أربعة أشياء
جديدة لفتت نظري أمس الأحد في الخطاب السادس لبشار الأسد بعد انطلاق الثورة
السورية المباركة.
الشيء الأول اعترافه (بزلة لسان) بأنه كان قد قرر استعمال (الحل الأمني) منذ
البداية، وهذا وحده يضمن له الإعدام.
الشيء الثاني تطوير النظام لشعار (الله سورية بشار وبس) إلى شعار (الله بشار والجيش
المغوار)، وهذا يعتبر سابقة خطيرة إذا يدل أن النظام يعترف بأن كل سورية باتت
ضده وبالتالي فقد عاقبها بأن نزعها من على الخريطة (كما فعل وليد المعلم بأوربا
سابقاً) واستبدلها بالجيش الذي يحميه، وبهذا باتت المؤسسة العسكرية-الأمنية هي
وطنه البديل.
الشيء الثالث كان الهتاف في نهاية الخطاب (شبيحة للأبد كرمال عيونك ياأسد) وهو
يدل على قرار النظام ومؤيديه الاعتراف بأنهم عصابة وأنهم، من الآن فصاعداً، لن
يجدوا أنفسهم مضطرين لإخفاء أو تبرير جرائمهم، وذلك على مبدأ المثل الشعبي (أحمض
ماعندكم اطبخوا).
الشيء الرابع والأخير، والذي أعتقد أنه الأهم، فهو تصريحه بأنه (مستعد لسماع نصيحة
الأصدقاء ولكنه سيتصرف بما يراه هو). ويبدو هنا أن النظام يوجه رسالة من جديد
لروسيا التي يستشعر بتغير محتمل في موقفها يجبره على الرحيل بناء على توافق مع
الغرب وخاصة مع أمريكا. وكلنا يعرف بالاجتماع القريب بين خارجيتي روسيا وأمريكا
بحضور الابراهيمي قريباً، فالرجل يذكرهم بتلك العبارة أن (لاتنسوني فأنا لن أذهب
طوعاً). فالعالم (البراغماتي) كله بما فيه
إسرائيل، بات يرى اليوم أن بقاء النظام الأمني في سورية أهم لهم من بقاء رأس
النظام وعصابته، طبعاً ماعدا إيران التي تدفعها سياساتها الطائفية والتوسعية لأن
لاترى أبعد من أنفها.
الملفت
للنظر هنا أن أحداً لايلقي انتباهاً للشعب السوري ولالثورته ولالشهدائه
ولالعذاباته، وهذا مايجعل كافة اللاعبين الدوليين في هذا الموضوع (أضرب) من بعضهم
وسيجعلهم عرضة للانتقام المشروع من الشعب حين ينتصر، كل بقدر ما دلا بدلوه.
***
بقلم: طريف يوسف آغا
كاتب وشاعر عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب الثورة السورية
الاثنين 25 صفر 1434، 7 كانون الثاني، جانيوري 2013
هيوستن / تكساس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق