أي مجتمع دولي سافل نتكلم عنه، وأي
مسؤولية يتحملها هذا العاهر الأكبر الذي يلهو على انغام وإيقاع الدماء والدمار، لنؤكد
أن هذه الطغمة العالمية المتسلطة على العالم بما يُعرف بمجلس الأمن الإنتهازي وليس
بالفعل الديمقراطي من أوجد التمايزات والفيتو، وإنما نتيجة الطغيان العسكري وميزان
القوّة لا الإقناع، عبر الحروب العالمية التي أزهقت أرواح الملايين من البشرية، تماماً
كما هو حال الإنقلابات العسكرية في بعض الدول العربية ودول العالم، التي أتت بشراذم
بشرية لتتحكم في البلاد والعباد، وكذلك الحال في مجلس الأمن الذي أتى بقساة القلوب،
وعتاة الإنتهازيين الذين نصّبوا أنفسهم شرطياً على ادارة العالم ولم يختارهم أحد، وهم
ليسوا بكفؤ لهذه المهمة أو مؤهلين لذلك، وكان من المفترض من يقوم بهذا الدور أن يكون
لديه الحساسية المفرطة في الشأن الإنساني والأخلاقي والقيمي، وليس كهؤلاء الذين تلفح
وجوههم سمات العهر، وهم لايعدون في غالبيتهم عن كونهم عصابات لاتُلبي حاجات ومتطلبات
شعوبها في التطلع الإنساني والحضاري، وقد مسكوا بالأمور، وظنّوا بأنفسهم التأله استكبار
وعلواً، وهم يتقمصوا في شخصيتين وازدواجية في التعامل، مُستغلين للشعارات البراقة الزائفة،
وهم في داخلهم غول وشياطين الأرض قاطبة، ومادلالة ذلك إلا الفضائح التي نراها على كبار
شخصياتهم، بعدما ارتهنوا انفسهم لمصالحهم الضيقة دون النظر لأبعاد مايفعلون في المنظور
الأخلاقي والقيمي، وسمّوا أنفسهم غروراً بالمجتمع الدولي، وهم ليسوا إلا كمافيات في
مستواها الأخلاقي والقيمي الذي وصلوا اليه، بعدما كلفوا أنفسهم مسئولية الحفاظ على
السلم والأمان الدولي كما زعموا، ومنها مُلاحقة الجريمة والمجرمين الذين يُهددون الانسان
والانسانية، ومن أجل هذا أُنشئ الأنتربول الدولي ـ ولكنهم لم يكونوا إلا تجار حروب
ومصاصي دماء، وصانعي المرتزقة أمثال بشار وأسرته
فأي مُجرمين وسفاحين وقتلة أسوأ من
أسرة آل الأسد التي يتزعمها المعتوه المستأسد حالياً السافل بشار وعصاباته، التي بالأساس
لم تكن هذه الشرذمة , ولاتستطيع أن تحكم سورية لنصف قرن لولا دعم تلك العصابات الدولية
المتصهينة، ولاتستطيع أن ترتكب كل هذه المذابح لولا الضوء الأخضر من تلك الدول التي
تمارس سياسة استنزاف السوريين أرضاً وشعباً لأنهم أرادوا أن يكونوا أحراراً، بعدما
تعوّد هؤلاء أن يسوقوا شعبنا كالعبيد عبر أُجرائهم من عصابات آل الأسد، وبناء على دراسات
أقيمت من أجل إطالة عمر طغمة هذه الطغمة الأسدية بقصد التفتيت وزرع بذور الشقاق وتدمير
الوطن حاضراً ومُستقبلاً لأجل عيون ربيبتهم اسرائيل، متجلياً ذلك بتصريح باراك أوباما
الأرعن الذي تعذر عن توفير الحماية للمدنيين، عبر حظر طيران آل الأسد الذي يُدمر مدننا
ووطننا ببنيته التحتية كي لايكون له أمل ومُستقبل، فكان العقاب بإعطاء النفس والإطالة
من عمره عبر فرص المبادرات السخيفة، وترجمها الأخضر الإبراهيمي مبعوثهم، بأن نقبل بحل
سياسي لايستند الى شرعة ولا عقل أو الجحيم، في تفس الوقت الذي تحجج فيه للتعبير عن
تواطؤ إدارته بصيغة العجز، بأنه لايمكنه تقديم السلاح النوعي للثوار السوريين لمنع
طائرات العدوان الأسدي الإيراني الروسي من أن تُحقق أهدافها عبر التحليق للتدمير، هذا
عدا عن صواريخهم السكودية والفاتح 10 التي تفتك بشعبنا، مُدعياً بأن ذلك يُهدد المصالح
الأمريكية، ويُهدد أمن واستقرار اسرائيل ـ ليكون هذا النزيف وأنهار الدماء كثمن لما
صرح به هذا الأُباما ودوائرة الإستكباراتية
وقد رأينا اليوم أبشع مذبحة في حلب
لطلاب جامعة ذاهبين لتقديم الإمتحان لاحول لهم ولا قوّة ذهب ضحيتها 80 شهيد، ومئات
الجرحى، الذين قُصفوا بالصواريخ الفراغية في عمل جبان أرادته عصابات آل الأسد بغية
تعزيز مكانتها بعد انهيار معنويات شبيحتهم ومرتزقتهم وحاضنتهم، عساهم أن ينجحوا بكسر
إرادة الشعب، ولكن هيهات منّا الذّلة، والخزي والعار لهؤلاء الأنجاس، الذين سنظل نقاتلهم
حتى تحرير سورية من آخر حقير أسدي وشبيح، وآخر مجوسي إيراني أو روسي متواجد على الأرض
السورية، لتلحق بهذا المجتمع الدولي المأفون والمأزوم وصمة العار، وتُطبع على جبينه
المُلطخ بدماء الشعب السوري مُشاركته في كل أعمال القتل التي يُنفذها معتوه سورية بشار
الأحقر، وهو يتنقل يومياً وعلى مدار الساعة من مذبحة لأخرى، فلم يستثني طوابير منتظري
الخبز الطويلة أمام المخابز، الذين اختلطت دماءهم بالعجين مكونة خبزاً مُغمساً بالدماء،
ولم يستثني طوابير منتظري المازوت " الديزل " للتدفئة وهو يحرقهم بصواريخه
وبما وقفوا لأجله للانتظار ساعات فجاء الدفئ من حريق الجثث، ولم يترك الحولة وما ارتكبه
فيها من المذابح، بل طيرانه لم يتوقف عن القتل والتدمير في حمص، والحصوية الوادعة يرتكب
فيها المذابح بالتزامن مع قصفه للمدن السورية، وتقطيعه لآوصال سبع عائلات ثم حرقهم،
ولم يهز ذلك ضمير العالم
واليوم كما ذكرت حتى الطلاب بمن سُمّيت
جامعتهم بالثورة في حلب الشهباء، تحولوا الى أشلاء تطايرت على مساحات واسعة من الحرم
الجامعي ومقاعد الدراسة، ولم يستثني منهم من كان في السكن الجامعي، وهو يُهيء نفسه
للأمتحان، ليأتي الإختبار الهندسي المعماري بدلاً من التسابق على التصاميم المعمارية،
الى رسم صورة ماجرى لهم ولزملائهم، وربما سيرسم لنا من نجا منهم بشاعة ماجرى بدمائهم
الطاهرة، وبشاعة داعمي الوغد بشار، ليتكون بناءً مُرعباً وواضحاً يقرأه حتى الأمّي،
ويكون في الطابق العلوي من الرسم الأمم المُتحدة فوق الجثث والجماجم وآثار التدمير
الهائل في سورية، يعلوه مجلس الأمن ببعض دول وهو يسخر من المجتمع الإنساني والعالم
أجمع، ويقول أنذاله : وهل صدقتم أن هناك مجتمع مدني ؟ نحن لسنا إلا مافيات تُدير الجريمة
الجريمة، ولن يكون لنا من رد كشعب سوري على هذا القول إلا ب :" نحن من خرجنا من
تحت الركام، وصرنا كالجبال الطود الراسية، وفي طريقنا الأخير للخلاص، نحن من سنصنع
المجد، والخزي والعار بما سيوصم به هذا المجتمع الدولي بما فيهم بعض العرب، وخاصة تلك
الدول المتشاطرة مع الموقف الإجرامي الغارق في دم الشعب السوري
وأخيراً : لم ينسى المتصهينين إلا
أن يُسمعونا الصوت النشاز، بمن سمّوا أنفسهم بالهيئة العليا للدولة القبطية التي تتلقى
دعمها من المؤسسات المتصهينة، والتي أصدرت بياناً متباكية على المجرم السفاح بشار الأسد،
وهي من قام مؤخراً بإنتاج الفلم المُسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم والى الدين
الإسلامي، لتستغل إسم الأقباط وهم منهم براء، وهي تدعم هذا السافل بشار، وترى فيما
سماه بيانهم بالمبادرة المثيرة للاشمئزاز، والتي وصفها العالم بالإنفصام عن الواقع
ومحاكاة الذات الدنسة،، ثُم يُقحم مسيحي سورية في ألاعيبيه القذرة، وكأنهم يتبنون مافعله
وزير دفاع آل الأسد داود راجحة، وخلفه فهد الفريج، ويُحملهم أوزار ما ارتكبته عصابات
آل الأسد، وهو يقول عمن ذكرنا بأنهم حافظوا على هيبة الدولة الشرعية برئاسة السفاح
بشار، مُتناسياً براءة المسيحيين في سورية بكل من تلوثت أياديه بدم الشعب السوري، ومتناسياً
مشاركتهم في الثورة وعمل التنسيقيات الخاصة بهم ـ ومتناسياً أن طائرات وقاذفات صواريخ
ودبابات آل الأسد وأُجرائهم راجحة وفريج والصواريخ الإيرانية استهدفت المسيحيين كما
استهدفت المسلمين، وأنّ قذائفهم ليست بالذكية الخارقة لتميز بين أعراق وديانات المجتمع
السوري، فهنيئاً لكم يا آل الأسد بانضمام أوغاد اضافيين لكم، وأنتم من يُقاتل الى صفكم
كنبيل فياض ونضال نعيسة ونزار نيوف المتصهينين، الذين تناولوا عرض نبينا وإسلامنا،
وتطاولوا على الذات الإلهية، ووصفوا العرب بأقبح الأوصاف من الهمجية و...، وكذلك اصطفاف
من استعّر من أصوله وأهله العودات هيثم، الذي اختار أن يكون منّاع، وغيرهم من هذه الحثالات
التي سيأتي اليوم لتحاسب على كل ماتواطئت عليه بحق الشعب السوري، وإن ثورتنا ماضية
في طريقها حتى النصر القريب بإذن الله، وما تلك الأفعال إلا ليصيبونا باليأس، وما يزيدنا
إلا إصراراً على تنظيف البلد من رجس آل الأسد وبني صفيون وصهيون، وآخر جندي وخبير روسي،
والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com، كاتب وباحث معارض سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق