الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-04-29

معارك القصير "حرب استنزاف".. بين "حزب الله" والثوار - بقلم: فادي شامية



فادي شامية- المستقبل - الإثنين 29 نيسان 2013 - العدد 4675 - شؤون لبنانية - صفحة 2
http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=569068
يمكن تقسيم المعارك في القصير بين "حزب الله" والثوار إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: تمتد من حزيران من العام 2011 ولغاية شهر شباط من العام 2012.
شهدت هذه المرحلة بدايات المعارك بين المتسللين من "حزب الله" والثوار. لم يكن في المنطقة غير أهاليها ممن ينتسب للجيش الحر، ولم يكن الحديث عن جبهة النصرة رائجاً بعد. استطاع متسللو الحزب خلال هذه المرحلة تجميع أنفسهم في قرى ذات غالبية شيعية، وفيما بعد سيطروا على هذه القرى، وضموا إليها بلدة ربلة المسيحية. 


المرحلة الثانية: تمتد من شهر شباط من العام 2012 وتمتد إلى يومنا هذا.  
في هذه المرحلة ثبّت الحزب أقدامه في المناطق التي احتلها. اتخذ من بلدة زيتا قاعدة عسكرية له يدير منها هجماته على المحور الغربي باتجاه قرى البرهانية وسقرجة والعقربية، وقد نفذ هجوماً كبيراً نهاية شباط الجاري، باتجاه هذه القرى، لكن الهجوم لم ينجح ومُني الحزب بخسائر كبيرة. إلا أن جهود الحزب لتوسيع مناطق سيطرته وصولاً إلى مدينة القصير لم تتوقف، إذ تمكن بعد معركة قاسية جداً من السيطرة على تل مندو (قادش) على المحور الشمالي للجبهة خلال شهر نيسان الجاري. ردُّ الثوار جاء من الشرق إذ سيطروا على مطار الضبعة وطردوا عناصر الحزب وقوات النظام منه.  

بعد زيارة السيد حسن نصر الله إيران؛ شن الحزب الهجوم الأكبر له على ريف القصير، وقد تمكن من احتلال المناطق التي عجز عن احتلالها في السابق؛ العقربية، وسقرجة، والبرهانية، والمنصورية، والرضوانية، والنهرية، والموح، وأبو حوري، والأذنية، والخالدية (قرى سورية بالكامل سكانها سنة عدا الأذنية فيها بعض المسيحيين) وثبّت وجوده في جوسيه وربلة، ولم تمض ساعات حتى وصلت نجدات إلى ثوار القصير، مكّنتهم -رغم ضعف الإمكانات- من انتزاع ثلاث بلدات على محور واحد؛ النهرية-الموح- أبو حوري، ولولا استرجاع هذه البلدات لأمكن القول إن "حزب الله" بات يسيطر على منطقة غربي العاص بالكامل.

وفيما لا تزال المعارك مستمرة إلى اليوم؛ يحاول الحزب التقدم باتجاه مدينة القصير من الغرب (تل النبي مندو) ومن الشرق (كوكران)، إضافة إلى محاولته قطع نهر العاصي في المحور الغربي للجبهة، لكن مقاومة الثوار ما تزال قوية سواء في الشرق لناحية الضبعة والحسينية وشنشار والدمينة الشرقية، أو جنوب المحور الغربي؛ النهرية والموح وأبو حوري. 

وفيما يحاول "حزب الله" تجنّب حرب استنزاف بحسم سريع يصل إلى مدينة القصير (مدينة سورية تعد أكثر من 40 ألف نسمة)، يبدو أن تقدمه يصطدم بمعوقات كثيرة: الدفاع المستميت من أهل الأرض- التحصينات التي أقامها الثوار- تحوّل القصير إلى منطقة استقطاب مقاتلين، بمن فيهم أولو البأس من أصحاب الخبرة القتالية العالية (سوريون وغير سوريين)، ومن بين هؤلاء مقاتلون من جبهة النصرة...وهذا يعني أن الحسم السريع الذي كان يأمله الحزب لن يتحقق، وأن مواكب تشييع قتلاه ستزداد (تؤكد مصادر شيعية عديدة أن قتلى الحزب في سورية باتوا أكثر من شهدائه المقاتلين في حرب تموز 2006)، وأن المناطق الخلفية للحزب في الهرمل وغيرها باتت أكثر من أي وقت مضى عرضة للانتقام. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق