قبل الحديث عن المطلوب من الثوار فعله , أود ان أشرح هنا معركة الفلوجة الأولى والتي حدثت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 , لقد كانت معركة تكاد أن تكون معركة تحرير بالكامل , والذي يهمنا من ذكرها هو الآتي :
فلو استعرضنا الوضع
الميداني عندنا الآن , نجد أن القيادة السياسية الحكومة غائبة تماماً عن المشهد
السوري , والأعمال العسكرية تكاد تكون فردية , وعوامل الدعم اللوجستي للجيش السوري
المنتشر على كامل المناطق السورية ضعيفة للغاية , والقناعة الدولية بدأت تتجه لدعم
الثورة حتى ولو أنها معنوية فقط حتى الآن ولكن تلقي بأثرها السلبي على نفسية العدو
, مع تسارع الانشقاقات عمودياً وأفقياً عن الجيش المحتل , ومع انضمام دمشق وحلب
للحراك الشعبي والعسكري , وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية , والوصول للفوضى
في غياب سلطة الدولة والتي اتجهت فقط للانتقام وسفك الدماء لتوديع أيامها الأخيرة
, قبل إسقاطها من الشعب الذي أصر على اسقاط هذا النظام المجرم .
إن تحديد يوم الخميس
القادم باتفاق مع التنسيقيات للتظاهر بكثافة في المدن والمناطق ومحاولة احتلال
الساحات الرئيسية , هي دعوة في وقتها المناسب تماماً فالظروف مناسبة جداً , وهي
بداية لعصيان مدني شامل , مع تحرك شعبي وعسكري لكل القوى الثورية , على الطرقات
والمناطق المؤدية للمدن والجبال , وقطع الطرقات ومجموعات مسلحة تنصب الكمائن القتالية , فالثوار يمكنهم
السيطرة على كل الطرقات بينما الجيش لايمكنه ذلك , وهو لايستطيع أن يتحرك إلا
بأرتال , فالثوار منتشرون في الريف والمدن والأقضية والنواحي .
إن هذا النفير العام في
كافة المناطق وقطع الطرقات والهجوم على المناطق الحساسة , فالقوى المعادية المحتلة
سوف تكون متوجهة لداخل المدن ولقمع المظاهرات وتصبح الأماكن الحساسة في أضعف
حالاتها , ليتم بعدها عمليات الحسم لصالح الثورة , وفي نفس الوقت ستنهار القوى
التي تدمر في حمص وباقي المناطق , فالتركيز على الطرقات هو أهم أساليب إضعاف هذه
العصابات المجرمة .
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق