كم كنتَ فخورا أيها الطاغية
بمندوبك الذي ارسلته ليهدد العالم بالكوارث إن هم صوتوا على قرار مجلس الأمن .
ولكن للأسف فإن المجتمع الدولي لم
ترعبه تهديدات وزير خارجيتك من قبل؛ بشطب هذه الدول عن الخارطة ، ولم ترهبه اليوم
تهديدات بشار الفارسي بالكوارث ، ولا حتى التهديدات المبطنة لحليفه الايراني في
الأمم المتحدة ، وكانت النتيجة أن صوتت (137) دولة؛ غير الدول التي لم تستطع
لأسباب فنية ومالية من التصويت لصالح القرار ، مقابل فقط (12) دولة ضد القرار والتي
كانت معروفة سلفا ( روسيا – الصين – فنزويلا- سيريلانكا- سيرينام- ايران – كوريا
الشمالية- لبنان- الجزائر- اسرائيل- العراق- سوريا).
وهذا الأمر ان دل على شيء فإنه يدل
على فشل الدعاية الأسدية ودولها الحليفة في خداع الرأي العام العالمي ، على الرغم
من استخدامها كافة سبل الاحتيال الاعلامي لتجيير الجرائم لصالحها.
واليوم انكشفت هذه العصابة أمام
العالم ، وسقط عنها القناع التي كانت تخفي وراءه بقايا شرعية زائفة، وانفضحت
سياسات الدول الاستبدادية الداعمة لهذا الطاغية ولم يبقى لها من حجة في دعمها له .
لقد بدا الجعفري متخبطا في كلامه
وهو يحاول البرهنة على الاستهداف المسبق لنظامه، و يرمي التهمة تلو التهمة؛ تارة
يوجهها لدول الخليج العربي، وتارة يوجهها للدول الغربية، ويتهمها بدعم الجماعات
المسلحة والعصابات الارهابية التي فجرت في دمشق وحلب ، ولم يعلم أن جرائمه
المكشوفة لم تنطلي على العالم بأسره ، وأن ساعة الحقيقة أزفت ، وبات عليه وحده مواجهة
الضمير العالمي .
بدورها علقت وزيرة خارجية الولايات
المتحدة على نتيجة التصويت بتأكيدها، أن هذه النتيجة هي بمثابة رسالة واضحة للشعب
السوري أن جميع دول العالم تؤيده ، وتساءلت كم من المدنيين يجب ان يقتل حتى يستجيب
الأسد لمطالب شعبه.
يبقى أن ننتظر ترجمة هذا القرار
على الواقع السوري ، والاسراع في تقديم العون الاغاثي والمالي والعسكري للشعب
المقاوم ، لتسهيل الانتقال الى مرحلة أخرى من العمل الثوري في الأيام القليلة
القادمة ، و يكون هذا القرار بداية انطلاق للدول الصديقة للشعب السوري التي ستجتمع
في تونس الاسبوع القادم ، في تطبيق سياستها الداعمة لطموحات الشعب السوري. والتي
كانت بدايتها القرارات التي صدرت عن المجموعة الاوربية .
فهل نرى قريبا تحولا استراتيجيا
تجاه تلبية طلبات المعارضة السورية ، والمتمثل في المنطقة العازلة ، و الممرات
الآمنة ، والحملات الاغاثية ، وايجاد الآلية المناسبة لتنفيذ بنود المبادرة
العربية؟ .
الدكتور حسان الحموي
الجمعية العامة تدين العنف في سورية (ترجمة)
ردحذف16 فبراير 2012 – الجمعية العامة
اليوم تدين البشرية بشدة استمرار انتهاك حقوق الانسان على نطاق واسع ومنهجي" لحقوق الانسان من قبل السلطات السورية، وطالبت الحكومة بالكف فورا عن جميع أعمال العنف وحماية شعبها.
اعتمدت الهيئة 193 عضوا صوتوا على قرار يدعم جهود الجامعة العربية لحل الازمة في سوريا، حيث يقدر مسؤولو الامم المتحدة ان قوات الامن قتلت ما يزيد عن 5400 شخص منذ ان بدأت الانتفاضة الشعبية في آذار الماضي.
ويعتقد أيضا أن الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين، ونزوح نحو ( 70000) شخص داخليا و(25000) فروا من البلاد لتجنب العنف.
القرار يدين بشدة استمرار "الانتهاكات الواسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية"، مثل استخدام القوة ضد المدنيين، والإعدام التعسفي، والقتل والاضطهاد من المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، والاحتجاز التعسفي ، وحالات الاختفاء القسري، والتدخل في الحصول على العلاج الطبي والتعذيب والعنف الجنسي وسوء المعاملة، بما في ذلك ضد الأطفال.
النص الذي اعتمد بأغلبية 137 صوتا مؤيدا مقابل 12 وامتناع 17 عضوا عن التصويت، كما دعا القرار سوريا "لوضع حد فوري لجميع انتهاكات حقوق الإنسان والهجمات ضد المدنيين".
ورحب كل من الرئيس عبدالعزيز ناصر الناصر والأمين العام بان كي مون باعتماد القرار في هذا المساء من قبل الجمعية العامة ، الذين أصدرا بيانات من خلال المتحدثين باسمها على حد سواء.
وقال السيد الناصر هذا القرار "يدل على اهتمام العالم، والالتزام والتضامن مع الشعب السوري، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين والوضع العام في سوريا.
الجمعية العامة اليوم تبين أيضا أن الدول الأعضاء، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على استعداد للعمل من أجل الحفاظ على الاستقرار ".
ودعا "جميع الدول المحبة للسلام إلى مواصلة دعم الجهود الرامية الى ايجاد حل عاجل للأزمة في سوريا، بما في ذلك خطط لاستضافة مؤتمر في تونس [المقرر عقدها في 24 فبراير] البلدان التي تنطوي تحت ما يسمى مجموعة أصدقاء سوريا.
وقال السيد بان كيمون أن قرار الجمعية العامة أشار إلى "وسيلة ... نحو التوصل إلى حل سياسي ومستقبل سلمي في سوريا، يضمن الديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة لجميع الشعب السوري".
وقال الامين العام للامم المتحدة انه يرحب "بهذه الرسالة التي طال انتظاره لها، ويدعو السلطات السورية إلى الاستجابة لدعوة المجتمع الدولي، وصوت الشعب السوري".
وقد تحدث قبل التصويت في الجمعية، سفير سوريا بشار الجعفري وادعى أن مسودة القرار "منحازة" وأن النص الذي لا علاقة له بالوضع في بلاده. واستشهد بالعديد من التطورات التي تستجيب للمطالب الشعبية، بما في ذلك الاستفتاء المقررة في 26 فبراير على دستور جديد ونية السلطات لإجراء حوار وطني.
وذكر انه لا توجد دولة يمكن أن تسمح بوجود جماعات إرهابية مسلحة على أراضيها، مضيفا ان هناك "قلق عميق" من وقوف سوريا وجها لوجه تجاه النوايا الحقيقية للدول التي شاركت في تقديم النص. ودعا هذه الدول إلى الكف عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية، و وطالبها بالكف عن تأجيج نار التوتر في بلاده.
وقد جاء هذا التصويت بعد أن فشل مجلس الأمن في الاتفاق على العمل الجماعي في هذه القضية بعد استخدام روسيا والصين حق النقض ضد مشروع قرار يؤيد جهود الجامعة العربية لإنهاء الازمة.
وقد ناشدت المفوضة السامية لحقوق الانسان في الأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي الدول الأعضاء أن تعمل الآن لحماية الشعب السوري، و أن توقف حملة القمع التي شنتها الحكومة العنيفة على الاحتجاجات السلمية دون هوادة و أكدت أن عدد القتلى والجرحى في ارتفاع مستمر.
"و خاطبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الجمعية قائلةً: أن فشل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات عاجلة ، يعني أن المزيد من السكان المدنيين سوف يعاني ، وأن عدد لا يحصى من الاعمال الوحشية التي ارتكبت ضدهم سوف تستمر".
"وذكرت أن حكومة سوريا فشلت بوضوح في الوفاء بالتزاماتها لحماية سكانها"، وأنه "يجب على عضو في المجتمع الدولي أن يتحرك الآن على وجه السرعة لحماية الشعب السوري" .
وقد دعا النص الى "عملية سياسية شاملة بقيادة سورية ، تجرى في بيئة خالية من العنف والترهيب والخوف والتطرف، و تهدف إلى معالجة فعالة للتطلعات المشروعة لاهتمامات الشعب".
في وقت سابق من اليوم، ناقش السيد بان كيمون الوضع في سورية خلال لقاءات ثنائية مع المسؤولين الدوليين الرئيسيين، بما في ذلك وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ، و وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف و وزير خارجية النمسا مايكل سبيندليجر. .
الدكتور حسان الحموي