بسم
الله الرحمن الرحيم
كثر
الحديث عن هوية الثورة السورية المباركة..وكثرت الإشارات والتلميحات والتصريحات .
هل
الثورة السورية إسلامية ؟ وان كانت فهل هي سلفية ؟ أم أنها إخوانية؟ .
هل
الثورة السورية علمانية ؟ أم أنها يسارية؟
هل
الثورة السورية طائفية ؟ أم أنها وطنية ؟
انطلقت
الثورة من المساجد وما زالت تعزز انطلاقاتها من المساجد ولكن عندما دللنا بذلك على
ربانية الثورة اعترض بعض العلمانيين وقال لا الثورة علمانية والثوار يخرجون من
المساجد لأنها الأماكن الوحيدة التي يستطيع أن يتجمع الناس فيها...
يعني لا دلالة في ذلك عنده أبدا ....المساجد هي
اماكن تلاقي وتجمع ...ونسي أن أماكن التجمع كثيرة فالملاعب أوسع والتجمع فيها لا
يحتاج الى مجموعات تتلاقى وانما هو حشد ضخم واحد يمكن أن يتحرك مع فرص محتملة
لوجود كاميرات لفضائيات ومراسلين.
وهناك
المسارح وقاعات العرض المنتشرة التي يمكن ان تناسب التجمع والانطلاق.
وهناك ابسط من ذلك وأجدى أن يتجمع المتظاهرون في
ساحة عامة بشكل مباشر ويحتلون الساحة معتصمين .
وخرجت
هتافات الثوار بعبارات اسلامية واضحة وكانت التكبيرات ملازمة صادحة...وقال الثوار هي لله ...الثورة لله ..ولا نركع الا
لله ومع ذلك أصر المصرون على أنها ثورة لا علاقة لها بالله وهي لا تريد الله في
الأرض وليتقدس الله في السماوات فقط أماالوطن فللجميع .
فأجابهم
الثوار بعبارات جازمة :إن الثورة لله وهو
الذي أمر وأمره هو الضامن الحقيقي أن يكون الوطن للجميع وأن الشعب السوري واحد
واحد بمواطنة واحدة لا تعرف الدرجات .
وسمع
النظام الهتافات والتكبيرات فقال مرة أن الحركة
سلفية ليشير الى السلفية الجهادية ومرة قال إنهم الاخوان المسلمون يعودون و
يتحركون ويحركون من جديد وأراد النظام بذلك أن يكسب الغرب والشرق ضد الثوار فعجّل
الثوار وهتفوا لثورتهم مصرّين هي لله ..هي فقط لله بدون تحزب او تكتل او ارتباط.
وتململ
بعض اليساريين فقال الثورة السورية ثورة اجتماعية تنشد العدالة الاجتماعية وحقوق
الكادحين المسحوقين وفيها صراع طبقي ساهم
في اندلاع الثورة... ورد الثوار على الارض بانتفاض الطبقة الميسورة مع الطبقات
الاخرى وفوجئنا بأحياء الأثرياء في الانشاءات والحمراء والغوطة في حمص تتصدر مع
احياء الاطراف في الانتفاض والصمود.
وبث
النظام الأسدي سمومه وضلالاته وتضليلاته بين كل الطوائف والاقليات وقال لهم :هذه
الثورة ثورة سنية طائفية تريد أن تسحقكم وتنحيكم وتهجركم وتقصيكم.
واستطاع
النظام تجييش الكثيرين من الطائفة العلوية و من سائر الطوائف بدرجات متفاوتة
ليجندهم ضد الثورة وليسهموا في قتل الثوار وقتل الشعب الذي يحتضن الثوار.
ورد
الثوار بشعاراتهم وأصروا على رفض الطائفية التي يفرضها ويطبقها النظام ليل نهار
ورغم كل الجراح والسحق المترافق مع التحريض الطائفي لم يرفع الثوار لثورتهم راية
طائفية وأصروا على استضافة رموز من الطوائف في مظاهراتهم ووقفاتهم,وأبقوا على صلات
مع شيوخ الطوائف للتفاهم والتدارك.
ونسي
كثيرون أن يقولوا عن الثورة أنها ثورة سورية وطنية فذكرهم الثوار وقالوا لمن وصفهم
ونسبهم وحزبهم:لقد نسبتمونا لكل اتجاه ونسيتم أن تقولوا أننا سوريون .
لله
در ثوار سوريا لقد فعلوا كل شيء بأيديهم بعون الله وحده ..حتى هوية ثورتهم وضحوها
وأعلنوها و منذ البداية بوضوح لا ضبابية فيه وبجلاء لا لبس فيه :
نعلن
ثورتنا وهذه هويتها :
(ثورة
ربانية فطرية غير متطرفة وطنية لا طائفية وشعبية غير محزبة ومالها غير الله) .
هذه
هوية الثورة السورية المباركة فمن شاء أن يتشرف بنصرتها ومؤازرتها فليسارع فشرف
كهذا لا يتكرر ولا يُفوّت , ومن أحجم عن نصرتها كرها أو خوفا من هويتها فهو واهم
أوجاهل ....إنها ثورة ليس كمثلها ثورة منذ قرون....سلام على شهدائها والله أكبر .
د.أسامة
الملوحي /16-2-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق