الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-04-26

من يتآمر على من؟ - د. عبد الغني حمدو


قد يعتقد البعض أننا نرمي البعض باتهامات لادليل عليها , ولكن نحن  لن نكيل الإتهامات جزافاً وإنما على القارئ وعلى صاحب القرار أن يوضح لنا الأسباب التي يمكن له أن يقنعنا فيها ولو أننا متأكدين أن حججه ستكون لاقيمة لها أمام الحقائق الدامغة والتي سنعرض قسماً منها أدناه


المنطقة المهمة والتي تعتبر الهدف الإستراتيجي الأول والأكبر شأنا بالنسبة للثوار وكذلك بالنسبة لعصابات المجرم بشار الأسد , هذه المنطقة هي ريف اللاذقية والتي تمتد من البحر عند البسيط  متجهة شرقاً حتى قمة جبل النبي يونس , والمسماة بجبل التركمان وجبل الأكراد وجبل صهيون والتي تحيط بمدينة اللاذقية من الشمال والشرق والجنوب , ومن الغرب تطل على البحر


سيطر الثوار على جزء هام من جبل التركمان وعلى جبل الأكراد , وبقي جبل صهيون وهي المناطق التي تعتبر ضد نظام الحكم المجرم , يفصل بين جبل صهيون وجبل الأكراد ناحية صلنفة الموالية , وتسيطر قوات الأسد على مرتفعات هامة كجبل النبي يونس ,والمُهدِّد مباشرة لمناطق واسعة من جبل الأكراد وجبل التركمان , وكذلك الغاب وريف حماه الغربي
بعد تحديد أهمية المكان ومعرفة أهمية اللاذقية بالنسبة لبشار ومجرميه , وأن المنطقة هي الحد الفاصل بين تقسيم سوريا أو من عدمه , فإن تم تقوية الثوار في جبل الأكراد وجبل التركمان  سيكون عندهم الاستطاعة لإفشال أي مشروع تقسيمي على أساس طائفي , وفي نفس الوقت سيكون سداً منيعا لأي اقتتال طائفي في المستقبل , فالسيطرة على الجزء الواصل بين جبل الأكراد ومدينة الحفة , سيجعل من التفاوض طريقاً سهلا لتحرير اللاذقية ودخول الثوار إليها بدون حرب , أما في حال بقاء الوضع على ماهو عليه فسينذر بالتقسيم وحرب إبادة في المحافظات الساحلية وستطول المعركة وستأخذ وقتاً طويلا جداً

إن أهمية المكان من الناحية الاستراتيجية  وهذه الأهمية قد أوجدت مسالك كثيرة للتآمر على المنطقة كلها , وللأسف فإن هذا التآمر مرتبطاً بأجندات سياسية ودولية وحزبية ومن بعض الجهات الداعمة بالذات , بحيث توجه الدعم المادي والعسكري لأطراف ثورية على الأرض تجد من مصلحة هذه الأطراف الابقاء على جبهة الساحل ساكنة من طرف واحد, في حين دُمرت قرى بكاملها وهجر ساكنيها والقصف مستمر عليها ليلاً ونهاراً

رُسمت خطط كثيرة , وتحركت الكتائب الحرة للتحرير وتحرير المرتفات والتي أذاقت وتذيق القرى الأمرين وسببت في الدمار والخراب لجبل الأكراد بكامله , لكن كان يُفشل تلك الخطط هو قلة الإمكانيات من العتاد والذخيرة , وتدخل الجهات المدعومة لإفشال تلك التحركات , مع أنها تملك القوة من العتاد والذخيرة والعناصر , وهي مخزنة عندهم في مخازن متعددة , محتاجة إلى الصدأ والتبريد حتى يكون مصيرها عدم الفائدة منها

إن المعركة القائمة الآن لو طبق فيها القانون الوضعي أو السماوي أو حتى العرفي وقل العسكري , لطبق فيها حكم الاعدام مباشرة على كل من خذل ولم يساند ولم يدعم الطرف المهاجم , فقد حاول أحد الألوية الطلب من الجهة التي تستلم معظم المساعدات العسكرية والمادية إمدادهم بالسلاح والعتاد من أجل المساعدة في تحرير المرتفعات فرفض المجلس ذلك مما اضطر اللواء لفتح أحد المستودعات وأخذ بعض المعدات منه عنوة , ولكن المجلس الموقر نصب كمين لهم وكان منهم شهيد وجرحى عند توجههم لمساعدة المهاجمين

نستطيع أن نحدد أطرافاً معينة  تلعب الدور الأكبر في منع التقدم والتحرير , وتكديس العتاد والسلاح في مخازنها وتمنعها , عن المجاهدين الحقيقيين , ولكن لعل الكلام يصلهم ويعودوا عن غيهم ويكون الصواب طريقهم بدلاً من التآمر على أنفسهم أولا وعلى الآخرين ثانياً وعلى الوطن والمستقبل السوري كله

العالم كله ضدنا ونحن نتآمر على بعضنا ويخذل من بيده القوة الضعفاء مادياً والأقوياء في إصرارهم وهممهم العالية , إن الداعمين للثورة يدهم مبسوطة لمناطق وعندما تطرح عليهم الدعم لريف اللاذقية , تحولون إلى صم بكم عمي فهم لايفقهون
والسؤال هنا :
ماالذي ستجنيه بعض فصائل المعارضة والداعمة للثورة من بقاء عناصرها وسلاحها طي الكتمان بريف اللاذقية؟
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق