الإعلان
عن قيام جبهة علوية معارضة لحكم العصابات الأسدية ، ولنهجها بالقتل والتدمير
والإبادة ، ودحض مزاعم العصابات الأسدية ، وغيرها من الجهات الحاقدة بحماية الطائفة من الشعب .. هذا الموقف من رجال
الطائفة الوطنيين الأحرار ، كان منتظرا منذ زمن ، وطيب أنه قد جاء ، وإن متأخرا ؛
إذ لا يعقل أن تبقى طائفة هي من أكبر شرائح المجتمع ، ومتشابكة في علاقاتها مع كل الشعب ،
وتضم - كغيرها - المفكرين والعقلاء والوطنيين والأحرار .. لا يعقل أو يُتصوّر، أن
تبقى صامتة عما ينسب إليها ، ويرتكب باسمها من جرائم ، كما لا يعقل أيضا أن لا يحرك
هذا التدمير والتشريد ، و المذابح والمجازر الجماعية ، التي يذبح بها الأطفال
والنساء والناس الأبرياء ، وكل الشعب بريء إلا هذه العصابة الأسدية المجرمة ، ومن
كان مواليا لها ، سائرا في ركابها ، متعاميا عن جرائمها .. لا يعقل أن لا تحرك هذه
الجرائم التي ترتكب بحق شعبها وأبناء وطنها مشاعرها الوطنية والأخوية والإنسانية..
وإن
المرء ليسأل : هل في شعب سورية شخص من أي ملة أو مذهب ، لا تربطه علاقة صحبة وزمالة
، أو معرفة ومودة ، أو جوار ونسب ، أو إعجاب بفكر وأدب وثقافة وفن .. مع شخص أو
أشخاص من الطائفة العلوية ، أو من غيرها من الطوائف ؟ فكيف يمكن أن يصدق أحد أن
شعب سورية طائفي ، أو هو على عداء مع الطائفة أو الطوائف ؟
إن
هذا الشعور بالطائفية ، الذي زرعه ونمّاه ورعاه رأس العصابة الأسدية ومؤسسها ، حافظ
أسد ، في نفوس بعضهم ، ليحمي به حكم أسرته الأسدية ، وليس ليحمي به الطائفة ، وما يخلف
على صاحبه من الشعور بالتعالي على إخوانه ، وأبناء شعبه ووطنه ، أو ما يجر على
صاحبه من شعور بالعزلة والحقد والكراهية ،
هو شعور طارئ على شعبنا ، ويجب أن يزول و ينتهي إلى الأبد .
وإن
هذه الثورة المباركة ، ثورة الحرية والكرامة والعدالة ، هي الفرصة المناسبة لكل
شخص من أي طائفة أو مذهب ، لكي ينزع من نفسه الولاء للعصابة والعصبية ، ويخرج عن
صفّها ، ويجدد ولاءه وانتماءه للشعب والوطن ، ويستظل بظل الثورة ، ويأوي إلى حضنها
، لأنها هي الضامنة لحياته العزيزة الكريمة ، ومستقبله ومستقبل أجياله الواعد من
بعده ، وأن يعمل بكل ما أوتي من جهد وطاقة ، من أجل تحقيق أهدافها ، لأن تحقيق هذه
الأهداف ، هو الضمان للخروج من قمقم الاستعباد والطائفية ، وفك العزلة عن أي شخص ،
والتخلص من مشاعر الحقد الأسود ، والكراهية العمياء .
وإن
على من ينتسب للطائفة مسؤولية عظيمة في هذا الوقت ، الذي صار يضيق ، لكي يعلن
تنازله عن الشعور بالتعالي على غيره ، وأن يعبر عن رضاه بالمساواة مع أبناء شعبه ،
ورفضه للامتيازات التي منحت له لتميزه عن أمثاله ، وتعزز الانتماء الطائفي في نفسه
ومجتمعه ، والتي لا تليق بمواطن حر شريف ، يريد الخير لشعبه ووطنه ، لأن لها ثمن
باهظ ، يدفعه الشعب – كل الشعب - من دمه وعرقه وجهده وأمنه وسلامته وكرامته ، ولأن
هذا الشعور والسلوك ، هو الذي يزرع العداوة والبغضاء ، والحقد والكراهية بين أبناء
الشعب والوطن .
وإن
الذي زرع شجرة الطائفية الخبيثة ، لم يكن هو نفسه يقيم لها اعتبارا وتقديرا
واحتراما .. وإنما كان يستغلها لمصلحته هو ، ومصلحة أسرته وحاشيته من بعده ؛
وإن
المرء ليسأل : كم في هذه الطائفة من الرجال السياسيين ، والقادة والمفكرين ،
والعقلاء والناصحين ، الذين كانوا مؤهلين ومقبولين لاستلام الحكم والسلطة من بعد
حافظ أسد ؟ فلماذا لم يعهد لأحدهم ، دعك من غيرهم من حاشية مهزلة ( الحزب القائد )
، لو كان لديه أدنى احترام أو حرص على الطائفة ، فضلا عن الشعب ؟ وهل كان سلّم
مقدرات الشعب والوطن ، ومقدرات الطائفة نفسها ، لغلامه الذي لم يكن مؤهلا قانونيا
أصلا ، ولا يملك المؤهل العقلي والفكري والوطني ، الذي يؤهله لاستلام مقدرات شعب ،
والتحكم بمصير وطن وأمة ؟ والذي لا يشك من يراه ويعرفه ببلاهته وسذاجته وخفة عقله
، والأمراض النفسية التي تتلبسه ، والذي كان حكمه امتدادا لحكم أبيه في فساده
واستبداده وجرائمه وطغيانه .. بل كان أشد على الشعب ، وأنكى على الأمة ، وجرّ على
الشعب والوطن والأمة ، بسبب ذلك ، من الفرقة والتمزق ، والويلات والنكبات ، والمآسي
والأحزان ، والمصائب والمحن ، ما هيهات أن يمحو آثاره الزمن ، وتنساه الأيام ، ما
لم يسارع كل فرد ومواطن إلى إعلان البراءة منه ، ومحاربته ورفضه واستنكاره ، من
أجل محو آثاره ، وإزالة أوضاره ومخلفاته !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق