بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بموقفي روسيا والصين، ويعتبرهما مشاركين في
جرائم النظام السوري، ويدعوهما إلى تأييد الشعوب العربية والإسلامية بدل مساندة الظلم
والطغيان، ويدعو العالم الإسلامي إلى جعل يوم الجمعة القادم 18 ربيع الأول 1433هـ،
يوم تضامن مع الشعب السوري، ويوم غضب ودعاء على النظام وأعوانه، ويحرم استجابة الجيش
والأمن لأوامر القتل والتدمير، ويدعوهم إلى الانضمام إلى الشعب فورا.
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله
وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد...
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ
الأسى والقلق والحزن ما يجري في الساحة السورية، أرض الشام المباركة من البطش والتنكيل،
وسفك الدماء الزكية الطاهرة، التي ستكون عارا ونارا على المباشرين والداعمين والساكتين،
وعلى الأفراد والجمعيات والمؤسسات والدول التي وقفت إلى جانب النظام الفاسد.
وأمام هذه الأحداث والأوضاع المزرية، فإن الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين يرى ما يأتي:
أولاً: إن الاتحاد
يؤكد على الفتوى الموقعة من قبل عدد كبير من علماء الاتحاد وعلماء الأمة، مذكرا بحرمة
الدماء، وصيانتها القاطعة في كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم، وحرمة سائر الحقوق
التي جاءت بها الشريعة بحفظها وحمايتها، حتى قرن الله تعالى سفك الدم الحرام بالشرك
بالله تعالى، فقال سبحانه:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} [الفرقان،68] وقال سبحانه:{وَمَنْ يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} النساء:93
ثانياً:
يؤكد الاتحاد أنه يحرم على منسوبي الجيش السوري أو الأمن أو التشكيلات الأخرى قتل أحد
من أفراد الشعب، او إطلاق النار باتجاههم، بل يجب عليهم عصيان الأوامر إذا صدرت إليهم،
ولو أدى الأمر إلى قتلهم، وعلى أولئك الذين حدث منهم قتل فيما مضى أن يسارعوا إلى التوبة
إلى الله تعالى، ونصرة الشعب، وحمايته، ولا يجوز الاستمرار في وظائف الأمن والجيش في
ظل هذا الوضع، ويجب عليهم الانضمام إلى الشعب فورا.
ثالثاً:
يدعو الاتحاد إلى دعم الجيش الحر وتعزيزه وتقويته، والانضمام إليه للدفاع عن المدنيين
وعن المدن والمؤسسات، ويوجه النداء للمسلمين والعالم الحر بدعم تشكيلات هذا الجيش ومساعدته
بكل وسيلة ممكنة، مادية ومعنوية، ليتمكن من أداء دوره وترتيب صفوفه. ودعم الثوار بكل
ما يحتاجونه، ليتمكنوا من إنجاز ثورتهم، ونيل حرياتهم، ولاسيما في حمص التي تعاني أشد
المعاناة، من التجويع والترهيب وانعدام الخدمات.
رابعاً:
إن الاتحاد يحمل مسؤولية القتل والقمع والإرهاب مشتركة بين النظام السوري، وبين روسيا
التي وقفت معه ويقتل بأسلحتها الأبرياء، وكذلك الصين التي وقفت ضد الشعب السوري والشعوب
العربية والإسلامية.
خامساً:
يدعو الاتحاد الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف جادة إزاء الدول المساندة للنظام
السوري، وخاصة روسيا والصين، ويدعو الشعوب الإسلامية ومؤسساتها إلى إيصال رسائل الاحتجاج
لهاتين الدولتين، والاعتصام والتظاهر أمام سفاراتها في كل مكان، ومطالبتها بأن لا تحول
الدم النازف في سورية إلى أداة لحفظ توجدها العسكري والاقتصادي، ولتعلم هذه الدول أن
المستقبل هو للشعوب، طال الزمن أم قصر، ولن تنسى الشعوب المواقف المخزية لدول وقفت
مع أنظمة القمع والاستبداد.
سادساً:
يدعو الاتحاد ثوار سوريا والمجلس الوطني الانتقالي إلى توحيد صفوفهم والتسامي عن أية
خلافات جانبية حاضراً ومستقبلا، وأن يعقدوا النية الصادقة على بناء دولتهم المدنية
القادمة على أساس العدل وحفظ الحقوق والحريات، بعيدا عن المصالح الفردية أو الفئوية
أو غيرها، وعليهم أن يلتزموا بالحفاظ على حقوق الأقليات الدينية والعرقية التي عاشت
آلاف السنين في أخوة ووفاق، لأن النظام الظالم هو وحده يتحمل مسؤولية الجرائم البشعة
التي ارتكبت.
سابعاً:
يطالب الاتحاد القوى المخلصة في العالم الإسلامي بالشروع فورا في تشكيل لجان شعبية
في كل مكان لدعم ثورة الشعب السوري، ومساندته، ودعم النازحين المشردين من أبناء الشعب
الكريم، خاصة في الأردن، ولبنان، وتركيا، حيث حاجتهم إلى الغذاء والكساء والدواء والمساندة
بكل أنواعها.
ثامناً: يعلن الاتحاد يوم الجمعة القادم 18 ربيع الأول
1433هـ، يوم نصرة وتضامن مع الشعب السوري، ودعاء على الظلمة المجرمين، وعلى من ساندهم،
ولذلك يطالب الاتحاد العالم الإسلامي بأن يقوموا بالاعتصامات، والمظاهرات السلمية،
وذكر هذه المظالم في الخطب، والدعاء والقنوت، وصلاة الجنازة على أرواح الشهداء.
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا
أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون) 227 الشعراء
والله المستعان
الدوحة في: 17 ربيع الأول 1433هـ
الموافق: 09/02/2012م.
أ.د علي القره داغي أ.د. يوسف القرضاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق