الثورة
السـورية اليتيمة تمتلك القوة والمنعة من الله
ثم من إيمان الشعب المثقف المنفتح الذي إلى هذه اللحظة وهو يرفض التواجد العسـكري
على الأراضي السـورية وترابها الغالي وتتحمل الصـعاب وشـدة الإجرام الواقع من عصابات
مسـلحة تتحرك بأمر المخابرات وبعض رموز هذا النظام من شبيحة ومليشـيات خارجية طائفية تحمل فكر إجرامي
عفن من تيار صفوي حاقد وجدناه في العراق والآن يهددون به في سورية ولمسناه في خداع
حزب الله في لبنان حيث تظاهر بالمقاومة حتى
بلغ الهيمنة على لبنان فأصبحت الجبهة مع إسرائيل
آمنة كما هي الحال في الجبهة السـورية وأصبحت
هذه القـوة لتحقيق أهداف إيران بالدرجة الأولى مما جعل النظام السـوري الذي هو بمثابة
همزة الوصل والإمداد لحزب الله اليد التي تهدد
بها إيران كلما ازداد الخناق عليها فكلنا خُدعـنا
بحزب الله في لبنان أنه مقاوم وإذ به يقوم
بـدور قـذر حتى وصـل إلى ما يصـبو إليه في الهيمنة على القرار اللبناني وتحويل لبنان
إلى بؤرة قذرة للأخطبوط المتنامي في المنطقة
من التيار ألصفوي المجوسـي وأنا آ سف لهذا التوصيف لاني أكره الطائفية وأومن بالمواطنة لكل مواطن تحت سـقف الوطن أيا كان دينه أو عرقه وانتمائه. المهم هو أن يكون ولاءه
للوطن وليس لشـيء آخر.
هذه المقدمة كان لا بد منها حتى ندلي بدلونا على ما يدور من
حولنا من تحولات إقليمية ودولية. ولماذا الثورة السـورية هي يتيمة كما ذكرت , ولماذا يسـوق لإيران بأنها قوة يحسـب لها حسـاب
في الوقت الذي بلغ التهديد الأمريكي بالقوة اتجاه إيران الذروة في التصريحات الأخيرة
بغـلق مضـيق هرمز وتحاول أن تتهرب من دعم الثورة
السـورية:
1- الثورة السـورية يتيمة لأنها وطنية بحتة
2- الثورة السـورية قامت بسـواعد المثقفين الطبقة التي لا يريدها الغرب أن تقود الأمة
لأنه لا يسـتطيع الهيمنة عليها كما تعود دائما من الحكام العرب
3- الفيتو الخفي من إسـرائيل التي ترى في هذا النظام الممانع في ظاهره ويحمي الجبهة السـورية على الأقل ولا أريد أن أدخل
في تفاصيل ذلك. أما دعمه المليشـيات التي تدّعي المقاومة وأسـميها مليشـيات لأنها تخدم
المخطط الجديد للهيمنة الإيرانية في المنطقة بعلم أو بغير علم أو من أجل السـلطة كما
هي الحال في فلسـطين وفي البحرين وفي القطيف في السـعودية وفي لبنان وعليه أنوه أن
لا ينخدع احد بالمقاومة هذه الكذبة الكبيرة نستثني الفلسطينيين من ذلك ونحن نقدر الإخوة
في حماس والجهاد الإسـلامي رغم اختلافي معهم على بعض الأمور ولكن هذا رأيهم وأحترمه.
من
هذا أقف أمام المحور الروسي الصيني ومن ضمنه
بدء النظام السـوري تسـليح أتباع الدين المسـيحي
في سـورية بنصيحة روسـية ( وأعتبر قبول هذا
من المسـيحيين غباء) لوقوفهم مع القاتل ليسـوقوا حسـب أجندتهم وقد رأينا هذا في تصريحات
بعض رجال الدين المسـيحي (الكاثوليكي والماروني
) والأرمن نظرا للحسـاسية بينهم وبين تركيا كما تحاول روسـيا لتظهر بالدور الديني المسـيحي بعد
عقود من زمن الشـيوعية والتي خرج من رحمها فلاديمير بوتين الرأس المدبر وقائد النظام
الروسي الحالي ظنا منه لجلب أراء متطرفة في أوربا من المسيحيين واليمين المتطرف والذي
يقود حملة ضد المسلمين بدعوى الحرب على الإرهاب .
أما الموقف الأمريكي المتذبذب فهو لم يجد في الثورة السـورية من يحفظ أمن إسـرائيل
ويعمل على تحقيق مصالحه في المنطقة بمفهوم
الإذعان كما هو الحال في معظم الأنظمة العربية حتى التي تدعي المقاومة. والصين هذه
الدولة التي تطوي في طيات سـياساتها الشـيء الكثير من الغموض والحقد على المسـلمين
من جهة ومن جهة أخرى هي تحاول أن تظهر كقطب جديد في المعادلة الدولية في وجه أمريكا
والغرب من خلال عملها في صمت ومحاربتها الحالية لهم من خلال إخلال التوازن الاقتصادي
في الغرب وفي أمريكا من جراء شـراء الديون السـيادية لهذه الدول, وهي من صدرت الحملات
في السـابق وانكسـرت حين واجهت المسـلمين في
المنطقة العربية وأعني هولاكو وغزوه للعالم فهي لديها هذا التوجه والحقد وترغب في تأمين
أسـواق استهلاكية للإنتاج الضخم لمصانعها بعد أن تحولت إلى قوة اقتصادية كبيرة في المنطقة
بالإضـافة إلى حاجتها للبترول ومصادر الطاقة فوجدت في هذا التحالف السـبيل لتوجيه ضربة
الى امريكا والغرب في محاولة الصراع على النفوذ وتحطيم الإرادات مستغلة الأزمة الاقتصادية
في أمريكا فاجتمعت عوامل ثلاث للتحالف الجديد والقاسم المشترك في المصالح التي لا يدخل
في حسـاباتها الأخلاق والإنسانية مما أدى لتلاقي
بين النظام السـوري من جهة وبين إيران
و روسـيا – والصين ويحاولون جر المزيد
من الدول مثل الهند أو باكسـتان أو كلاهما
لولا الاختلاف حول أفغانستان والتي تحاول إيران وروسـيا جاهدة للسـيطرة عليها لأطماع
نووية ومقدرات خامات غزيرة متواجدة في أفغانستانلم تسـتغل بعد.
ونأتي على المواقف الأوربية والتي هي أكثر
تـقدما من الجميع وعلى رأسها فرنسـا وألمانيا
أما فرنسـا فهي تعتبر سـوريا منطقة نفوذها كمسـتعمرة قديمة تقلص هذا النفوذ
في المنطقة والمقصود سـورية ولبنان وهي محسـوبة على فرنسـا نضيف إلى ذلك الصراع الخفي
بين أمريكا وأوربا والذي تقوده ألمانيا وفرنسـا كما شاهدنا في معارضة فرنسـا أثناء
لغزو الأمريكي للعراق وبمباركة إيرانية ودعم إيراني وضمان صمت الشـيعة في العراق على هذا الغزو وعدم
مقاومته وهذا ما جاء على لسـان زعيم التيار الإصلاحي في إيران ( رفسا جاني ) بقوله: (لولا إيران ما اسـتطاعت أمريكا
دخول العراق وأفغانسـتان) وهذه حقيقة ليس لان أمريكا تخشـى إيران ولكن حتى تضمن تيار
لا يسـتهان به في العراق من مقاومتها كما الحال مع مقاتلين تحالف الشـمال الموالين
لإيران وروسـيا في حربهم مع طالبان في أفغانسـتان, أما ألمانيا وبعد سـقوط جدار برلين
الذي حلم به الألمان كثيرا وبعد توحيد شـطري ألمانيا وعودتها كاقتصاد قوي في أوربا تريد إثبات مكانتها بدور فاعل في المجتمع الدولي
وفي المنطقة وتاريخ الألمان معروف منذ القدم حيث عارضـت التدخل في ليبيا ولا تريد خسـارة سـوريا والتي تعني لها الكثير وخاصة مدينة
حلب لب الصناعة في سـورية وأكبر مسـتورد من ألمانيا قبل بروز الصين وغزو المنطقة في الصادرات الرخيصة لهذا تريد أن
تقود الدول الأوربية ضد تيارين هما أمريكا العدو القديم ومحور روسيا والصين لأن روسـيا
والصين رغم الخلافات بينهما إلا أنهم على وشك تشـكيل حلف لن يطول كثيرا أما الوضع الاقتصادي
الجديد والذي يطل برأسه لنشـوب حرب عالمية ثالثة بدأت تظهر مقوماتها بتداعيات الاقتصاد
وهذا ما يحرك الحروب دائما.
ومن خلال هذا العرض لتداعيات المجتمع الدولي يأتي الدور العربي لكل دولة وحسـب
تحالفاتها ومعاهداتها ورؤيا نظامها ويجب أن لا نغفل عن وجود إسـرائيل أو الفيتو الإسرائيلي
ضد أي تحرك للإطاحة بالأسـد لكانت الكثير من الدول العربية طالبت القوات الأمريكية
بالتدخل ووجدت لها المبررات والمخرج مع روسـيا والصين ولكن ومما ذكرنا سابقا نجد هذه التصريحات الخجولة والإدانة على استحياء لما يجري
في سـورية من قتل مرعب حيث لا يسـتطيع أي مخلوق يتحلى بقليل من الإنسانية والأخلاق
الصمت على ذلك في الوقت الذي صمتت فيه هذه الدول أمام مجزرة حماة في الثمانينات لعدم وجود إعلام يصل إلى الرأي العام في أوربا وأمريكا
الصوت المرتفع هناك أمام التصريحات وتبني الديمقراطية وحقوق الإنسان مما يؤدي إلى سقوط حكومات نتيجة الثقافة المتحضرة لـدى الشـعوب الأوربية وأقول
الشـعوب وليس الحكومات المهيمن عليها من اللوبي
الصهيوني ولكن هناك يوجد شـيء ما من الديمقراطية
وصناديق اقتراع يسـتطيع الشـعب أن يغير فيها المعادلة حسـب حجم هذه الديمقراطية في كل دولة على حده من أجل هذا
و للتسويق الإعلامي لشـعوبهم تخرج هذه التصريحات وبعض التحركات على السـاحة الدولية
بحيث تتأثر النخب الحاكمة بشـيء ولو قليل من الحضارة وحقوق الإنسان ولهذا السـبب أيـضـا
تطـلب المعارضة الممثلة في المجلس الوطني التـدخل الأوربي لأن النظام السـوري وروسـيا
والصين وإيران تمتاز بالهمجية وعدم الاحترام لأي حق من حقوق الإنسـان وهي ضليعة ولها
تاريخ أسـود في مجال حقوق الإنسـان وقمع شـعوبها ولا أحد يسـتطيع نسـيان ما جرى في
الشـيشـان وفي كوسـوفـو رغم إصرار روسـيا على
دعم ميلوزيفتش الزعيم الصربي الذي حوكم في المحكمة الجنائية الدولية وأعوانه الآن يحاكمون
من أجل دخول صربيا إلى الإتحاد الأوربي رغم التداعيات الاقتصادية السـيئة وقناعات الكثير
منهم بتصرفات زعمائهم لم يتحالفوا مع الروس
بل ضحوا بزعماء قوميين لهم من أجل الانضمام إلى الإتحاد الأوربي للتخلص من الفكر الشـيوعي
العفن ونشـر الحريات في بلادهم في الوقت الذي يلهث النظام السـوري خلف حذاء روسـيا
من أجل البقاء في السـلطة ومن أجل تحقيق أهداف إيرانية خبيثة رغم كراهية الشـيعة للنيصيرية
وإباحة قتلهم في شريعة الشـيعة كما جاء على
لسـان الإمام جعفر الصادق كما يبيحون قتل المسـلمين
السـنة للتقرب إلى الله فأي دين يبيح القتل والله الرحمن الرحيم وهو القائل سـبحانه
( من قتل نفسـا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) سبحان الله ويقولون أنهم مسـلمون
لهذا أقول إن الثورة السـورية يتيمة ولكن يجب
الاستفادة من حضارة العالم المتحضر وإجباره على المسـاعدة وعدم التدخل في شؤوننا وفرض
أي شـيء ينتقص من سـيادة واستقلال سـورية ووضعهم على المحك لمواجهتهم بما يدّعون من قيم الحضارة والإنسـانية
وعرض مشـاركتهم اقتصاديا بما لا يضر بمصالح الشـعب السـوري والسـيادة السـورية وإقامة
علاقات اقتصادية تقوم على مبدأ مصالح دول وليس بمنطق الهيمنة كما يرغبون و يجب اللجوء إلى الدول الإسلامية والاستفادة
من تجاربها وطلب الدعم منها عن طريق المؤتمر الإسلامي وتفعيل دوره للحصول على تأييد
اندونيسيا وماليزيا التي تحسـب الصين لها ألف حسـاب كقوة اقتصادية ودينية وبشـرية وجلب
هذه الدول إلى صف الشـعب السـوري قلبا وقالبا من خلال التفاهمات والحراك السـياسي للمجلس الوطني الســوري و هو الممثل
السـياسي الرئيس للشـعب السـوري لإنشاء تحالفات مع هذه الدول كما يجب التحرك في كافة
الاتجاهات لحشد الطاقات والحصول على أكبر تأييد في الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة
لإحراج روسـيا والحد من دعمها العسـكري للنظام لأنها لن تتخلى عن هذا النظام ما دام
بوتين في السـلطة في روسـيا لأن تخليها عنه
يعني فقدان مصالحها في التواجد العسـكري في سـوريا و خروجها من المنطقة نهائيا كقوة عسـكرية وخسـارة نافذتها الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط وخسـارة إيران يعني أيضا إضعاف حليف يعتبر قوي بعض
الشيء وفعال في المنطقة التي أصبحت أمريكا تسـيطر على معظمها وهذا يفسـر صراع الإرادات والمصالح وحسابات لا تأبه
بضحايا هذا الشـعب لهذا وجب علينا ضرورة ملحة
لعدم التعويل على تغيير الموقف الروسـي والاعتماد على الذات وعلى هذا الشعب العظيم
والصبر على حجم التضحيات.
نسأل الله النصر فهو أملنا وهو يملك مقادير
كل شـيء ولن ننتظر أحد في ثورتنا ولكن علينا العمل بقدر ما نسـتطيع لكسب
الرأي العام الدولي فهو رديف للجهود وخاصة في زمن الانتخابات في معظم دول أوربا والله معنا والسـلام عليكم أرجو أني قد اسـتطعت توصيا شكل التداعيات حول المواقف
من الثورة السـورية
مع تحيات – عزالدين سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق