بما أنني لازلت في سورية ولن أخرج
منها بإذن الله فلا علم لي بما يجري في حقيقة كواليس الغرب بعيداً عن الوجه السياسي
الذي نتابعه جميعاً باهتمام والذي قد يظهر شيئاً ويبطن آخر وقد تتقلب فيه المواقف وتتنافر
وتتعارض وتتعاكس وتتباين حتى بنفس الدول المصرحة ونفس السياسيين وهو ما نلاحظه .. أردت
أن أبحث عن آرائهم حقيقة فلجأت إلى بعض الدراسات الغربية والأبحاث التي تبحث في وضع
سورية ومخاطره لأتبين منها آراءهم ويمكن ذلك من خلال الاطلاع على المصطلحات التي يستعملونها
وطبيعة المناقشة المنطقية لديهم لأتوضح بعض الآراء .. فمر معي أثناء ذلك بحث يتكلم
عن الأسلحة الكيميائية ومخاطرها في رؤية استراتيجية مقارنة لأمثلة من الشرق الأوسط
مراعية العلاقات الاستراتيجية والروابط الجغرافية بين البلدان المحيطة بسورية وهاكم
مقتطفات من كلام السيد : Paul Schulte وهو مدير الانتشار والحد من الأسلحة في المملكة المتحدة
في وزارة الدفاع سابقاً، ومفوض المملكة المتحدة في اللجان الخاصة للأمم المتحدة لنزع
السلاح العراقي: اللجنة الخاصة واللجنة. ومعاون بارز في مؤسسة كارنيجي برنامج السياسة
النووية، وكارنيجي أوروبا. وهو أيضا زميل باحث أول في مركز العلوم والدراسات الأمنية،
كلية الملوك وباحث مشارك في مركز الدراسات الدولية والدبلوماسية، SOAS.
ففي هذا التقرير يقول الدارسون وسأقتطف
كلام الكاتب (أحد الدارسين في التقرير الشامل) "أن المعارضة لن تتردد في استعمال
الأسلحة الكيماوية"! وذلك في القسم الذي يتحدث عن ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية،
الخيارات والمخاطر .
the regime will not hesitate to
use chemical weapons.
وكأن من يستعملها الآن هي المعارضة؟!
أليس من يستعملها هو نظام بشار الآن وليس من المحتمل أن يستعملها كما يتوقع الكاتب؟!
إن دل هذا على شيء فهو يدل على الخوف من المعارضة على حكم البلاد والأمان بنظام سوري
يستعمل الأسلحة ضد شعبه.
عدا عن أنهم يعلمون أن استعمال الأسلحة
الكيميائية من قبل الجيش الحر صعب وغير حكيم برأيهم ومن غير صالحهم ..CW
Use by the Free Syrian Army would probably be practically difficult and
certainly politically unwise
في إشارة إلى استبعاد هذا عنهم لاحِظوا
أنهم رغم ذلك يتحججون بهذا ويضعون خوفهم من استعمال المعارضة للأسلحة هذه مجرد شماعة
من الشماعات التي تحتاجها سياستهم فيستعملونها حين تضيق عليهم الحجج أو يحصرون في زاوية المحاججة الشعبية.
ويبدو واضحاً اعترافهم بأن الحكومة
السورية هي من تستعمل الأسلحة الكيميائية.
Use of chemical weapons by the
government side, during the fighting
ومن ضرورة المعلوم بأنه ليس هناك تفاؤل
بانتصار الأسد على الإطلاق .. ولكن يبحثون إمكانية التدخل فقط للحفاظ على مخزونات الأسلحة
الكيماوية ..
A conclusive Assad victory in
the Civil War (now very unlikely) would leave the regime, and, by implication,
its future control over its weapons stocks, weakened. But this situation would
still offer least justification for intervention aimed at safeguarding CW
stocks.
فهم يعلمون بواقعية سوء وضع حكومة
الأسد وأن الحكومة الجديدة تعتمد على الجيش السوري الحر وليس على الجيش الحالي التابع
للنظام.
The converse case, a rapid
collapse of the Syrian Army and regime and their replacement by a new
government, backed by the Free Syrian Army (FSA),
ويرون أن شكل وطبيعة الحكومة الجديدة
غير معلومة الملامح، وغير واضحة المستقبل، وبالتالي فلا يلاحظ تركيزهم في هذا على الإسلاميين
تحديداً.
that a new government (whose
composition is unknowable
وأما من يتساءل بخصوص الخطوط الحمراء
التي ادعت فيها أمريكا تحذير نظام الأسد فالرد من قبل النظام على هذا التحذير.. كان
اعترافها لأول مرة بامتلاكها لها وبأنها لن تستعملها إلا ضد عدوان خارجي وليس ضد المدنيين!!
..
The US has already explicitly
strengthened deterrent messages by publicly warning Syria that this would cross
‘a serious red line’16 The Syrian government has responded to rumours by
admitting for the first time that it possessed CW stocks, but insisting it
would only use them against attack from outside, and never against Syrian
citizens.
ومن هذا المنطلق لوحظ ما بعد هذه المرحلة
من تصعيد وتوكيد وجود القاعدة وبأن هناك مقاتلين غير سوريين يساعدون الثوار في القتال
ضد النظام وتم التركيز الإعلامي على هذا الموضوع بوسائل عديدة.. فقد استفادوا من هذا
التصريح لإدخال الأمور ببعضها.
ومؤخراً اعترض التلفزيون السوري والإخباريات
السورية ممثلة بنظام الأسد بأن أي تحليل للتربة لا يمر عبر الحكومة وبموافقتها يعتبر
لاغياً ولا يؤخذ به .. كما يحصل في أغلب التقارير التي تجري عن سورية دون موافقة رسمية
بل وبملاحقات أمنية من قبل النظام كي لا تظهر الحقائق للعلن وللحفاظ على التشويش الإعلامي
على المؤيدين فهذا التشويش ورقة لا بد وأن تبقى محفوظة لصالح النظام من خلال طي الكتمان
وألا تظهر الحقائق رسمياً عبر الحكومة مهما حصل .. ويلاحظ أن هذا أتى بعد تلك الدعوات
للأخذ بعينات من البيئة السورية لتحليلها ومعرفة الحقائق حيادياً وبشكل علمي وهذا دليل
على الإجراءات الواقعية لمثل هذه التحاليل.
any reported employment or
transfer of CW would have to be most carefully investigated, by medically examining
alleged casualties and taking chemical samples from the local environment,
وفي هذا البحث يظهر الاعتراف بأن روسيا
هي من يزود سوريا بالأسلحة هذه.
contributing expensively to
Russia’s programme to eliminate its large chemical stocks inherited
وأخيراً وفي مقدمة البحث لا يستبعد
الكتّاب فيه كون الأسد وعائلته بالفعل قد غادروا البلاد فيقول: Professor
Michael Clarke
Bashar al-Assad’s family may
already have left the country
ولو أن الأسد بعدها قد ظهر ونفى خروجه
وعائلته من البلاد مدعياً أنه وعائلته في البلاد بشكل أو بآخر .. فلربما حقاً هم خارج
البلاد وليس من الصعوبة بمكان أن يكون كل ما يلقيه على الإعلام للإيهام بعكس ذلك فقط
لرفع معنويات أتباعه بينما هو منهار من الداخل ومنهار حتى في مؤسسته المهترئة شعبياً
وواقعياً فالدولة ولا يمكن لأي أحد بما فيهم المؤيدين وبشهاداتهم إلا القول بأن الدولة
فشلت في ظل الأسد.
فبعد الكلمة الأخيرة للأسد البارحة
بتاريخ 17-4-2013 والتي يدعي فيها قوته ظاهرياً والتي تتمثل فقط بظهوره الإعلامي لكن
الحقيقة وكما هي الدراسات الغربية تقول عكس هذا على ساحة أشمل مما يراه السوريون على
التلفاز والإعلام الذي يمكن أن يتم تصويره بأحجام غير حقيقية .. لكن العودة لكواليسهم
الفعلية تقول للمؤيدين بأن احتمال بقاء الأسد يكاد يكون معدوماً.
كان هذا بحثاً عنوانه: " SYRIA
CRISIS BRIEFING" إحاطة الأزمة السورية نشر بتاريخ
25-7-2012، www.rusi.org
الكلمات المفتاح: syria
briefing pdf rusi
شام صافي
18-4-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق