الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-04

استلمنا أول سفارة وعقبال ما نستلم قصر الشعب بقلم: د. حسان الحموي


بالرغم من الألم والأسى الذي يعتصرني، وحزني الشديد على الدماء المسالة، من قبل أعتى مجرم في القرن الواحد والعشرون، وبالرغم من توقع الكثيرين من المحللين السياسيين والمتابعين وخاصة من السوريين أمثالي الذين عاصروا جريمة العصر في حماة 1982، ومعايشتهم جرائم الجزار الأب، فقد كانت جرائم أمس ما هي إلا فقرة من مسلسل الجرائم التي قام بها ذلك المجرم.


لقد أفقدتني هذه الجريمة توازني حتى أنني لم أستطع الخلود للنوم حتى هذه اللحظة، وأذهلني تعامل الاعلام الخارجي مع مشهد الدماء وهم يوردون خبر المجازر الحاصلة على استحياء، فتارة لا يصدقون الأخبار الآتية من الداخل السوري، وتارة يشككون في مصداقية الخبر، ويحاولون الحصول على تفاصيل تافهة ؛ لا تغني ولا تسمن من جوع، و الموقف المبكي المضحك ذاك التصرف الذي ابدته مذيعة قناة الجزيرة عندما سالت خال ابو صلاح، هل مازال القصف حتى هذه اللحظة، وهي تسمع أصوات التفجيرات تعم الأرجاء، فلا تتمالك نفسها وتقول يبدوا أنهم ردوا على سؤالي وهذا هو جوابهم، وتستمر في توجيه السؤال نفسه للثائر، وهو يصيح ويصرخ بعد أن فقد صوابه من هول الكارثة .

لكن ضمن كل هذه العتمة الليلية، ينبثق فجر قريب بإذن الله، وتبدأ سلسلة طرد السفراء واستلام السفارات من قبل المعارضة، حيث كانت أول سفارة يستلمها السوريين هي سفارة سورية في ليبيا، ولنبدأ بتسجيل هذا التاريخ ( السبت في 4/2/2012م )، وطبعا كان سبقه خبر طرد السفير السوري في تونس وان شاء الله تفرط مسبحة طرد السفراء السوريين الموالين للطاغية، ويبدأ الاعتراف الدولي بالشعب السوري الوليد .

طبعا مع انتظار لقرار من مجلس الأمن والذي أتوقع أن تمتنع روسيا عن التصويت، ليمر القرار بعد أن عجزت عن الوقوف أمامه بالفيتو، وتصريحات لافروف اليوم، بأن إذا صوت مجلس الأمن مع القرار بدون تعديله وفق الرؤية الروسية، فسوف تكون فضيحة دولية، أي أن المجتمع الدولي سوف يذهب الى كارثة جديدة على النمط الليبي، وهذا ما ترفضه روسيا حسب ادعاءها .

وليكون هذا اليوم الدامي، بداية لمرحلة جديدة من النضال الثوري، والتي سوف توصلنا بنهاية المطاف الى نيل الاستقلال عن الحكم الأسدي البغيض، واستلام مفاتيح قصر الشعب بإذن الله تعالى.  
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق