حينما بدأت أنت وثلة من
الفتية المجاهدين ..جهادكم المبارك على أرض الشام الطيبة العام الماضي .. تناقلت
وسائل الإعلام تصريحا لك أو لبعض إخوانك .. أنكم فصيل مستقل عن القاعدة وليس لكم أي علاقة
تنظيمية بها .. وأن هدفكم الأول هو مساعدة الشعب السوري على إسقاط الطاغية الأسدي
.. وانطلق جنودك المدربون تدريبات عسكرية جيدة .. للقتال بقوة وشجاعة وبسالة
متناهية .. أدخل الرعب والهلع في صفوف جنود الأسد وشبيحته .. شهد بذلك المسلمون
والعلمانيون والليبراليون .. كما أنهم تعاملوا مع الناس بالأخلاق الطيبة .. وقدموا
خدمات جليلة .. ومساعدات مادية وإنسانية وإغاثية جيدة .. وحازوا على ثقة الناس ..
وكسبوا قلوبهم وأفئدتهم .. وأظهروا أنهم .. يختلفون إختلافا كبيرا .. عن جنود
القاعدة .. الذين كانت سمعتهم سيئة .. بسبب ما كانوا يسيئون للإسلام .. وللناس في
كل مكان حلوا فيه .. ولا يقيمون للإنسان أي كرامة إلا إذا وافق هواهم .. ويجبرونهم على سلوكيات ..
ما أنزل الله بها من سلطان .. بحجة تحكيم
الشريعة المزيفة .. حسب هواهم وتفكيرهم الضيق .. ولا يتورعون أن يقتلوا كل من يقف
في طريقهم ويخالفهم الرأي .. وإن كان يشهد أن لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
.. معتقدون أن هذا حقهم .. لأنهم ظل الله في أرضه .. يحكمون بشرعه الذي استردوه من
المغتصبين ..
وهذا الكلام ليس من عندي ..
وإنما هي أقوالهم سأعرضها لك لترى رأيك فيها.. إضافة إلى أنهم لا يعرفون من الجهاد
– الذي هو ذروة سنام الإسلام – إلا جهاد السب ..والشتم ..والقذف ..والطعن والغيبة
.. واللعن ..والتهديد بالقتل .. وقطع رؤوس المسلمين – وليس الكافرين – والتشفي بها
..وهذه بعض أقوالهم أنقلها كما وصلتني مع حذف أسماء أصحابها تجنبا للتشهير ..
وإلتزاما بالخلق الإسلامي ..محصورة ضمن قوسين :
(مااحلى ضرب اعناق
الاخوان المنافقين يادكتور موفق )
(.. تدعون نصرة الدين و انتم حثالات ماسونية ..
تنتظر .. المجاهدين لينهوا حربهم لتقطفوا الثمرة فأعياكم شغفكم للمناصب و أنتم تعلمون
أنكم لن تدوسوا أرض الشام إن أمسكها المجاهدون و لم تمسكها مولاتكم أمريكا فتخشى
على شيبتك أن تفنى و لم تصل لما بعت نفسك و دينك له ... أنت من الآخر شيبة تطلب
الشهرة و لا أراك على علم .. فإن كان عندك علم تعال و جادل به و إلا فصه و إلزم
حدك ,,, رجل محطات لا سلم الله شيبتك .. شيبة سوء )
(لا أدري على أي خسة
نبتت .. و لكن شيبتك نبتت في ضلال ... قبحك الله من جاحد )
(ماذا ننتظر منكم يا خدم الصليب و أنتم الخونة الإخوان أول من
حاربتم الجهاد العراقي و لبسم الشارات الفوسفورية تقاتلون كالكلاب أولياء الله المجاهدين
و لكنك رجل عديم الحياء لا تستح و قد ورثتها من سيدك الهاشمي يا سفيه ... ذلك
الكلب الذي ركب الحكومة العراقية في عز الإحتلال فغطى بسفاهته على مجازر الفلوجة و
أبو غريب و إغتصاب الإخوات ... و الله يا هذا أنت إمعة و لو كان عندك بقية من فهم
و ضمير تعال ناقشني هنا و لا تكتفي برمي بصاقك والهروب ).
(جميع
ما فيهم أي في الإخونج من صفات خسيسة خبيثة لئيمة دنيئة وضيعة منحطة إضافة إلى
التفاهة والضلال والجهل ينسبها إلى أهل الحق أنصار الجهاد والمجاهدين بلا أدنى
حياء أو ورع أو خجل ...)
(عموما مالكم و لنا نحن نتبع مرجعية واضحة و
بينة نحن نتبع شيخنا الظواهري .. إن أمرنا بالكف عنكم كففنا و إن أمرنا بحربكم
حاربناكم حربا لا تطيقونها و الله .. فإذهبوا إليه و فاوضوه هو على أمركم و لا
تكلمونا نحن و لا توجهوا لنا كلامكم) .
هذا غيض من فيض مما وصلني من جنود القاعدة الأشاوس!!!
..
لكن المفجع الأكثر أنه بعد إظهار جنودك الوجه المشرق المضيئ
للمجاهدين المسلمين الصادقين .. وتفاءل الناس بهم خيرا .. وعلقوا الآمال الكبيرة عليهم
بتحقيق النصر قريبا .. وأخذوا يترقبونه بين لحظة وأخرى ..
وإذا بك – يا أمير الجهاد – تفجعهم في قلوبهم ..
وتطعنهم في ظهورهم وتكشف عن حقيقتك المرتبطة بالقاعدة .. لتقدم لبشار وزبانيته
وأعوانه أعظم هدية .. على طبق من ذهب .. وتؤكد صحة دعواه بأنك من القاعدة ..!!!
أهكذا يكون الجهاد يا أمير الجهاد ؟؟؟
أم أنت تريد أن تمحص الصفوف وتختبر صدق الناس وولاءهم
لك .. كما زعم أحد جنودك :
(وأما عن فوائد هذا الإعلان .. وهذه البيعة
المباركة .. وشرف الانتماء للتنظيم الأم .. ففيه من المصالح العقدية والفقهية
والواقعية العائدة للجهاد وأهله ما لايخفى إلا على من طمس الله بصره وبصيرته وأضله
عن نور الوحي .. وهي كثيرة ولعل أوضح هذه الفوائد هي كشف المنافقين
"أمثالكم" ..وفضح المنبطحين المرجفين.. وتمييز الصفوف الداعية لتحكيم الشريعة
والداعية لحكم الجاهلية..)
التمحيص والإختبار والإبتلاء .. ليس من خصائص العبيد ..
وإنما هي من خصائص الربوبية المتفردة !!!..
فهل أنت تقمصت صفات الربوبية يا أيها الجولاني .. وأصبحت
تمارس وظائفه لتختبر الناس إن كانوا معك أو ضدك ؟؟؟
هل مجرد أن أعلنت أنك من القاعدة إنكشفت لك أستار الحجاب
وعرفت المنافقين من الصادقين ؟؟؟
وعرفت الذين يريدون حكم الشريعة من الذين يريدون حكم
الجاهلية ؟؟؟
أم أنت تريد أن يقال عنك أنك القائد الأعظم .. أو الجندي
المخلص للظواهري .. لترهب أمريكا والأسد ؟؟؟
ألا تعلم – يا أمير الجهاد – أن التفاخر بالجهاد يؤدي
بصاحبه إلى جهنم ؟؟؟
إذن إقرأ الحديث الشريف :
إنَّ أولَ الناسِ يُقضى
يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما
عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ.
قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر
به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ..
لذا أوجه لك هذه الرسالة وأنا لك ناصح أمين ..وما أردت إلا الإصلاح
وأنا محب لك ..
علماً بأن بعض أتباعك قد يشتمونني .. ويلعنوني وقد يقولون :
من أنت حتى تنصح شيخنا وأميرنا .. وتتجرأ عليه .. وتنتقده وتهاجمه؟؟؟
أنت كذا ... وكذا ...
وإذا حصل هذا .. ليس لي إلا أن أدعو رب السموات والأرض شاكيا .. وراجياَ
:
( اللهم إن كنت تعلم أن عبيدك هؤلاء .. فيهم خير للإسلام والمسلمين
.. فاهدهم وأصلح بالهم .. وإن كنت تعلم أن فيهم شراً فتولى أمرهم .. وخلص المسلمين
من شرورهم )..
أقول لك ناصحا ومؤملاً منك :
1-
وجوب إلتزام الصدق في القول والعمل .. وهذا
يقتضي تثبيت ما أعلنته في بداية جهادك أنك لست من القاعدة ..
2-
عدم الدخول في مخاصمات وعداوات مع الشعب
السوري .. يكفيه ما تعرض له ولا يزال يتعرض من ظلم وقتل على أيدي العصابة الأسدية
..
3-
رص صفوف المجاهدين وتوحيد جميع الكتائب ..
ووضعها تحت قيادة واحدة هي الجيش السوري الحر ..
4-
التخلي عن العنجهية والإستكبار الديني بأنك
أنت الوحيد تقاتل في سبيل الله ..والآخرون يقاتلون في سبيل الطاغوت .. كبرت كلمة
....
إن كل المسلمين في سورية يقاتلون في سبيل الله
والمستضعفين ..
والكل يقاتل في سبيل إسقاط الطاغوت الأسدي ..
والكل يرفع راية لا إله إلا الله ..
والكل يردد : مالنا غيرك يا الله
..لبيك يا الله .. هي لله لا للجاه ولا للسلطان .. حتى بما فيهم غير
المسلمين ..
فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ..
5-
إلزام جميع جنودك وأتباعك بالأخلاق الإسلامية
.. والبعد عن التخوين والسب والشتم .. فهذه ليست أخلاق المسلمين .. فإذا تساوت أخلاقهم
مع أخلاق الكافرين ..فالنصر بالتأكيد للكافرين لأن الله تعالى يقول :
(يَـٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُوا ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد-الآية 7
وحتى
تنصر الله وجب أن تطيع أوامره .. وتتصف أنت وجنودك بالصفات التي ذكرها الله تعالى
:
(أَذِلَّةٍ
عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ يُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ
ٱللَّهِ ...).المائدة -لآية 54
(مُّحَمَّدٌ
رَّسُولُ ٱللَّهِ ۚ
وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ
أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ۖ
تَرَىٰهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا ). الفتح آية 29
6-
إلزام جميع جنودك وتربيتهم على التحلي بأخلاق
المسلم كماء جاء في الحديث الشريف :
المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم ..
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح
النسائي - الصفحة أو الرقم: 5010
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح..
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح..
7-
التوقف فورا عن التسابق
لتبني العمليات العسكرية ونشر صورها على الفضاء .. مما مكن العصابات الأسدية من تحديد مكان التصوير وضربها
وقتل آلاف الأبرياء ..وحسبك أن الله يعلم قتالك ..فلا تبال بالعبيد..
الجمعة 9 جماد آخرة 1434
19 نيسان 2013
د/ موفق مصطفى السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق