يمتاز الاستعمار (الخارجي) بثلاث
صفات: أنه (واضح) و(مؤلم) و(مقاومته سهلة) وهو في هذا يشبه (الدمل) الخارجي.
ويمتاز الاستبداد (الداخلي) بأنه:
(خفي) و(غير مؤلم) و(مقاومته معقدة) والتخلص منه ممكن في مراحله الأولى ومستحيلة
في وقت لاحق، وهو في هذا يشبه (السرطان).
وكلا المرضين من (الدمل)
و(السرطان) يحتاج للمعالجة. وكلاً من المرضين يعني أن جهاز (المناعة) الداخلي ليس
على ما يرام.
ولكن (الخراج) والداحس ينتج عن
هجوم جرثومي خارجي في ظروف ضعف الجهاز المناعي. أما السرطان فهو تسلل للكود
الوراثي للخلية.
وعندما استأصلت أمريكا (سرطان)
صدام قالت أنها نشرت الديمقراطية والذي تبين أن الطائفية أطلت برأسها مما دفع
فريقا من الناس بالترحم على أيام صدام.
الاحتلال أو الهجوم الخارجي
يستنفر المقاومة في وجه محتل واضح القسمات، أما الاستبداد الداخلي فهو كما يقول
المثل (دود الخل منه وفيه).
ما يحدث في سوريا هو تطبيق عملي
لهذه الفكرة. ومن المعروف في الطب أن عمليات التخلص من السرطان نازفة وواسعة. كما
أن هذه العمليات قد تنتهي بـ (مضاعفات) مفزعة بما فيها حياة المريض. كما أن الطب
يقول أن استئصال السرطان لا يعني نهايته دوما. وهو ما يحدث في سوريا من استئصال
سرطان شرس جدا. لم يكن يتوقع إلا القليل أن الثورة السورية ستكون مكلفة بهذا
الثمن، ولا أزعم لنفسي قراءة الغيب ولكن منذ البداية كنت أكرر سوف تنتصر الثورة
ولكن بكلفة مئات الآلاف من الضحايا ولن يبق حجر على حجر في سوريا ولن تنجو عائلة
من شهيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق