الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-04-28

هل هناك وجه شبه بين صاحب الكرسي ونصر اللات؟! بقلم: محمد فاروق الإمام


بداية لابد لنا من أن نعرّف بصاحب الكرسي حتى لا يلتبس الأمر على القارئ.. فصاحب الكرسي هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي، ولد في الطائف في السنة الأولى للهجرة، ويرى البعض أن المختار هو من قال عنه الرسول: "إن في ثقيف كذابا ومُبِيرا".

نادى بإمامة محمد بن الحنفية ونادى بثأر الحسين بن علي، وكان شعاره (يا ثارات الحسين).

أرسل المختار إلى علي بن الحسين السجاد فكتب إليه كتابا يطلب منه أن يبايع له ويقول بإمامته وأرسل إليه مع الكتاب مالاً كثيراً. رفض علي أن يجيب على كتابه وسبه على رؤوس الملأ في مسجد الرسول وأظهر كذبه.


دعا المختار إبراهيم بن الأشتر إلى نصرته وقتال أعدائه والمطالبة بدماء أهل بيته. استجاب إبراهيم له وانضم إليه. فلما رفض ابن الحنفية تأييده، ادعى الإمامة والمهدية لنفسه. ثم ادعى نزول الوحي عليه وظهر إدعاؤه العلم بالغيب وهو أول من قال بالبداء في أوساط الشيعة وكان يجعل لنفسه مثل الكرسي ويقول لهم هذا ما بقي لكم من علي ابن أبي طالب، وهو لكم بمثابه التابوت من بني إسرائيل، وذلك أن المختار وأصحابه يستنصرون بكرسي يحملونه معهم في المعركة. وهو كرسي قديم جلبه أحد أنصاره وادعى أن فيه أثرة من علم. ورغم اعتراض البعض وعدم قبولهم للفكرة، إلا أنه وفي تلك المعركة انتصر المختار وقتل من أهل الشام مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها فزادهم ذلك فتنة في الكرسي ومواهبه. وفي سنة 67 هجرية انتصر المختار وجيشه الذي كان يقوده إبراهيم بن الأشتر على الجيش الأموي، وقتل عبيد الله بن زياد، ومن كان معه من أهل الشام وأشرافها. وتحجج المختار أنه يعلم الغيب لأنه تنبأ بانتصاره على ابن زياد. ثم ما لبث ان تغيرت أوضاعه وكشفت خُدعه وبانت أكاذيبه، فأنفض الناس من حوله وقلاه قادته وتبرأ منه ابن الحنفية لما عرف ضلالته فما لبث إلا وقُتل في حربه مع مصعب بن الزبير والي العراق لأخيه عبد الله بن الزبير سنة 67 هـ.

هذا الدعي الأفاك قتل من الصحابة وأبناء الصحابة والتابعين وأبنائهم المئات بحجة الثأر لدم الحسين.. اليوم ظهر على الساحة أفاك ودعي جديد هو حسن نصر اللات الذي لا يختلف عن المختار الثقفي في شيء، وقد أوهم الناس لسنوات طويلة بأنه سيد المقاومة وطرف في حلف عصي على الصهاينة والمتخاذلين والعملاء والخونة الذين يصنفهم حسب مزاجه وتلونه، وثالث ثلاثة من أبطال الصمود والتصدي والممانعة، وما هم في حقيقة الأمر إلا حلف لأنظمة الشر والخديعة والغدر والحقد والمراوغة.

المختار الثقفي قتل المئات من الصحابة وأبنائهم والتابعين وأبنائهم بحجة الثأر لدم الحسين، واليوم حسن نصر اللات يشارك في قتل الآلاف من السوريين بحجة الدفاع عن سكان بعض القرى الحدودية السورية الذين ينتمون للطائفة الشيعية الكريمة من اللبنانيين الذين يقيمون في الأراضي السورية منذ عقود في أمن وسلام مع مساكنيهم وجيرانهم من باقي الطوائف والمذاهب والأديان والأعراق التي تميز نسيج الشعب السوري، متعايشون في حب وود ووئام وتفاهم واحترام.

حسن نصر اللات لم يكتف بدعواه الباطلة في أنه يقوم بحماية الشيعة اللبنانيين وحماية الأضرحة المقدسة لآل البيت، فقد ذهب أبعد من ذلك بالقول إنه يدافع عن حليفه بشار الأسد المقاوم والممانع وفاء لما قدمه هذا السفاح من دعم للمقاومة التي يتزعمها حسن نصر اللات على مدار سنوات طويلة.

حسن نصر اللات لم تنطل أكاذيبه وتلفيقاته حتى على من هم من المفترض أن يؤيدوه وينصرونه، فهذا الشيخ صبحي الطفيلي أستاذه ومعلمه ومؤسس الحزب الذي يقوده هذا الدعي الأفاك يعلن على الملأ جهاراً نهاراً كذب دعاوي هذا الأفاك الرخيص الذي آثر أن يكون عبداً لكبير كهنة قم الولي الفقيه – باعتقاد نصر اللات وجوقة الحكم في طهران وبعض معممي كهوف الظلام في النجف وبغداد – خامنئي.. أعلن صراحة وبوضوح لا لبس فيه ولا غموض في لقاء أجراه معه على الهواء مباشرة تلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق يوم الأربعاء 24 نيسان/ابريل 2013 .

يؤكد الطفيلي في ذلك اللقاء أن: "حزب الله يقاتل في سوريا بقرار إيراني ولمصلحة إسرائيل" ويؤكد أنه "سقط حتى الآن 138 قتيلاً لحزب الله في سوريا وعشرات الجرحى".

وعن زيف دعاوي حسن نصر اللات يقول الطفيلي: "هناك مقولات تنشر عن عمد للتضليل وللإيحاء بين الناس مثلاً أن كربلاء هي سوريا وأن على الشيعة إذا أرادوا ان يكونوا أنصاراً للحسين أن يذهبوا إلى سوريا".. " إن في سوريا أطفالاً تقتل وأعراضاً تنهتك ومدناً تمحى، وفيها طائرات تحرق ومدافع تسحق المسلمين والأطفال والنساء.. الشعب السوري المظلوم البريء هو كربلاء وهم حقيقة يمثلون اليوم أبناء الحسين وزينب المقهورة ويمثلون اليوم تلك الأسرة الطاهرة التي اعتدى عليها الظالم".

ويؤكد الطفيلي في مقابلته أن "إيران دفعت ببعض الشيعة وحزب الله في كثير من الأحيان إلى حروب غير واقعية وغير منطقية وغير شرعية في لبنان وخارجه، من أهمها ما يجري في سوريا.. معلوماتي الأكيدة أن حزب الله بشكل عام ضد هذه الحرب وبقوة، لكن هناك قراراً حاسماً أتى من إيران بالمشاركة، لأن الجميع يدرك أن هذا الأمر خطر جداً، لأن هذه فتنة بين المسلمين لا تبقي ولا تذر وهي بداية لمرحلة قادمة."

وتوجه الطفيلي الى أبناء طائفته الشيعية الكريمة محذراً: "إننا ذاهبون الى معركة رهيبة تقضي على كل شيء وقتلاها بالملايين من المسلمين وإن دخول حزب الله إلى سوريا والمشاركة إلى جانب البعثيين العفلقيين في قتل الشعب السوري سيستدعي ويستثير كل المسلمين في كل العالم للمجيء الى سوريا. هذا أمر جنوني. الأعداء يدفعوننا للانتحار الجماعي كاملا ولا ينتصر أحد على أحد لأن الاميركيين لا يريدون إلا القتل لنا".

ويفند الطفيلي دعاوي نصر اللات بحمايته للشيعة في سورية قائلاً: "إذا انسحب حزب الله فأنا متأكد من أن المعارضة ستكفل أن يكون الشيعة في سوريا في سلم وأمان وسيجلس الطرفان على طاولة ويتم توقيع تعهدات في هذا المجال".

وعن الفتاوى الضالة التي يطلقها حكام إيران وأمراء الحرب في ميليشيات حزب اللات يقول الطفيلي: "لا توجد فتوى للجهاد في سوريا ولكن أتوجه إلى المرجعيات في النجف، وأتوجه إلى المرجعيات في لبنان التي لديها دين والتي لا تُباع ولا تشترى: قولوا الحقيقة.. هل يجوز للمسلم اللبناني الشيعي ان يذهب ليقف مع بشار الأسد ويقاتل المسلمين في كل المواقع؟ لأن حزب الله لا يقاتل في القصير بل يقاتل في كل المواقع القتالية في سوريا".

ويؤكد الطفيلي قائلاً: "القتال في سوريا ليس سوى مصلحة إسرائيلية، ولا يفعله إلا من كان مع إسرائيل". مضيفاً: "قدرنا ان نتوحد وجريمة عظيمة أن ننتحر ونتقاتل". وختم: "نحن في لبنان مجموعة قليلة. الحرب في سوريا تأكلنا وتأكل أضعاف أضعافنا وليس لنا أمل بأي نتيجة ولو بالحد الأدنى، هل أنتم تحلمون بالنصر في سوريا وأن يبقى النظام فيها؟ النظام السوري لن يبقى.

حزب الله لا يدافع عن الشيعة في القصير، وإنما حزب الله يقاتل ويدافع عن النظام في سوريا، وهو لا يدافع عن السيدة زينب ولا يهمه مسألة السيدة زينب هذه هي مسائل فقط لخداع الناس. السيدة زينب في خطر لكي نحميها..؟ والموضوع ليس هنا ولا نكذب على بعضنا ولا نخادع بعضنا".

إن ما أدلى به الشيخ الفاضل والحكيم صبحي الطفيلي يستدعي من أبناء الطائفة الشيعية في لبنان وسورية إلى إعمال العقل وتحكيم المنطق، وهم جزء أساسي من النسيج الوطني الذي يميز سورية ولبنان، ويأخذوا ما قاله الطفيلي بعين الاعتبار قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم، فلا إيران ولا الصهاينة ولا الروس سينفعونكم في شيء، ولن يظل ما بأيديكم من سلاح يحميكم إلى الأبد، فلكل بداية نهاية والشعوب هي الأبقى، والثورة السورية هي ثورة شعب انتفض لانتزاع حريته المصادره وكرامته المستباحة لعقود طويلة، لا كما يصورها لكم الأفاك نصر اللات وإعلام الباغي المضلل، على أنها مؤامرة كونية على معسكر الممانعة ومحور المقاومة، وعلى الإخوة في الطائفة الشيعية أن لا يستهينوا بثورة الشعب السوري التي انطلقت ولن تتوقف حتى وضع حد لهذا النظام الباغي الذي قهرهم واستذلهم وعمل على إفسادهم لأكثر من أربعين سنة، وكل حقائق التاريخ تؤكد على انتصار الشعوب إذا ما ثارت وانتفضت على حكامها البغاة، والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد، وننتظر أن تثوبوا إلى رشدكم وتتوقفوا عن اتباع هذا الأفاك المضلل والمبير الذي يقودكم إلى حتفكم وهلاككم وأمامكم قليل من الوقت حتى تتخذوا القرار الصائب.. فهل تفعلون؟!..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق