ميدان التحرير المصري الذي كان
يزخر بنشاطات السوريين لثورتهم المجيدة أيام الثورة المصرية وحكم العسكر نراه
اليوم قد صار غير الميدان، صور للقاتل السفاح بشار رُفعت منذ أسابيع، واليوم نحن
في احتفالية رأس السنة الميلادية، - أمام
الجامعة العربية، على مقربة من ميدان التحرير -حضرها لفيف من الفنانين والرياضيين
السوريين، وثوار ومن أبناء الجالية السورية، رفعوا
خلالها أعلام الثورة السورية وأهازيج ثورية، وشموع أضاءت العتمة حداداً على أرواح
ودماء شهداء سورية الذين
تجاوز عددهم السبعين ألف شهيد بمذابح ومجازر لم يعرفا التاريخ الإنساني بهذه
الوحشية،
ومائة وعشرين ألف معوق إعاقة دائمة، وما يقارب النصف مليون جريح، وستة
ملايين مهجر مابين في الداخل السوري، ومليون خارجه بفعل جرائم آل الأسد منذ بدء
الثورة، وأيضا لتكون هذه الوقفة لتذكير العالم والمجتمع الدولي والإنساني بمأساة
الشعب السوري، إلا أن الأمر أغضب كما قال لنا المهاجمون مسئولي ساحة الميدان
وبأوامر منهم تم اقتحام الاحتفالية لتخريبها بحجة مقتل أحدهم عصر هذا اليوم، وكأن
وجودنا هناك لنُقيم حفلاً غنائياً، أو لنتراقص على الدماء، وكأن رسالتنا غير واضحة
بوجود أطفال ونساء وشباب وشيوخ بحالة حداد، لنؤكد أن ماادعوه حُجّة مُدبرة ومدفوعة
الأجر، وكذلك من ادعوا قتله هو غير صحيح بل هو جريح، هذا عدا عن احتفالات رأيناها
في شوارع القاهرة بمناسبة رأس السنة، بينما كان وجودنا هناك تجمعاً تعبيرياً
ورمزياً، ليُعطي هذا الميدان انطباعاً مؤسفاً، وصفه البعض بالفلولية، وهذا مالم
نكن نتمناه، وقد أعطى هؤلاء رسالة خاطئة، نتمنى على معتصمي التحرير تفسيرها، مما
أدّى ذلك إلى تدخل الجيش لعدم الاحتكاك، وانفضاض مئات السوريين متأسفين لما آل
إليه حال هذا الميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق