ومتآمراً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، لأناشد قادة العرب والعالم لسرعة التحرك في نجدة أهلهم في سورية، وأناشد أهلنا في الخليج العربي الأكثر تضامنا مع شعبنا بسرعة المساعدة والدعم المادي واللوجستي وكل مايُعين الشعب للتصدي لقاتليه، لأنكم الأمل بعد الله سبحانه لما حباكم الله من العطاء والمكانة، بأن يكون انقاذ هذا الشعب على أياديكم، وأناشد دول الجوار بعدما أطبق هذا السفاح البلاد وأغلقها وصار يقتل بلا حساب، لترتفع الحصيلة اليومية لعدد القتلى أمام صمت العالم، وبما يراه أمامه من القصف العشوائي الذي لايُميز بين شيخ وطفل، أو إمرأة أو شاب بعمر الزهور، ماعدا حرمان البلدات والمدن عن الطعام والشراب والدواء والمستلزمات الضرورية كالماء والكهرباء والغاز والمازوت من أجل التدفئة

كما وأناشد أهلنا في حلب الشهباء مدينتي الحبيبة التي بدأت تنتفض بفخار، والتي فقدت اليوم العشرات من الشهداء أن تزيد الخروج، وان تهب هبّة رجل واحد، ودمشق بمزيد من التحرك والخروج الى الشارع مهما بلغت التضحيات تضامناً مع أهلنا في حمص وحماة ودرعا وريف دمشق وإدلب وكل المدن والبلدات السورية، وأناشد أهلنا ممن هم تحت خيمة الجيش القاتل، بأن ينشقوا عن معسكراتهم، ويقوموا على قتل قياداتهم القاتلة، أو أخذهم أسرى، وخاصة إذا علمنا طريقة الانقلابات العسكرية، إذ تبدأ بالتمرد الأول الجسور، ثم سرعان ماتنتقل من ثكنة الى أخرى، ومن مدينة إلى أخرى، ولكننا اليوم في عمل أسمى، وهو ثورة الشعب البطل، وبالتالي ستكون الاستجابة أسرع مما لايتوقعه نظام الإجرام، وخاصة وأن الانشقاقات صارت حقيقة، لأكثر من عشرة ألاف مجند وضابط، أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم في حمص وريق دمشق وادلب ودرعا وباقي المدن السورية، وإنها لخطوة والله لو أقدم عليها بقية الأشاوس، فإنها ستكتب نهاية هذا النظام المارق، وكما أتمنى على قيادة الجيش المنشق بإصدار العفو العام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ معين، يجعل الطريق مُمهد لمن غُرر بهم، وهي فرصة للإقلال من سفك الدماء، لأن النظام هو بحكم الساقط والمنتهي الى المذبل والقمامات، والسعيد من لحق بنفسه، ومشى مع درب الأحرار، والشقي البائس الذي لم يقرأ نهاية وسقوط النظام، الذي سيفر في يوم من الأيام، ويترك كلابه نهشاً لجرائمهم، وإنها لثورة حتى النصر، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم، وكُلنا معك ياحمص يا أم الفداء
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com عضو مؤسس لهيئة الدفاع عن الثورة السورية
 كاتب وباحث معارض سوري مستقل ، نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر
هاتف 00201517979375  و  01124687800  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق