لم أجد أكثرُ
غباءً من أتباع الأنظمة البائد بعض منها والآيلة إلى السقوط بقيتها ، وهم
القومجيين خصوصاً ، وعملاء روسيا المدعين تمثيلهم محور مقاومة وممانعة من جهة أخرى
.
وأنا أناقش أحدهم
اعترف لي أن جمال عبد الناصر كان لعبة بيد الروس – رغم ترحمه عليه وتقديسه له – ثم
وصل كذلك إلى أنه لا فرق بين محور روسيا – يهود ، ومحور أمريكا – يهود ، بحجة أن
المحورين يصبان – رغم اختلاف المصالح بين الدولتين – في خدمة اليهود ، ويعملان على
حفظ هذه الدولة الوليدة جهدهم ، أي أن كلا المحورين يتحركان بأوامر اللوبي اليهودي
، ويأتمرون بأمره !!
ورغم هذين
الاعترافين إلا أنه بقي مصراً على الترحم على جمال وتمجيده !! والتهليل والتسبيح
بتعديد مناقبه !!
وأذكر وأنا أحاوره
في إحدى المرات ، أنه أطرق هنيهةً ، في إطراقة خلت أنه يقول فيها لنفسه أنكِ كنتِ
من الظالمين ، ثم رأيته بعدها وقد نـُكس على رأسه ، وانتفش بتنهيدة بدت لي أنها قد
خرجت من أعماق أعماق نفسه ، وهو يسترجع ماضي ظنه ماضي أبا زيد – وغزيت– وغيره ،
وأخذ يقول ولكن السادات كان وكان .. رحم الله السادات ، والقدامى ، كانوا شرفاء،
وبقي مصراً على سؤاله لي : لماذا أكره القومجيين!!
ولهؤلاء –
المدعين شرفاً – رغم وهن حجتهم وانهيار بنيانهم الفكري، المهاجمين بشراسة عملاء
محور أمريكا – يهود ؛ نقول لهم أنتم أشد عمالة – أي عملاء محور روسيا – يهود – من
عملاء المحور الأول ، ونذكركم بزيارة بوتين إلى القدس المحتلة منذ عدة شهور ،
وبكائه أمام حائط المبكى وهو يرتدي القلنسوة اليهودية ، ويزعم أن لليهود أحقية
تاريخية في ملك فلسطين ، إضافة إلى أن ماركس مؤسس الفكر الشيوعي كان يهودياً بحتاً
، وقد قال عنه الحاخام اليهودي " لوبز برونس " أحد أقطاب الصهيونية
الحديثة : { إن كارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس كان في روحه وفي اجتهاده
وعمله ونشاطه ، وفي كل ما قام به وأعد له ، فكراً وأسلوباً ، أشد إخلاصاً لإسرائيل
من الكثيرين ممن يتشدقون اليوم بأدوارهم في مولد الدولة اليهودية } ، ولما وصل
الشيوعيين إلى حكم روسيا بقيادة اليهودي لينين واسمه الحقيقي " زدر باوم "
وألغوا حكم القياصرة كان أول قرار أصدروه تجريم العداء لليهود ، والتأكيد على تأييدهم
إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، متزامناً مع صدور وعد بلفور الانجليزي المشهور [1] .
ويقول الكاتب
" وليم كار " عن حكم ستالين الذي خلف اليهودي لينين في كتابه "
الدنيا لعبة إسرائيل " صفحة 211 " { وهكذا نرى بصورة واضحة أن المكتب
السياسي الستاليني الذي كان يسيطر على مقدرات الحزب الشيوعي السوفيتي ويهيمن على
مصائر الشعوب الرازحة تحت نير الشيوعية كان بزعامته ما يشبه أسرة واحدة ، الزوجات والأبناء
فيها من اليهود}، في عام 1971م نشرت صحيفة " لوموند " المشهورة في عددها
الصادر يوم 20 نيسان عبر مراسلها الدائم في موسكو الصحفي " ميشيل تاتو "
جاء فيه : { إن القيادة الإستراتيجية للقوات المسلحة السوفيتية في أيدي اليهود}[2] .
وعندما زار
جمال عبد الناصر موسكو نهاية عام 1965م نشرت صحيفة " Press
Nouvelle " صحيفة الشيوعيين الفرنسيين التي تدور
في الفلك الروسي أن السلطات السوفيتية استدعت حاخام اليهود الأكبر في روسيا "
يهودا ليجين " وطمأنته أن السياسية السوفيتية في الشرق الأوسط مجردة من
العداء للدولة اليهودية أو المصالح اليهودية ، بل هي نقيض ذلك ، لأنها تقوم على
مصادقة إسرائيل وصيانة المصالح اليهودية [3]، وعلى
هذا سار خلف السوء "بوتين " من بعد !!
وهذا هو سبب
وقوف المحورين الأمريكي والروسي جنباً إلى جنب لمساندة الأسد الحارس الأمين للحدود
الفلسطينية المحتلة ، يحركون فيه تلك الألعاب التي صنعوها على أعينهم وتحت رعايتهم ، حتى لا يضيع حلم
اليهود الذي بنوه طويلاً من أجل إقامة دولتهم المزعومة ، ويفقدون كيانهم المغتصب
الذي لن يدوم مهما حرصوا على إبقائه ، وهذا الخوف ظهر جلياً في نبرة رئيس أركان
الجيش الإسرائيلي " بن غانتس " عندما أكد أن أربعة عقود من الهدوء في
الجولان قد انتهت ، وهي الفترة التي حكم فيها الأبن بشار والأب حافظ الاسد ، بعد
انتهاء حرب تشرين عام 1973م ، وهي نفسها التي اقلقت نتنياهو وأعلن عن خوفه عن انتقال
الأسلحة الكيمائية من يد الأسد الأمينة إلى الشعب السوري ، ووقتها قد يتدخل .
فلا تناقضوا
أنفسكم ، ويكفيكم ادعاءً للشرف !! فلا فرق بين عميل روسي ، أو عميل أمريكي !!
وعندما تكونوا أحراراً بعدها تكلموا عن الشرف وغيره !! وتفاخروا بالمقاومة !! يا
أدوات روسيا ، كما هم غيركم أدواتٌ بيد أمريكا !!
فهل عرفت الآن
يا صديقي لماذا أكره القومجيين وغيرهم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق