الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
أجمعين وبعد :
لم يكن دور
الباطنية منذ نشأتها إلا دور التآمر على دين الله وموقف الخصم والعدو اللدود لأهل
السنة والجماعة . ذلك لأن عقيدة الباطنية قامت على الكره للإسلام وللعرب الذين
نزلت عليهم الرسالة وحمل لواءها الصحابة الكرام والتابعون وتابعوهم من بعدهم إلى
يوم القيامة ولذلك تآمرت الباطنية على زرع الفتن واغتيال كبار الصحابة بدءاً
بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي اغتاله المجوسي المجرم أبو لؤلؤة
. ومروراً بمقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وتتالت عبر الزمن مؤامرات الباطنية على
الإسلام وكانت إيران ولا تزال هي المحضن الخبيث الذي أنبتت النبت الخبيث من الفرق
الباطنية الهدامة. بل إن إيران هي العباءة السوداء التي خرجت منها كل تلك الفرق
الباطنية الحاقدة .
ويتضح الأمر أكثر
وتزداد الصورة وضوحاً أكثر إذا ما رجعنا إلى الماضي لنرى أن ابن العلقمي والطوسي كانوا وزراء للخليفة العباسي المستعصم بالله ،
وقد تآمروا مع التتار ضد وطنهم وأمتهم وكان لهم دور كبير في سقوط بغداد عاصمة
الدولة العباسية سنة ألفِ ومائتين وثمانية
وخمسين للميلاد وتنتهي الخلافة العباسية
وتتالى الأحداث إلى أن تصبح الدولة العثمانية سيدة الموقف وتتبنى زعامة العالم
الإسلامي وتحمل لواء الدفاع عنه فتقف الدولة
الصفوية رائدة الباطنية عدواً وخصماً لدوداً للدولة العثمانية لأنها تمثل
منهج أهل السنة والجماعة ، ويضطر العثمانيون الذين كانوا يتجهون بفتوحاتهم تجاه
أوروبا لنشر الإسلام إلى التراجع لمواجهة الخطر الشيعي بعد أن كانت جيوشهم تحاصر أسوار فيَنا عاصمة النمسا ويدخلون في صراع مع الدولة الصفوية ينتهي بانتصار الدولة
العثمانية عليهم وتتقهقر الدولة الصفوية لتختفي كالأفعى التي تخبئ جسمها وتظهر
رأسها لتنفث سمها ولكن هذه الدولة الحاقدة تعمل وتخطط ليل نهار لنشر عقيدتها
الباطلة وتهب الرياح الصفراء على العالم الإسلامي مرة أخرى في العصر الحديث وخلال
القرن العشرين حيث كان لانتصار الثورة في إيران بقيادة الخميني الهالك دور عظيم في
ظهور وامتداد المذهب الشيعي الإثنى عشر وخدع العالم بداية بهذه الثورة ولا يزال
للأسف حتى الآن يخدع الكثير منهم بها ولاسيما وقد أطلق عليها الثورة الإسلامية
وجمهورية إيران الإسلامية .وقد جعل الخميني من نفسه نائباً عن الإمام ضمن ما يسمى
"بولاية الفقيه " وبمجيئه حاول تصدير الثورة إلى خارج حدود إيران ، وكان
من الطبيعي أن يبدأ هذا التصدير للثورة بدول الجوار فأعلن الحرب على العراق ووقف
الجيش العراقي له بالمرصاد ولقَن الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله الشيعة
الروافض درساً لم ينسوه خلال حرب طاحنة استمرت لمدة ثمان سنوات ولكن تآمرهم على
الإسلام وأهل السنة لم ينته فعملت الباطنية بزعامة إيران مع أمريكا ودول أوروبا
على إسقاط النظام العراقي لأنهم وجدوا فيه سداً في وجه الزحف الشيعي وتقدمه كما
تعاونت دولة إيران الشيعية الصفوية مع دول حلف الأطلسي على سقوط طالبان ، وقد صرَح
بذلك وزير خارجية إيران " أبطحي " آنذاك وبدون خجل بأنه كان لإيران دور
كبير في احتلال العراق وأفغانستان وها هم اليوم وفي كل مكان يخدعون الناس بشعارات
منها "الموت لإسرائيل الموت لأمريكا "وكذبوا والله لأن التقية والكذب من
أصول عقيدتهم . ودعني أيها القارئ الكريم :نرجع إلى الحرب العراقية الإيرانية في
الثمانينيات . فلقد وقف الخائن المقبور حافظ الأسد بمفرده من بين كل الدول العربية
مع إيران ضد العراق ، وأمدهم بكل ما يستطيع . بل وصلت به الخيانة إلى أن قطع علاقته
مع العراق وأغلق الحدود مع العراق فجوهر القضية يكمن في أن هذا النصيري الحاقد
والذي يتبع المذهب النصيري والعلوي هو من فرقة باطنية مارقة من الدين بإجماع علماء
الأمة كلهم عبر التاريخ . بل إن الإمام شيخ الإسلام أبن تيمية قال عنهم في فتاويه
بأنهم أكفر من اليهود والنصارى ولا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم ولا يقبرون في
مقابر المسلمين ويتفقون مع الشيعة الإثنى عشرية بأنهم من الفرق المغالية و بأنهم
فرقة منهم بل إنهم من أكثر الفرق الباطنية غلواً ويشتركون مع الشيعة في تأليه
الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه .
وهلك ذلك الخائن
المقبور حافظ بعد أن سلَم البلاد وخان الأمة وأهلك الحرث والنسل هو وأخوه رفعت ومن
معهم من عصابة القتل والإجرام . وجاء بعده ابنه المجرم السفاح بشار بطريقة مضحكة مبكية
إلى الحكم بعد أن عدَلوا في القانون فواصل تعاونه مع إيران وأقام تحالفاً معها
نكاية بأهل السنة والجماعة . بل لقد فتح سوريا على مصراعيها للإيرانيين لينشروا
مذهبهم الفاسد وبنوا العشرات من الحسينيات في سوريا ودعمَ حركة أمل الشيعة في
لبنان وأمد حزب اللات بكل ما يملك عن طريق إيران . بل لقد بلغت به الخيانة أن أرسل
الجيش السوري ليقف مع دول أوروبا وأمريكا في
حربها على العراق أثناء قضية الكويت وأعمل يد الغدر والخيانة والقتل والتآمر في
لبنان ضد أهل السنة خاصة والطوائف اللبنانية الأخرى التي لم تنفذ ولم ترض بسياسته
وسياسة أبيه من قبله وما نتج عن ذلك من عمليات الاغتيال السياسي لعدد من القادة
اللبنانين وعلى رأسهم " رفيق الحريري " رحمه الله ناهيك عما قام به أبوه
من قتل ضد الفلسطينيين في تل الزعتر والكرنتينا وغيرها وأخيراً تأتي ثورة الكرامة
المباركة من قبل الشعب ضد النظام المجرم ويقف العالم مع هذه الثورة مستنكراً ما
يجري من مذابح وتنفرد إيران المجرمة والمالكي وأمل وحزب اللات والباطنية ومن معهم
من الأذناب ضد الثورة السورية ويمدوا النظام المجرم بالسلاح والرجال متذرعين
بأقوالهم الكاذبة بأن سوريا تتعرض لمؤامرات من قبل إسرائيل وأمريكا ويخرج قادة
إيران الباطنيون وحسن نصر الشيطان وسمير القنطار بالتهديد والوعيد بأنهم لا يسمحوا
بسقوط النظام ونحن نقول لهم خسئتم أما رأيتم شجاعة الشعب السوري وبطولاته التي
أذهلت العالم تعالوا جربوا حظكم مع هذا الشعب فوالله حينما تدق ساعة الصفر والحسم
سندوسكم بأقدامنا ونعالنا0
والله أكبر ولله الحمد " وسبحانك اللهم
وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
في 7 / 11 / 2011
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق