ما زال نظام العصابة المتسلطة على
رقاب الشعب السوري، يرتكب المجزرة تلو المجزرة، ويمارس فعل جرائم ضد الإنسانية، واحدة
إثر أخرى، حتى حول سورية، إلى مقبرة كبيرة، وإلى مملكة رعب من نوع فريد، وصارت مدنه
وأريافه، كأنها مدائن أشباح.
لا يفرق بين طفل صغير، أو شيخ كبير،
أو امرأة، المهم أن يكون من أبناء الشعب السوري، فهذا وحده يكون كافياً لقتله وتشريده
وسجنه وتعذيبه وإهانته، وهدم منزله، وحرق مزرعته أو متجره، حتى وصل الأمر إلى درجة
خيال الروائيين، الذين ينسجون قصصهم من وحي ما يتصورنه من حدث، فيرسمون المشهد، بالطريقة التي يرغبون تصوير المشهد
أو الحادثة فيها، وفعلاً هذا الذي يحدث في سورية على أيدي هؤلاء المجرمين، فاق الخيال،
الذي يجعل صاحبه، يحسب ألف حساب قبل أن يسطره خشية أن يوصف بالمبالغة أو الكذب.
سورية اليوم تحترق، من طرفها إلى طرفها،
ويذبح أهلها من الوريد إلى الوريد، والعالم يتفرج، وبشار المجرم يهدد بالمزيد، ثم ينفذ
في اليوم التالي، هذا في سورية، وبنفس الوقت يتوعد بنقل الخراب إلى دول أخرى، منها
في الجوار، ومنها أبعد من ذلك، ولقد سمعنا قبل فترة، كيف أن شبيح النظام الأكبر حسون،
ينذر بحرب ( الاستشهاديين) الذين سيغزون بعض دول العالم.
وهاهي ( عرطوز) تشمخ من جديد، وتطل
برأسها، مؤكدة كبر الجرم الذي يرتكبه هذا النظام، بحقها نموذجاً، من نماذج الجريمة
التي تمارسها العصابة المتسلطة على أبناء الشعب
السوري منذ خمسين سنة، بحق سورية إنساناً وحجراً وشجراً وكل شيء.
كل هذا، وأصدقاء الشعب السوري!!!!!!
يعقدون الاجتماع إثر الاجتماع، والمؤتمر بعد المؤتمر، ولا أدري ما هذه التسلية التي
يستمتعون بها، وهم يتعاطون مع الحدث السوري بهذه الشاكلة المرعبة، التي إن دلت على
شيء، فإنما تدل على السياسة المتبعة، مع القضية السورية، بروحية( غير المستعجل)، ولغة
( على مهل)، وكأننا نتسلى في ناد سياسي، يكتفي بجدل الساسة في وقت الفراغ، أو كأن القضية
السورية، فسحة في عالم المثاقفة والتفاكر، فتكون فرصة للتدريب السياسي الإنساني، فيكتفون
بالوعود، وربما صدر منهم تنديد، أو شجب، أو وعد بدواء، أو رغيف خبز، أو بطانية، ويظنون
بهذا أنهم يرفعون عن أنفسهم، عتب الشعب السوري وحنقه، أو أنهم يمتصون غضبه.
المأساة الكبرى، تكمن في طريقة تعامل
العالم مع القضية السورية، هذا التعامل الذي إن أشر على شيء، فإنما يؤشر، على أن الدم
السوري، والشعب السوري، والبلد السوري، ليس في حساب أحد، وكأن هذا البلد بما حمل خارج
إطار النظام البشري ومنظوماته ومؤسساته، ومفردات تكوينه.
ولا يفوتنا أن نذكر بأن المبعوث الأممي
( الأخضر الإبراهيمي) ما عدنا نسمع له صوتاً، ولا نرى له صورة، ولو في زاوية من زوايا
المشهد السوري، حتى لو أطل علينا بتصريح باهت، أو مواساة لشعب يذبح بهذه الطريقة، القضية
كأنها لا تمسه، وليس له بها أي علاقة، أنصحك يا إبراهيمي أن تستقيل وتحترم نفسك، فهذا
الذي تفعله عيب عليك وعار.
************************
ومما لاشك فيه، أن هذه المجازر التي
ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، تضع العالم كل العالم أمام مسئولياتهم، بدءاً من أشقائنا
العرب، إلى إخواننا المسلمين، إلى منظمات المجتمع الدولي صاحبة المكاييل المتعددة،
إلى أحرار العالم في كل مكان، أن يقوموا بواجبهم لحماية هذا الشعب الذي يقتل بهذه الطريقة،
ولا أدري هل نحن في عالم الغابة؟؟!! أم نحتكم إلى شريعة الغاب؟؟!!
ولا يفوتنا أن نذكر بأن روسيا ونظام
إيران وحزب الشيطان ومن معهم، كلهم شركاء في هذه الجرائم، التي ترتكب في سورية، هم
من يساند النظام المجرم بكل أنواع المساندة، ويدعمه بصنوف الدعم، وهذا بدوره يحتم على
الأحرار في هذه البلدان، أن يقفوا ليقولوا كلمة الحق، وثوروا على هذه الأنظمة التي
تحرق الأخضر واليابس، في رسم مستقبل العلاقات بينهم وبين شعوب العالم العربي والإسلامي.
وفي الختام، وفي غمرة كل هذا الألم،
هناك من يخدم النظام بطريقة فريدة من نوعها، إذ يعملون على تفتيت المعارضة، وزرع الفتنة
بين أبنائها، حتى ينشغلوا ببعضهم، ويا سعادة النظام الفاجر القاتل بهم، والهجوم الشرس
على الإخوان يصب في هذا الهدف، فهل من عاقل يعي الدرس فيترك هذا الجدل، وينطلق نحو
العمل، فيجمع الصف، فيكون هذا سبباً في سقوط هذا النظام.
( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله
صفاً كأنهم بنيان مرصوص )
علينا أن نرص الصفوف، ونعمل بجهدنا
وطاقتنا، والله معنا،( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق