أسئلة كثيرة
تراودنا حول مقتل البوطي ومن قتله؟ وشيئاً فشيئاً تتضح الصورة ، نعم الشيخ سعيد رمضان
البوطي كان فتنة ومفتوناً بعصابات آل الأسد ، ولكن الصحيح وبحسب ماجاءني ، بأنه أراد
الانفكاك عنهم ، وكان قد أرسل عائلته ، أو كان على استعداد لإرسالهم إلى خارج الوطن
تمهيداً لخروجه وهذا ما أثار حفيظة العصابة ، ولكونه كان مرصوداً وتحت الرقابة المُشددة
، وكما نعلم جميعاً أن الشيخ لم يكن يوماً مُحتاطاً ، بل كان مُتواكلاً في حراسته على
الأجهزة الأمنية التي أولاها الثقة
وكما جاءنا
بأنّ تصريحات الشيخ الأخيرة لصالح النظام بحسب المصدر ، لم تكن إلا كتمويه لانشقاقه
، وهذا ماشعرت به العصابات الأسدية ، فأرسلت من يستدرجه لتدبير هروبه من البلد فوقع
في فخ الموافقة ، ومن ثُم لتتأكد الصورة لدى استخبارات آل الأسد بنية الشيخ ، لتدبير
قتله في نفس الطريقة التي قُتل فيها ضباط إدارة الأزمة ، الذين حاولوا إيجاد مخرج عبر
إخراج بشار من السلطة والانقلاب عليه لتكون نهايتهم ، بعدما أدركوا صعوبة وأد الثورة،
ونحن لانتوانى على الدوام في إظهار الحق مهما كان مُراً ولو كان على أنفسنا ، ولربما
كنت من أوائل المهاجمين للشيخ البوطي ، ولكن شريط الفيديو اليوم الذي كانت تلتقطه بعض
النسوة من الأعلى كما جرت العادة في مصليات النساء وحضورهن للدروس وخطبة الجمعة من
شُرفة المسجد ، وهذا ماغفلت عنه الاستخبارات لمنعه ، وجميعنا يعلم أن العديد ممن يحضر
درس البوطي يقوم على تسجيله ، ناهيك عن الكاميرا المرافقة الدائمة ، وهذا يدل على نجاح
الاستخبارات في تطويق التسجيلات ، وفشلها في استحواذ التسجيل الذي ظهر ، وأوضح أن قاتل
البوطي ليس إلا العصابة الأسدية ، وليس بتفجير ضخم لم يُقتل فيه العشرات كما صوره إعلام
آل الأسد حينها ، ولاصاروخ خارجي دخل الى المسجد ، وإنما ماحصل تفجير بسيط مُدبر لم
يودي بحياة الشيخ ، كما كان مقرراً ، لتتجه اليه رصاصات من شبيحة قاموا اليه وأطلقوا
رصاصات من مسدس كاتم للصوت وقناصة غادرة مكلفة بالإجهاد عليه مالم يُحقق التفجير غايته
ودعونا نفترض
أن قاتله الجانب المعارض المُسلح كما تدعي عصابات آل الأسد ، فلم تلجأ العصابات الأسدية
إلى الكذب في روايتها للحدث ، ولما لفقت أموراً كانت مُدبرة لم تحصل ، واستطاع التلفاز
العاجز والهامل من نقل كل شيء وبدقائق إن لم يجري إعداده مُسبقاً كما جاء في السيناريو
المُعد ، من انّ انفجاراً مهولاً قتل العشرات ، ورأينا بالفيديو أنه كان بسيطاً ، وحتى
أنه لم يقتل المُستهدف ، ولم توجد حاله من الهلع كبيرة لدى المتواجدين ، لتجري تصفية
من لايُثق به من غير عناصر الاستخبارات التي كانت متواجدة في ذلك الوقت لأداء هذه المُهمّة
، مما رفع أعداد الضحايا إلى العشرات ، وحتى حفيد الشيخ لم يكن مقتولاً ، بل كان من
جملة من أراد إنقاذ جده ، ولكن رصاصات الغدر من أطاحت بعدد الضحايا ، لتكون مذبحة حقيقية
شبيهة بمذبحة عيد الأضحى بمسجد المشارقة عام 1980 ، مع فارق استخدام الكواتم هنا ،
وهي من أودت بحياة الشيخ البوطي ، والعدد الأكبر من الضحايا ، مما يدفعنا الى تدارس
أمر الشيخ إذا ما كُنا سنعتبره ومن معه كشهداء الثورة ، وهذا بالطبع مما سيصب في مصلحة
ثورتنا النقية ، وثوارنا الأبطال الذين ينبذون مثل هذه الجرائم ، وما هي إلا من أفعال
عصابات آل الأسد ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد
نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث معارض سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق