في هذه المرحلة من الثورة السورية اصبحت الأخبار تأخذ
منحاً مختلفا، فقد كان الجميع في بداية الثورة يهتم بالمسيرات السلمية والتصعيد
الاجرامي من قبل العصابة الأسدية ، أما اصحاب العمل السياسي فقد كانوا يتسابقون
لتشكيل ائتلاف جامع بغية الحصول على الاعتراف الدولي على غرار ما جرى في الثورة
الليبية المباركة، ولكن مع مرور الوقت واكتشاف المؤامرة الدولية على الثورة
السورية ، وقع الجميع في فخ العمل في الدائرة المفرغة، بحيث يتسابقون للعمل ومن ثم
يتسابقون لاعادة نفس العمل من دون اية جدوى سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي .
في البداية كان المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف الوطني
والآن الحكومة المؤقتة، وهكذا... السيناريو نفسه والأخطاء نفسها و عوامل الفشل هي
هي.
بالأمس تم تسريب المسودة رقم: 6 والتي كانت تناقش الأسماء
المقترحة لشغل المناصب الوزارية في حكومة هيتو العتيدة المؤقتة.
حيث نالت 80% عند عرضها على المشاركين رغم أنها خالفت تطلعات
السيد رئيس الحكومة المؤقتة التي وردت على لسان سونير أحمد عضو المكتب الإعلامي للإئتلاف،
الذي صرح سابقاً للاعلام أن هناك توجهًا لدى "هيتو" لأن يكون أغلب أعضاء
حكومته من الحراك الثوري بالداخل السوري. ولكنَّ خلافاً حاداً فجَّرته بعض القوى المعروفة
في المجلس الوطني لاصرارهم على أن تضم الوزارة شخصيات معروفة من المجلس وبنسبة كبيرة
كي يتاح لهم الاستمرار بضبط تصرفات الوزارة في ضوء ما أنجزوه في العامين المنصرمين
(على حدّ قولهم).
ورغم أن الجميع يعلم علم اليقين أن هناك لاعبين اساسيين
في الثورة وتأثيرهم يفوق تأثير كل تلك الأسماء المرشحة مجتمعة لكن رضوخا لشروط
المجتمع الدولي فقد تم تجاهل كل تلك الأسماء .
وربما في الأيام المقبلة سوف يتفاجئ الجميع أنه وفي نفس الوقت
الذي يتم فيه تشكيل الحكومة المؤقتة ، فسوف نشاهد حكومة مؤقته منافسة لمشروع حكومة
الائتلاف ، باعتبار أن أعضاء المجلس والائتلاف قد تمادوا في إقصاء الآخرين والتفرد
بخطف الثورة لصالح أجندات مشبوهةُ الهدف والمرجعية.
وسوف يقود هذا التوجه فريق الشيخ عدنان العرعور بهدف تشكيل
حكومةً في الداخل لمواجهة استفراد الائتلاف بتشكيل هيتو لحكومته هذه.
خاصة بعد فرض المجلس والائتلاف على مشروع وزارة هيتو أسماء
مرشحي نوابه ووزراء من الداخل ووزراء من الخارج أيضاً.
يكفي أن نجد في المسودة السادسة، الأسماء التالية بعد أن
تم التوافق عليها، ليتسنى تعيين الوزير ونائبيه من هذه الأسماء حتى ندرك حجم
التجاهل الكبير للكوادر والطاقات السورية وخاصة الفاعلة في الثورة السورية:
- (برهان غليون - سهير الأتاسي) لنيابة رئيس الوزراء
- (مازن شيخاني - أحمد الجربا - جمال الورد) لوزارة الدفاع.
- ( وائل الحافظ) لوزارة الداخلية.
- (بسمة قضماني) لوزارة الخارجية.
- (رياض سيف - سمير نشار) لوزارة المالية.
- ( أسامة القاضي - وليد الزعبي) لوزارة الاقتصاد
- ( سهير الأتاسي- أحمد رمضان- ريما فليحان) لوزارة
الاعلام
- ( سمير نشار- أحمد رمضان- ريما فليحان) لوزارة التموين
- (رياض شقفة-
- محمد فاروق طيفور) لوزارة النفط والمعادن
- ( د. سليمان هواري - وائل الحافظ- وليد التامر)
لوزارة الصحة
- (رندا قسيس - مرح البقاعي- سهير الأتاسي)
لوزارة المهجرين.
-
( وليد البني- د. كمال اللبواني-
د. عمار القربي-
ميشيل كيلو- مرح البقاعي) لوزارة المغتربين
-
( ملهم راتب الدروبي- واصل الشمالي
- هيثم رحمة)
لوزارة الادارة المحلية.
-
العدل (هيثم المالح )
-
الاعمار ( وليد الزعبي– وليد البني – حسن عبد العظيم(
-
الأوقاف (علي صدرالدين البيانوني – كمال اللبواني)
-
التعليم العالي (د. برهان غليون– د. عبد الباسط سيدا – د. عمار القربي)
طبعا وباعتبار أن المعارض السوري مثل (الزبدية الصيني
مطرح ما بترنه برن) لذلك نجد مرشح واحد لمجموعة من الوزارات المتناقضة وبدون اي
برنامج أو رؤية أو استراتيجية .
فإن فلتت منه وزارة الدفاع وجد نفسه في وزارة الأوقاف
وإن فلتت وزارة الأوقاف يجد نفسه في وزارة الاقتصاد ، المهم أن لا يخرج من المولد
بلا حمص.
وكأن سورية لم تلد من المعارضة إلا هؤلاء الأسماء الذين
رضعوا من حليب البقر الغربي وتربوا على ثديي أم رؤوم أحدها مدر للتيار الاسلامي
الاخواني، والآخر مدر للتيار العلماني الليبرالي.
أترك الحكم لكم وللأيام القادمة.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق