إعمار سوريا المهمه الصعبه... ولكنها ليست المهمة المستحيلة – بقلم: المهندس هشام نجار

اعزائي القراء

عندما قررنا وزملاءٍ لنا من كل الإختصاصات المهنيه ان نفّعل خبراتنا جميعنا ونكون على مستوى حجم الكارثة الكبرى التي قام بتنفيذ فصولها  مخلوق لا ينتمي للبشرية بصله ,حيث وضع العالم السفلي من دول ذات انظمة خبيرة بالمتاجره بالدم الإنساني كل الوسائل الماليه والماديه والتقنيه تحت تصرفه لينفذ اكبر طرد في التاريخ يحتوي على مجموعة جرائم فريدة من نوعها  قال عنها  وزير خارجية بريطانيا إنها اكبر جريمة في القرن الواحد والعشرين وكأن الرجل يستقرئ حتى مستقبل هذا القرن فيعرف ان الزمان لن يأتي بأسوأ منها رغم اننا مازلنا نعيش في اوائله .

أعود فأقول عندما قررنا التحدي كنا نعرف تماما صعوبة المهمه..ولكن كنا نعرف بنفس الوقت اننا لسنا الوحيدين في معركة البناء وهذا امر يواسينا , وعندما اقول لسنا الوحيدين اقصد أننا لسنا المجموعة الوحيده من السوريين الذين يفكرون جدياً بالمساهمه في معركة الإعمار وهذا عامل إيجابي ,فعندما سنجلس معاً في إجتماع المؤتمر التأسيسي للهيئه السوريه للإعمار في إستنبول بتاريخ ٣١ أيار وحتى ٢ حزيران ٢٠١٣ ستكون كل التوصيات السابقه وما يستجد من توصيات في مؤتمر إستنبول على الطاوله وستكون الهيئه السوريه للإعمار هي بمثابة الحاضنه لكل خطط الإعمار وستظهر نتائج المؤتمر فور الإنتهاء من تسجيل الهيئه كهيئة إعمار غير ربحيه حيث سيكون لها حساب رسمي ورئيس هيئه ومجلس إداره و مدقق حسابات ومستشار قانوني  نستطيع بعدها  تسجيلها في الأمم المتحده كمنظمة غير حكوميه ذات مشاريع خدميه وكذلك في الدول العربيه والأجنبيه الصديقه وتعريفها لدى رجال الأعمال العرب وللعلم لدينا هيئة سابقه ومسجله تقوم بأعمال إنسانيه محترمه  وذات مصداقيه محترمه.

فبدون تخطيط مسبق سيكون عملنا إرتجاليا..وبدون تخطيط مسبق سنفشل في إستيعاب عودة سريعه لكل المهجرين بعد سقوط النظام ليجدوا ٨٠٠٠٠٠ بيت ومنشأه مدمرة تماماً(حسب تقارير هيئات إغاثيه) بينما نقف جميعنا عاجزين عن إعطاء ردود مطمئنة لهم.

وبدون تخطيط مسبق سنجعل من سوريا عشوائية كبيره بدلاً من بناء سوريا حديثه.

بدون تخطيط مسبق أعزائي ستكون كل الجهات العامله في مجال الإعمار بما فيها الحكومه الوطنيه في حالة إنعدام وزن كامل لا تعرف ماذا ستفعل وكيف ستبدأ ...وهنا سيبدأ الإبتزاز الغربي بالتدخل وقد تستجيب حتى الحكومه الوطنيه مرغمة لهذا التدخل لإمتصاص الصدمه وردات الفعل المتوقعه..فتطير المعونات الضخمه فوق رؤوسنا من الشرق الى الغرب كصواريخ السكود وعندها تصبح كل كوادرنا المهنيه ذات الخبرات العاليه والتي نفتخر بها  من المرتبه الثانيه او الثالثه ويُسَّر بعضنا لأنه أمن معيشته بعمل منّوه عليه , بينما هذه الشركات المستورده تضرب اسعارها بعشره على اقل تقدير فنكون كمن هرب من سرقات الأسد لنقع في كمين مؤلف من سرقات ملياريه  وخضوع لنفوذ سيساسي وإقتصادي .

أعزائي القراء

هذا بعض مما راودنا ونحن نفكر بمشروع جدي لإعمار سوريا ..فكان وضعنا كمن وقف في مركز دائره وكل المعارضات الشريفه والحكومة المؤقته وهيئات إعماريه أخرى تقف على محيط هذه الدائره وبيننا وبين الجميع خيوطاً متساويه في البعد وقوة الشد..فلنُحضّر جيداً لمؤتمر إستنبول في ٣١ أيار ولغاية ٢ حزيران ٢٠١٣ ولنتناقش معاً ولنخرج من مؤتمرنا بخارطة طريق واضحة المعالم..فنحن السوريون جميعاً قبلنا التحدي ,فالنظام الى زوال والخراب ايضاً الى زوال ولكن بوحدتكم وتصميمكم وتفانيكم سنحقق معجزه الإعمار..

مع تحياتي

المهندس هشام نجار

ماستر في الهندسه الميكانيكيه

مدير المشاريع الهندسيه لإدارة الصحه في نيويورك

المنسق العام لإجتماع الهيئه العامه لإعمار سوريا

إستنبول في ٣١ أيار ولغاية ٢ حزيران ٢٠١٣