لكل من تابع مؤتمر ما يسمى أصدعاء الشعب
السوري في تونس. والذي اقترحته باريس وواشنطن بهدف " تقديم الرسالة السياسية القوية
للأسد من جهة، و الرسالة القوية للشعب السوري نقول ان الرسالة وصلت.
بداية وصلت رسالة الرئيس التونسي منصف
المرزوقي الذي أنصف الطاغية بالحصانة والعفو عن الجرائم التي ارتكبت خلال السنة
الماضية والسنين التي قبلها، مقابل عدم قتل ما تبقى من الشعب السوري.
لقد ابدع الرئيس المرزوقي في حلوله
حين دعا لحل شبيه بالتونسي واليمني مع العلم بأن بن علي، وعلي عبد الله صالح ؛ لم يقتلا
مجتمعين من الشعبين التونسي واليمني معشار معشار ما قتل بشار، و لم يقصفا شعبيهما بالدبابات
وراجمات الصواريخ ...
ووصلت رسالة وزير خارجيته بعدم
تكرار السيناريو الليبي واستبعاد أي خيار للتدخل العسكري في سورية، واستبعاد خيار
تسليح الثورة، و هذه الرسالة كانت مزدوجة للشعب والطاغية بنفس الوقت:
-
رسالة للشعب
السوري بأن كل هذه التضحيات لم يستطع الوزير استيعابها بعد فثورة تونس هي المثال عنده،
ويجب على الشعب السوري أن يحتذي بها، لأنها كانت سلمية، وتحمّل الشعب التونسي
التضحيات الجسام في ثورته، لذلك يجب على الشعب السوري أن يحافظ على سلمية الثورة، فهو
يتعاطف معها، إلا أنه لا يقبل تحويلها الى ثورة مسلحة، ولو لم يبقى رجل واحد في
سورية.
-
أما رسالته للنظام فهي أن هدف هذا المؤتمر ليس ايقاف
القتل وانما رسالة تطمين بأن سياسة العالم بالتجاهل مازالت مستمرة، وأنه بإمكانك
الاستمرار في القتل لفترة أخرى.
وأن رسائل المجتمع الدولي مازالت تؤكد
على منطق سقوط النظام بالشجب والادانة والعقوبات الاقتصادية...
إن مؤتمر أصدقاء سوريا أكد على الفشل
السياسي للمجتمع الدولي، فهو لم يستطع أن يثمن الدم السوري المسفوح.
و لأن المجتمع الدولي مصاب بانفصام
في الشخصيه فهو مازال يطالب بحل سياسي و يؤكد على فوائده لجميع السوريين، وينسى
الدعم اللا محدود للأسد من قبل شركائه في الجريمة، فكيف يقبل الأسد بحلهم السياسي
وهو يتلقى كل هذا الدعم من جهة، وينظر إلى هذا العجز من الجهة الأخرى، لذلك هو لا يرد
عليهم ولا حتى يعبرهم...
فبالرغم من كل هذا فإن الشعب السوري
فهم الدرس جيداً ... ووصلته رسالة مؤتمر أصدعاء الشعب السوري، لذلك قال (( يا الله
مالنا غيرك يا الله))....
وهو سيسقط الأسد وعصابته باعتماده على
الله وحده، لأن الأسد الأب قد أوصل رسالته للشعب السوري من قبل بأن ما أخذ بالقوة ؛
لا يسقط إلا بالقوة.
والشعب ماضٍ في ما عزم عليه ولن يتراجع
عن مطالبه أبدا...
وأنه سوف يتجه نحو الشعوب التي
تؤمن بحقه في التغيير، وهو يقدر موقف سعود الفيصل: حين قال " لايمكن لبلادي ان
تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال"...
وأن على الأطراف الدولية التي تعطل
التحرك الدولي مسئوليةً أخلاقيةً عما آلت اليه الامور. لأن النظام السوري فقد شرعيته
وبات أشبه بسلطة احتلال، ولا سبيل للخروج من الأزمة الا بانتقال السلطة اما طوعا او
كرها"...
و أردف قائلا :"هل فعلا قمنا بنصرة
الشعب السوري؟ ام اننا سنكتفي باعلانات رمزية وخطوات متباطئة ونتركه ضحية للطغيان والأجرام
؟"...
إن "حصر الاجتماع في المساعدات
الانسانية في سوريا لا يكفي، وكأننا من يريد تسمين الفريسة قبل ان يستكمل الوحش الكاسر
افتراسها"
إن ضمير سعود الفيصل: حتم عليه مصارحة
المجتمعين في مؤتمر أصدعاء الشعب السوري، بان ما تم التوصل إليه لا يرقى لحجم المأساة
ولا يفي بما يتوجب عليهم فعله في هذا الاجتماع"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق