لم يكد مؤتمر المعارضة السورية ينهي انعقاده في باريس بعد طلب من قادة
الائتلاف الوطني عقد هذا المؤتمر لحث الدول الصديقة للشعب السوري الالتزام
بتعهداتها للائتلاف الوطني، دون أن يفضي إلى أية نتيجة؛ حتى انعقد مؤتمر المانحين
لمساعدة الشعب السوري يوم الأربعاء الثلاثون من كانون الثاني 2013م في دول الكويت
دون أن يتم دعوة الائتلاف الوطني السوري المعترف به ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب
السوري لحضور هذا المؤتمر، وتمثيل كل من روسيا وإيران للأسد،
مما يؤكد أن المنظومة
الإرهابية كانت – هذه المرة– مصرة على إظهار موقفها العلني الواضح المتمثل في إبقاء
الأسد ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، وهو ما تطرق له المؤتمر من حديث عن
مساعدات إنسانية تقدم للمشردين الذين شردتهم آلة قتل المجرم الأسد، دون أي تطرق إلى
الحاجة الماسة التي يحتاجها الشعب السوري وهي السلاح النوعي وعلى رأسه مضاد
الطيران الذي من شأنه أن يقطع يد المجرم بشارون ويمنعه من حصد مزيد من الأرواح، في
دليل واضح ومؤكد على مشاركة هذه المنظومة في القتل، والتي تسعى جهدها إلى إرغام
الشعب السوري إلى الجلوس على طاولة الحوار، أو يكون مصيره الموت المحتم، والثانية
منعها الائتلاف من الحضور حتى تذهب كل تلك المساعدات التي سيتم إرسالها إلى الشعب
السوري عبر الهلال والصليب الأحمر إلى الأسد لتغطية جزء من نفقات الحرب التي يشنها
لإبادة شعبه، ولا ريب أن الأسد قد أظهر امتعاضه لجمع الأموال لمحاربة مسلمي مالي بالعلن،
ولم يفعلوا معه الأمر نفسه في دفع جزء من تكاليف الحرب التي يشنها على مسلمي
سوريا، فكان هذا المؤتمر!!
وبالفعل فقد نجحت المنظومة الإرهابية في فرض هذا الموافقة على الائتلاف
الوطني السوري، حيث أعلن الخطيب في نفس يوم انعقاد المؤتمر بالكويت عن موافقته
الحوار مع ممثلين عن النظام السوري في أي مصر أو تونس أو تركيا، وهو صاحب اللاءات
الأربعة "لا تفاوض مع بشار الأسد، ولا تعويل على مهمة الأخضر الإبراهيمي، ولا
للذهاب إلى طهران أو موسكو، ولا لتولي أي منصب في الحكومة الانتقالية أو
المؤقتة"، مع ملاحظة أن الخطيب قد وصف المجرم الأسد بالنظام السوري في اعتراف
ضمني منه بشرعيته، في وقت اعترفت في كثير من الدول بالائتلاف ممثلاً شرعياً
ووحيداً للشعب السوري؛ مقابل إخراج بعض من السجناء وحصول المعارضة في الخارج عن جوازات
لمدة سنتين تمكنهم من التنقل بكل حرية والسياحة في دول العالم لحين انتهاء الثورة
السورية من تحيق أهدافها أو إنهائها، وعودة معارضة الخارج لتجديد اعترافها بشرعية
الأسد!!
الثورة السورية التي ضحت بستين ألفاً شهيد، ومئات الآلاف من المفقودين
والسجناء والمشردين، كان لها أن تتوقف منذ زمن، لو أنها كانت تريد أن تكتفي بنصف
ثورة، ولما كلفت نفسها هذه الدماء للتخلص من الاحتلال الأسدي لسوريا؛ ولكن هذه
الثورة ماضية دون اهتمام لأبواب الجحيم التي يفتحها المجرم الأسد يومياً بوجههم،
وما تصريحات الخطيب إلا إهانة لهذا الشعب الصامد، واستخفافا بالأرواح التي أزهقت،
وتنازلاً عن الاقتصاص للأعراض التي انتهكت، وعليه إن كان يريد أن يبقى في مجلسه
الذي أجلسه الشعب إياه أن يعتذر لهم، بدل أن يكون الخطيب أول من يعيد للأسد شرعيته
التي أسقطتها عنه دماء الشهداء، والتي تحاول المنظومة الإرهابية إعادة ترميمها حسب
ما ذهب إليه الإبراهيمي بقوله: "إن النظام السوري لا يزال مسيطراً ولكن
شرعيته قد تضررت"!!
احمد النعيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق