إنطلقت الثورة السورية
بقيادة ربانية .. سواء إعترف بذلك البعض .. أو أنكر ذلك البعض الآخر .. فهي حقيقة
ثابتة .. يقينية .. يؤكد صحتها أن الجميع يقول ويعترف أنها : إنطلقت عفوية نتيجة
كتابات أطفال درعا بدون تخطيط ، ولا قيادة بشرية ... والعفوية لا تأت إلا من الله
المهيمن .. المتحكم في حركات الخلق جميعاً .. وحركات الكون كله ..
إذن من القائد ؟؟؟ ومن
الموجه ؟؟؟
إنه هو الله تعالى وحده ..
رغم أنف الكافرين والمعارضين ..
وماذا يعني هذا للمؤمنين
؟؟؟
يعني أنه مطلوب منهم أن
ينصاعوا .. ويستجيبوا لأمر الله – إن كانوا يؤمنون به – وينفذوا تعليماته ..
ويقولوا : بالصوت العالي .. المدوي .. المزمجر ..
رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ
وَٱتَّبَعْنَا ٱلرَّسُولَ .
رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا
ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَـٰنِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلًّۭا
لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟
رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌۭ
رَّحِيمٌ .
وأن يتصفوا حقاً وصدقاً وعملاً بما وصف الله تعالى به
المؤمنين :
أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ يُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا
يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ
ۚ
.
مُّحَمَّدٌۭ
رَّسُولُ ٱللَّهِ ۚ
وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ
أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ .
من هذا المنطلق ماذا نرى في شعبنا السوري المؤمن
؟؟؟
أقولها بكل حسرة .. وغصة .. وألم ..
أقولها والعين تدمع .. والقلب يخشع ويتزلزل ..
أقولها والصدر يختنق ويتمزق .. وشعور بالخجل والوجل
..
أقولها مع زفرات وتأوهات .. وآهات حزينة موجعة ..
عامان كاملان وأكثر من القتل والذبح .. والحرق
وشلالات الدماء .. وآلاف الضحايا والجرحى .. وآلاف الثكالى واليتامى .. والمشردين
والنازحين .. وإجتماع أهل الأرض كلهم على محاربتنا ..
كل هذا .. وأسوأ من هذا .. أنه حتى الآن لم يتغير شيء
من طبيعتنا إلا القليل .. طبيعة العداوة والبغضاء فيما بيننا .. والغلظة والشدة
تجاه بعضنا البعض – وخاصة بين المؤمنين – على عكس ماوصف الله تعالى به المؤمنين –
والتي لا يماثلها عداوة بين شعوب الأرض .. إلا ربما الشعب الأفغاني .. الذي بالرغم
من أنه إستطاع بجهاده وبأسه وقوته أن يُسقط إمبراطورية الإتحاد السوفياتي .. وأن
يهزمها ويخرجها من أرضه .. إلا أنه – وللأسف - بعد ذلك إنقلب على نفسه .. وأخذ
يقتل بعضه البعض الآخر إلى أن جاءت الإمبراطورية الأمريكية واحتلت أرضه مرة أخرى..
ومع كل هذه المآسي والأحزان .. والآلام والأوجاع
التي يتفتت لمرآها جلمود الصخر الأصم .. والتي لم يحدث 10% منها في أفغانستان ولا
الصومال .. ولا حتى في البوسنة والهرسك .. ومع كل هذا .. لاتزال العداوة مستعرة في
النفوس .. والسب والشتم للأشخاص والجماعات والمنظمات الإسلامية وغيرها .. هو ديدن
كثير من السوريين وخاصة الذين يعيشون في الخارج ...
يا قومنا .. أجيبوا داعي الله ...
كيف – بالله عليكم – يتجرأ من يذكر الله ويقيم
الصلاة .. ويزعم أنه من المجاهدين أو ممن يحبهم .. ويدعمهم ويؤيدهم .. ثم يسب
ويشتم المؤمنين الآخرين سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو منظمات أو أحزابا .. ويتهمهم
بالخيانة .. والعمالة للغرب والشرق ...
وهي نفس التهمة التي تطلقها المافيا الأسدية ...
إذن ما الفرق بينكم وبينها ؟؟؟
إنكم بهذا تساعدونها وتدعمونها من حيث لا تشعرون
بالتهجم على إخوانكم وأبناء شعبكم وشتمهم وتخوينهم .. وهم برءاء من هذا قطعا ..
ثم أليس من العيب .. والشنار عليكم – أيها الذاكرون
الله والمسبحون بحمده – أن يتعفف كثير من العلمانيين واليساريين وعوام الناس عن
سبنا وشتمنا – بينما أنتم – وأنتم إخواننا وأهلنا ورفقاء دربنا – تصلوننا بألسنتكم
الحداد .. وتعاونون أعداءكم وأعداءنا عليكم وعلينا .. بملئ قلوبكم بالكراهية .. وشحنها
بالبغض لإخوانكم .. وترديد إتهامات باطلة قديمة بالية .. ما أنزل الله بها من
سلطان .. فتمزقون صف المسلمين .. وتؤخرون النصر علينا جميعا ...
والأنكى من ذلك أنكم تخسرون حساناتكم .. وتحبطون
أعمالكم .. والشيطان يسول لكم أنكم تحسنون صنعا وتريدون الخير ..
ألم تسألوا أنفسكم كيف تريدون الخير وأنتم تخالفون
أمر رسولكم الذي يقول :
ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش
ولا البذيء .
أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وقد شتم هذا وضرب هذا
وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما
عليه أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار.
ووالله حينما يشتمني أحدهم
أفرح كثيرا وأحزن كثيرا ...
أفرح لأنه أهداني حسناته
التي سأكون في أشد الحاجة إليها يوم لا ينفع مال ولا بنون .. ويوم يفر المرء من
أمه وأبيه ..
وأحزن عليه لأنه مسكين سجل
في صحيفته سيئات وسيخسر يوم القيامة .. يوم أخاصمه أمام رب العالمين .. كثير ا من
حسناته .. مما قد يكون سببا في دخوله النار ...
يا قومنا .. ويا أهلنا ..
ألم تسألوا أنفسكم حينما تقولون وترددون هذه الشائعة الخيالية .. الوهمية .. أن
الجماعة الفلانية هي عميلة لأمريكا وإسرائيل ..
إذن لماذا لم يمكنوها من السيطرة
على الحكم منذ سبعين عاما من قبل أن يولد حزب البعث وقبل وجود الأسد وابنه ؟؟؟
ولماذا كل الطواغيت بدءً
من الملك فاروق ومرورا بعبد الناصر والأسد الكبير والصغير وبورقيبة والقذافي
وسواهم آخرون أعدموا قادتهم وعلماءهم ومفكريهم وأبناءهم ؟؟؟
ثم لماذا إذن هم حريصون
على بقاء الأسد طالما أن هؤلاء هم البديل له ؟؟؟
فلو كانوا عملاء – كما
تزعمون – لأ سقطوا الأسد من اليوم الأول ووضعوهم مكانه كما فعلوا بالعراق ؟؟؟
أليس كذلك ؟؟؟ أليس منكم
رجل رشيد ؟؟؟
إذن هي كذبة كبيرة ..
وفرية عظيمة .. ككذبة المافيا الأسدية التي تزعم أن الذي يقتل الأطفال والنساء
ويهدم البيوت هي العصابات الجهادية التكفيرية !!!
يا قومنا .. لا تكونوا
عونا للشيطان وأعوانه علينا جميعا .. وتسوقوا هذه الكذبة .. لما يظهر لكم من
إختلاف في التفكير والرؤى .. أو بعض التصرفات الخاطئة التي يمكن نقدها وتصحيحها
بالحسنى .. والأدب الرباني ..
يا قومنا .. كونوا على ثقة
بالله العظيم أولا .. وتيقنوا بأن ثورتنا هي أنقى .. وأطهر .. وأعظم ثورة عرفتها
البشرية جميعا .. وأن المعارضة الحقيقية – سواء المجلس أو الإئتلاف - بكافة
أطيافها سواء العلمانية أو الإسلامية وغير الإسلامية .. هي أشرف معارضة لأي ثورة
ظهرت حتى الآن – بالرغم من ضعفها وتشتت أفكارها وبطئ حركتها وتخبطها وحصول بعض
الأخطاء فيها وتعثرها وانتقاداتنا الكثيرة لها – إلا أنها في المجمل العام هي صامدة
صابرة .. غير مستسلمة كليا للضغوطات الخارجية .. وليست هي أيضا بالقوة الكبيرة
التي تجعلها تأبى على كل الضغوطات وكل الإغرءات ومحاولات السيطرة عليها ..
ولو كان فيها خضوع وخنوع
وإستسلام لأمريكا .. لأصدرت أمريكا أوامرها فوراً للناتو كي يدمر عرين الأسد في
أيام معدودة رغم أنف روسيا .. وينصبها بدلا من الأسد ..
وبما أنه لم يحصل هذا حتى
الآن .. ولن يحصل .. فهذا أكبر دليل على طهارة ونقاء وصفاء المعارضة السورية
بالإجمال وليس بالتفصيل ..
21 جماد أول 1434
2 نيسان 2013
د/ موفق مصطفى السباعي
الكاتب يجمل جميع جهات المعارضة في حزمة واحدةويقول أنها شريفة وأن أميركا والغرب غير راضين عنها، وفي هذا تجن على الحقيقة حيث أنه من المعلوم أن أطياف من المعارضة العلمانية على وفاق تام مع أميركا ولكن أميركا لم تطح بالأسد لسبب بسيط وهو أن تلك الأطياف لا جذور لها ولا تمثيل في المجتمع السوري مقارنة بالتيار الإسلامي. كما أود التذكير بان أحد مسؤولي الإخوان (السفور)هاجم جتهة النصرة بشكل مباشر في تناقض واضح مع كلام الكاتب
ردحذف