بالأمس غالبية السوريين أصابهم الذهول عندما تابعوا عملية
تبادل (الاسرى الايرانيين والسوريين) بين الجيش الحر والعصابة الاسدية، في سابقة تاريخية
لم يعرفها تاريخ البشرية على مر العصور!.
ففي اللحظة التي تخلت العصابة الأسدية عن سوريتها ودخلت
في دائرة الطائفية الضيقة كان نتيجة ذلك أن الاسير الايراني يعادل (42) سجينا
سوريا، و الأمر الأكثر غرابة أن الرئيس الذي كان يدافع عن شرعيته كرئيس للدولة
السورية في اوبرا الصابون والذي بحث كثيرا بين الفقاعات عن شريك يحاوره ولكنه لم يجد؛ لأنه
كان يبحث عن شريك ايراني على الاراضي السورية من السوريين الحقيقيين !.
هذا الرئيس نفسه
كان يبادل المواطنين السوريين بالأسرى الايرانيين من الحرس الثوري الايراني على
الاراضي السورية؛ و للأسف الشديد برعاية دولية، هذه العقلانية التي ظهرت فجأة على
المجتمع الدولي وهم يضفُون الشرعية الزائفة على هذا المجرم الطائفي الذي أسر سورية
كلها من أجل كرسيّه !.
و هذا المجتمع الدولي
الغائب الغافل عن كل ما يجري على الساحة السورية ، يحاول أن يتقبل صورة تبادل رئيس
دولة عاقل ومتزن يدعي أنه يمثل ابناء شعبه مع مرتزقة دخلوا بلاده لقتل هذا الشعب .
في اتفاقية هي الأقذر في التاريخ والأشد إيلاماً
للسوريين المخدوعين على مدى عقود خمسة مضت بنظام ممانع ومقاوم ...
هذا النظام الذي
يبادل 2130 معتقل سوري مدني بينهم (76 امرأة) مقابل 48 ايراني...
هذا النظام الذي لم يبادل هؤلاء المعتقلين السوريين مع عناصر
من جيشه النظامي؟.
ولا حتى مع عناصر من شبيحته أو من الأقلية المخدوعة
والتي تظن أن هذا المجرم يمثلها ويمثل أملها في بناء دولتها المستقبلية ، هذه الفئة
التي جعلت من أجسادها مطية لكرسي سلطته!.
لكن الأمر المحزن للجميع والذي ظهر خلال عملية التبادل أن
الدم الإيراني أعز وأشرف من الدم السوري بالنسبة لنظام يدّعي المقاومة (مقاومة شعبه)!.
اليوم وبإطلاق
الرهائن العسكريين الايرانيين مقابل سوريين اثبت الأسد انه قد تخلى عن سوريته و
جنح كليا لطائفيته الايرانية الضيقة طمعا في ايجاد البديل في الدفاع عن كرسي حكمه في
الأيام القادمة...
الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي تداولت أمس أن هناك الكثير
من شبيحة الأسد أسرى لدى الجيش السوري الحر، والذين رهنوا مصيرهم لحماية العصابة
الاسدية و لم يتم تبادلهم أو حتى التفاوض عليهم!!! .
فهل عرف هذا الشبيح الوضيع؛ مدى قيمته عند زعيم التشبيح
العالمي؟ ، وهل سأل نفسه لماذا هو مستمر في خدمة مجرم لا يبالي ابدا بمصيره ولن يسأل عنه أبداً ؟!!!!.
اليوم بعد هذه الواقعة شعرت انني امتلك الجرأة لأقول
الحقيقة للسوريين بأن الأسد لم يعد رئيسهم ، وإن خطابه الأخير كان موجها لطائفته،
وهم الذين يدينون له بالولاء لا لسورية ارضا وشعبا وانما لكرسي حكمه فقط .
وهذا الأمر كان باديا للجميع سواء لمعارضة الخارج أو
لمعارضة الداخل أو حتى للإبراهيمي الذي وصف خطة الأسد التي ينشدها من أجل إعادة الاستقرار
والأمن في سوريا بـ"الطائفية".
ووصف خطاب بشار الأسد الأخير بـ"الطائفي والاحادي الجانب"
و"الفرصة الضائعة" لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن الأسد كرّر مواقف سابقة
لم تظهر نجاعتها في حل الأزمة.
لكن من خلال قراءة بسيطة للواقع نستطيع أن ندرك أن عملية
التبادل هذه جاءت في بادرة رد الجميل لإيران ، التي قالت صحيفة أمريكية أن إيران تجند
الآلاف من مقاتلي حزب الله للدفاع عن مقار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت صحيفة "وورلد تريبيون" فى تقريرها الذى بثته
عبر موقعها الإلكتروني أمس الأربعاء، أن قوات الحرس الجمهوري الإيرانية نشرت الآلاف
من مقاتلي حزب الله لقتال الثوار السنة فى ضواحي دمشق.
وأضافت الصحيفة أن وحدات حزب الله تعمل مع قوات الحرس الجمهوري
الإيرانى والجيش السوري في القتال الدائر ضد الجيش السوري الحر والكتائب المقاتلة في
ضواحي العاصمة السورية دمشق..
ونحن نقول أن الهدف من هذه الحادثة ربما دخول الأسد موسوعة
جنس بأنه أول نظام في العالم منذ تأسيس الانظمة والدول ولغاية هذه اللحظة يقوم بتبادل
مواطنيه ليخرج مواطنين من دولة اخرى من الأسر!.
لكن الأمر الغير مفهوم أن مئات الطيارين والعقداء والعمداء
الاسرى من العلويين، وغيرهم الكثير من الضباط والجنود لدى الجيش السوري الحر من الذين
كانوا يخدمون لدى العصابة الأسدية تحت اسم حماة الديار ؛ ولم يقبل ان يتفاوض عليهم
زعيم العصابة الأسدية ولو بأي ثمن ....لانهم أرخص من أي عنصر إيراني.
فزعيم العصابة الأسدية ينظر إلى ما خلف الرهائن
الايرانيين من دعم ، وينظر لعناصره بأنهم مستهلكون لا يرتجى منهم .
فالولاء فقط لإيران التي سوف تدعم الكرسي، وعلى الطائفيين الأغبياء والموالين الجبناء أن يموتوا
من أجل الحفاظ على كرسيه هذا ؛ بينما هو مستعد
أن يترك الكلاب والذئاب تنهش بجثث قتلاه ولا يكترث حتى بدفن رفاتهم.....
أيضا هذا الحدث سن شرعية جديدة لتحرير المعتقلين السوريين
في سجون الاحتلال الأسدي وهي من خلال مبادلتهم مع عناصر طائفية، في صورة شبيهة بمبادلة الأسرى الفلسطينيين في سجون
الاحتلال الصهيوني ، فهل سيتم تحرير كل ما بقي من اسرى لدى بشار اذا تم اسر جندي اسرائيلي
واحد من قبل الثوار ؟.
اترك الإجابة لكم.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق