لم يكن المواطن العربي يهتم بالأحزاب
السياسية لقناعته بأن الأحزاب الفعالة ما
هي إلا من صنيعة الحكام وقد أنشئت خصيصًا لاستمرارهم
في الحكم حتى انقضاء أجلهم وتوريث الحكم
لذويهم .
وجاءت ثورات الربيع العربي وأسقطت عروش أولئك
الحكام الذين أرادوا من بلادهم مزرعة ينتفع بها المقربون منهم، وبدأ المواطن
العربي في تلك الدول يبحث عن دوره السياسي
في مجتمعه، فتشكلت أحزاب عديدة لتيارات مختلفة، كل حزب منهم يدعو لأفكاره
وأهداف حزبه؛ ليجذب أكبر عدد من مناصريه، وهذا التنوع والتنافس هو في حقيقة الأمر إيجابي؛
لأنه من صميم الديمقراطية الحقيقية التي غابت عن تلك الدول لعقود طويلة.
ومن جملة الأحزاب التي تشكلت الأحزاب الإسلامية، التي لها الثقل الأكبر
في مجتمعنا العربي وقد مرت بتجربة مريرة ومؤسفة في البلاد التي أسقطت أنظمتها
القمعية، فهذه مصر أكبر الدول العربية حينما
تفرقت أحزابها الإسلامية كاد حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين وهو الأكبر
تنظيمًا الخروج من منافسة الرئاسة فينبغي على بقية الأحزاب الإسلامية في جميع
الدول العربية أن تستفيد من هذا الدرس جيدًا (ولاسيما في سوريا فلا يمكن بأي
حال من الأحوال أن يفوز حزب الإخوان المسلمين بمفرده ما لم يتحد مع بقية الأحزاب الإسلامية
نظرًا لغيابه عن الساحة السورية عدة عقود).
فلتتحدوا يا إخوتي فيما بينكم ليكون لكم كلمة
الفصل في الفوز في أي معركة انتخابية قادمة، فنحن جميعًا أصحاب عقيدة واحدة، ولنا هدف
واحد مشترك، هو تحكيم شرع الله، وإن اختلفنا بالكيفية والأسلوب فليكن شعارنا في
المرحلة القادمة: فليعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، ونتعاون
فيما اتفقنا عليه، فأعداء الإسلام يتربصون بكم أكثر من أي وقت مضى لأنهم
أدركوا بأن الأغلبية الساحقة من الشعب هي مع تحكيم شرع الله في بلادنا، واعلموا بأنكم
ستسألون أمام الله وأمام مؤيديكم إن فرطتم بالأمانة التي حملكم إياها الثوار
وأتباعكم .
واعلموا
أن الحزب وسيلة، والغاية هي ترسيخ الإسلام
في وطننا العربي، وتذكروا جميعًا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾،
وغفر الله للقائل:
كونوا
جميعًا يا بَنِيَّ إذا اعتـرى
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا |
|
خطب
ولا تتفرقـــــوا آحادا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا |
نسال
الله العلي القدير أن نكون جميعًا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
ياسر عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق